خمسون عامًا على انتصار الكرامة.. «دار الهلال» تحاور اللواء «الألفي» أحد أبطال حرب أكتوبر
تحتفل مصر اليوم بذكرى العاشر من رمضان، الذي كان علامةً فارقةً ونقطة تحول تاريخية من الهزيمة للنصر، ومن النكسة للكرامة؛ حيث استطاع الشعب المصري، وفي قلبه القوات المسلحة؛ استرجاع حق مصر، وإعادة كل شبر من أرضها، بعد تحطيم أسطورة خط برليف، واسترداد سيناء كاملة.
العاشر من رمضان أعظم انتصار في تاريخ مصر الحديث
وهنأ اللواء محمد زكي الألفي، أحد أبطال حرب أكتوبر، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري بذكرى العاشر من رمضان؛ باعتباره أعظم انتصار في تاريخ مصر الحديث، لأننا تحولنا من هزيمة في معركة أسموها النكسة، إلى استعادة كل شبر من سيناء، وجعلها آمنة، نستطيع السير فيها بكل هدوء وطمأنينة، بعد نصر عظيم تم بمجهودات جبارة وتضحيات استثنائية على مدار سنوات، بعدما خاض الجيش المصري ملحمة -لا يكررها إلا الجيش المصري- كبدت الجيش الإسرائيلي أقصى الخسائر الممكنة.
وأضاف في تصريحاته لـ"ـبوابة دار الهلال" أن "مصر لم ترضخ في النكسة؛ لأن الهزيمة نوعان، هزيمة مطلقة وتعني اعترافنا أننا هزمنا، وهزيمة مؤقتة كالتي حدثت حين خرج الشعب المصري كله عن بكرة أبيه، وشارك مسؤوليته فيما حدث مع الرئيس جمال عبد الناصر، وأضاف دفعة معنوية استثنائية كعادته بتاريخه العظيم في الوقوف مع القوات المسلحة"، واعتبر أن "الشعب المصري موجود دائمًا بقوة في الأزمات على مر التاريخ، وكان يشارك في الحرب بالتبرع بالدماء والمال والذهب والفضة بعد نكسة 67، حتى الفنانون كانوا يتبرعون بعوائد الحفلات لصالح المجهود الحربي".
استعدادات الحرب
وعن الاستعدادات للحرب قال "تم تهجير ثلاث مدن، وهى بورسعيد والإسماعيلية والسويس، استعدادا للحرب، وخلال هذه الفترة تمت إعادة تسليح وتنظيم وتدريب الجيش المصرى على الأسلحة الجديدة، كما جرى التخطيط لحرب العاشر من رمضان، قبل أن تبدأ مباغتة العدو في 6 أكتوبر 1973".
وأضاف أن "الجنود كانت بحالة معنوية عالية بعد اقتحام أكبر مائي في العالم، أمام عدو على أتم الاستعدادات بالاستحكام الكافي، خاصة بعد تأكيد كل المتخصصين على استحالة اقتحام هذا المانع إلا بقنبلة ذرية، ونحن استطعنا اقتحامه بـ"أسلحة الحرب العالمية الثانية"، وتكوين رأس كوبري على الجهة الأخرى في وقت قياسي".
وأكد أنها "ذكري تمثل له الكثير، باعتباره محاربًا مصريًا؛ لأن الجندى والمقاتل أثبت فيها جدارته وتميزه وقد ضرب مثالًا منقطع النظير في التضحية والفداء لوطنه وعروبته، وقدم تحية إجلال وتقدير لهم ولأسرهم، إذ كان "ملازمًا أول" في هذا اليوم بالكتيبة 18 من اللواء 16 بمنطقة الدفرسوار شرق القناة، في قرية اسمها قرية الجلاء ثم أطلق عليها فيما بعد المزرعة الصينية".
معركة الدفرسوار كبدت العدو خسائر تاريخية
وعن معركة الدفرسوار قال إنها "كانت شرسة ومهيبة؛ حيث استطاع العدو الصهيوني تشكيل ثلاث فرق في هذه الموقعة، وكانت الفرقة الواحدة تحتوي على 300 دبابة والآلاف المركبات، ورغم كل ذلك استطعنا مفاجئة العدو، وتكبد في هذه المعركة خسائر فادحة، حيث صرح "شارون" فيما بعد أنه خسر 70 دبابة و300 قتيل وألف مصاب، وتلك الإحصائيات أقل بكثير مما حدث على أرض الواقع.
وأوضح أن "أمل النصر كان شمسًا لا تغيب في داخله، ولازمته إلى يومنا هذا"، وتابع: "كلما احتفلت القوات المسلحة والوطن بمناسبة أو عيد كنت أهتف داخلي: متى يأتي اليوم ونحتفل بخروج هذا الجندي الإسرائيلي الذي يقف في غرور وصلف ظنًا منه أنه لن يهزم، حتى استعدنا سيناء دون التفريط في شبر واحد".
"كنا نتلقى دعمًا هائلًا مع زيارات الرئيس السادات"
وعن استعدادته لحرب العاشر من رمضان قال "كنا في حالة استعداد وتدريبات دائمين، من أقل مستوى إلى أعلى مستوى؛ وكانت هناك ميادين تدريب تماثل أرض المعركة لما كان عليها من جدية؛ عبر موانع مائية تماثل المانع المائي الذي أقامه العدو على قناة السويس، إن لم تكن أصعب منه، خاصة في منطقة اسمها الرياح البحيري أو الناصري من واقعية هذا التدريب وشدته، وكنا نتلقى دعمًا هائلًا من جميع القادة والرئيس السادات، إذ كانوا حريصين على رفع معنويات الجنود بحضورهم، إضافة للزيارات الشعبية والشبابية التي تأتي لرفع الروح المعنوية للجنود كلها".
فيلم الممر أدهش الصحافة الصهيونية
وشدد على "ضراوة مواجهة الحرب الإعلامية التي تخوضها القوى الاستعمارية، إذ أنها شنت حربًا إعلامية ضخمة على مصر في العاشر من رمضان ليلًا ونهارًا، وحتى قبل ذلك مع العدوان الثلاثي عام56، عبر الإذاعة البريطانية والإذاعات الأجنبية، واستمر ذلك مع حكم السادات ومبارك وحتى اليوم، وهذا ليس جديدًا على مصر.
ونوه إلى أن "الأعمال الدرامية التي تجسد البطولات سواء على شاشة السينما أو التلفزيون تجعل الأجيال الجديدة تعرف أن البطولات التي تملأ التاريخ، وخاصة التاريخ الخاص بحرب أكتوبر المجيدة، معرفة حجم الانتصار العظيم، وهذا يساعدهم على توطيد روح الانتماء لهذه الأرض، وتذكيرهم بالأعمال الكبرى التي قامت بها بلاده وقواتنا المسلحة، وتابع: "أذكر من هذه الأعمال فيلم الممر الذي أحدث صدى جعل الصحافة الصهيونية تندهش وتعلق عليه، وهذه شهادة فخر وتسجيل تاريخي لي ولجيلي".
وأشار إلى "أهمية دور الإعلام والصحافة في نشر الوعي، في مقابل الإشاعات التي يروج لها الإعلام الآخر، وتابع: "نحن متعودون على أساليب الحرب الإعلامية التي تحاول افتعال الأزمات في مصر عبر شائعاتها المستمرة، لجعل الشعب يتطاحن من الداخل ويتقاتل فيما بينه، وهذا لم ولن ينجح مع مصر أبدًا"