مباحثات وزيري خارجية مصر وسوريا بداية صفحات جديدة في العلاقات.. وخبراء: تُرجعها لأشقائها
استقبل وزير الخارجية سامح شكري اليوم، نظيره السوري الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية، في ضوء ما يربط البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.
خاصة بعد ما تم في 6 فبراير، جراء الزلزال المدمر الذي أصاب سوريا، فى زيارة هى الأولى من نوعها بعد انقطاع زاد عن 10 سنوات، لأسباب عديدة من بينها، تغيرات في السياسة السورية، أدت لانسحابها من جامعة الدول العربية، وإبعادها عن المشهد العربي.
خبير سياسي: الأوضاع الحالية تتطلب تضافر الجهود الدبلوماسية
وقال الدكتور ماهر صافي، الخبير السياسي، إن "استقبال وزير الخارجية لنظيره السوري حدث غاية في الأهمية؛ لإعادة الترابط والأخوة بين البلدين الشقيقين؛ خاصة بعد انقطاع زاد عن 10 سنوات، وتأتي أهمية هذه الزيارة، نظرًا لأن سوريا في وقت حرج لما حل بها خلال الفترة الماضية من نكبات، آخرها زلزال 6 فبراير وتبعاته".
وأضاف في تصريحاته لـ"بوابة دار الهلال" أن "استقبال وزير الخارجية المصري نظيره السوري ليس مفاجئًا، لأن مصر في الفترة الأخيرة تقوم بدورها في قيادة المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالجانب الدبلوماسي، وأكبر دليل ما تم في لقائي العقبة والقمة الخماسية".
وأكد أن "الأوضاع الحالية تتطلب تضافر الجهود الدبلوماسية، خاصة من مصر؛ على اعتبار أنها تستطيع أن تلعب دورًا مركزيًّا مهمًا في المنطقة، وتعرف كيف تستوعب الشأن العربي في الأوقات الحرجة، وأكبر دليل على ذلك لجوء سوريا إليها، لأنها الحاضنة العربية"
وأشار إلى أن "انقطاع الزيارة بين مصر وسوريا يرجع إلى ارتباط بعض الجهات في سوريا بسياسات خارجية كان هدفها تدمير سوريا، أدت هذه الجهات إلى انفصالها عن جامعة الدول العربية، وإلى اختلاف كبير في وجهات النظر بين البلدين، أزكت ناره دول لا تحب علاقة مصر بسوريا، لأن مصر عندما تتبنى قضية كالقضية السورية أو الفلسطينية فإنها تحدث فرقًا، وهي أولى بشقيقاتها من تدخلات الدول الأخرى في الشأن السوري الدخلي.
وتابع: "أتمنى أن تعود سوريا لجامعة الدول العربية بلا شك، لكن بقرارات جامعة الدول العربية وليس من خلال قرارات تملى عليها من الخارج".
أيمن الرقب: يوضح أبعاد زيارة وزير الخارجية السورية لمصر
قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، إن "ما تم اليوم في زيارة وزير الخارجية السوري، لمصر ولقاء وزير الخارجية سامح كان أشبه بعودة العلاقات بين مصر وسوريا، نظرًا للانقطاع الطويل، وهو أمر بالغ الأهمية، يضاف لرصيد الدول العربية خاصة بعد تحسين علاقات بعضها ببعض، بعد سنوات عجاف تُقفل فيها ملفات قديمة وتفتح صفحات جديدة، بعد أصبح الجميع يدرك أن ما تم في المنطقة العربية كان مؤامرة عليها أغرقتها في الدماء، وليس إصلاحًا لها عكس ما صوره البعض".
وأضاف في تصريحاته لـ"بوابة دار الهلال" أن "انقطاع سوريا كان له أسباب عديدة، من بينها رغبة أعداء المنطقة بعزل الدولة العربية عن بعضها، وآن الأوان أن تقيم سوريا علاقاتها بالدول الأخرى، خاصة التي فاقمت جراحها كروسيا وأمريكا، وبعدما دفعت شعوب المنطقة ثمن انقطاع العلاقات بين الدول الشقيقة".
وشدد على "أهمية اجتماع اليوم، لأنه حسب ما لديه من معلومات، تناول ملفات الأمن القومي بشكل عام، من ضمنها عودة علاقات بين مصر وسوريا، وعودة سوريا لجامعة الدول العربية، وأيضا تناول الشأن العراقي واليمني.
وأوضح الخبير السياسي، أن المنطقة العربية أعادت تقييم ما حدث، والدليل عودة العلاقات بين سوريا ومصر، وقبلها عودة العلاقات بين إيران ومصر، معتبرًا أن "زيارة اليوم سيكون لها تبعات أخرى إيجابية، من ضمنها عودة سوريا لجامعة الدول العربية".
وأكد على أن "جامعة الدول العربية كان مفترضًا لها أن تكون لواءً لتشكيل وحدة عربية، ومنذ تأسيسها من عشرات السنوات، وحتى هذه اللحظة لم تنجز شيئًا مما طلب منها، لأنها ليست صاحبة قرار أمينها العام وحده، إنما هي مجموعة قرارات لدول عدة لم تتفق".
وأشار إلى أن "الاتحاد العربي يجمع دولًا من ثقافات ورؤى مختلفة، إلا أنه توحد، وأزال الحدود فيما بينه، الأمة العربية بثقافة واحدة، ولم نستطع أن تجتمع لذلك تدفع الثمن".