رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مسجد الشهيد المؤسس بالأردن.. تحفة معمارية تتلألأ بروحانيات شهر رمضان الكريم

2-4-2023 | 11:51


مسجد الشهيد المؤسس بالأردن

دار الهلال

بمنطقة العبدلي في محيط العاصمة الأردنية عمان، يتوسط مسجد "الشهيد" الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، الموقع الاستراتيجي للمنطقة بتحفة معمارية تؤكد فخامة وتاريخ العمارة الهاشمية وأصالتها وعبق التاريخ والحضارة ببلاد النشامى.

صرح ديني وثقافي يعد قبلة للأردنيين والعرب والسياح الأجانب من أجل الاستمتاع بالمظهر الحضاري وفن العمارة التي تؤكد الحضارات التي مرت على الأردن وشعبه على مدار العصور الماضية، فيما يمثل أيضا تحفة معمارية تتلألأ بروحانيات شهر رمضان الكريم بإعمار بيوت الله من المسلمين المؤديين للصلوات والمؤتمرات وحلقات النقاش الفكرية والاحتفالات بالمناسبات الدينية.

ما أن تخطو خطوات نحو مسجد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين والمعروف باسم "الشهيد" وبعيدا عنه بالكليومترات، تجذب عيناك مأذن المسجد وقببه ذات الألوان الزرقاء لتشعر بروحانيات تجعلك تسير نحوه، وما أن تضع قدمك بباحات المسجد تجد نفسك أمام تحفة معمارية تتجلى فيها فنون الزخرفة والخط والنقوش التي تزين جدرانه وأسقفه لتقف أمام فن وتاريخ ومركز ديني من طراز فريد.

مسجد "الشهيد" شيد كجزء من تطوير منطقة العبدلي والتي تأتي في ناطق أمانة عمان الكبرى، ومركز لواء قصبة عمان التابع لمحافظة العاصمة في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث سميت العبدلي نسبة للملك المؤسس عبد الله الأول وقد كان يطلق عليها المنطقة الرابعة وأصبحت فيما بعد المنطقة التاسعة تحت اسم منطقة العبدلي، ولموقعها أهمية خاصة فهي جغرافياً تعتبر مركز العاصمة وتبلغ مساحتها 15 كلم2 وعدد سكانها أكثر من 120 ألف نسمة.

ويعد المسجد من معالم العاصمة الأردنية عمان حاليا، وتجاوره العديد من المساجد والكنائس الكبيرة في المدينة مما يؤكد الطبيعة الهاشمية للأردن وأنها بلد التعايش والوحدة والتكافل والتألف بين الأديان، وقد بني هذا الصرح المعماري الديني ليتسع لـ3000 مصلي في العقد الثامن من القرن العشرين تخليدا للملك عبد الله الأول.
حجر الأساس 

في 5 يونيو عام 1982 وضع الملك الراحل الحسين بن طلال حجر الأساس للمسجد وبعد أربع سنوات وتحديدا في 6 يناير عام 1986 ، انتهت المرحلة الأولى من الأعمال الإنشائية للمسجد والتي شملت معظم المرافق الأساسية التي يتطلبها المسجد (بناء صحن المسجد، والقبّة، والمكتبة، ودار القرآن الكريم، والمقصورة الملكية، والمئذنة الأولى، وسكن الإمام، وسكن المؤذن، وقاعة الاجتماعات الرئيسة، وقاعتان للاجتماعات الفرعية، وصالون استقبال، وغرف لإدارة المركز، ومصلى للنساء، ورواق المسجد، ومواقف السيارات، وجميع ملحقات هذه المرافق).

وفي الأول من فبراير عام 1988، بدأت عمليات تنفيذ المرحلة الثانية وبعدها 13 شهرا وتحديدا في 5 أبريل 1989 انتهت حيث أُنجزت الأعمال المرتبطة بالثريّا الرئيسة، والإنارة التلفازية داخل صحن المسجد، وقاعة المؤتمرات الرئيسة، والأعمال الخشبية للمنبر، والمشربيات، والأثاث، والسجاد، والرخام المشغول، والأسقف الجصّية المزخرفة وفقاً للنمط التراثي العربي الإسلامي، كما شملت هذه المرحلة إنشاء مئذنة ثانية وقبة جديدة.

الحجر الأردني الأبيض والذي يميز العمارة المحلية بكافة مناطق المملكة، بنى مسجد "الشهيد" بتصميمات هندسة تقليدية لعمارة المساجد في بلاد الشام مع لمسات تصميمية عصرية تحمل روح التجريب الفني حيث يتخذ صحن المسجد الشكل الثماني منتظم الأضلاع، مغطى بقبة يبلغ قطرها 35 متراً وارتفاعها 31 متراً، وبُنيت من دون أعمدة وترتكز على الأطراف الخارجية لصحن المسجد.
المتحف 

وفي محيط باحات المسجد، يوجد المتحف الإسلامي والذي يبلغ مساحته (150) مترمربع، ويتكون من جناحين أحدهما خاص بمأثورات ومخطوطات الملك عبد الله الأول بن الحسين والآخر يضم قطعا أثرية إسلامية، إضافة إلى صور ومجسمات للمواقع الأثرية الإسلامية في الأردن.

القائم على أعمال المتحف، قال لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان خلال جولة بالمسجد، إن المتحف يعد مقصدا سياحيا من الطراز الأول، مشيرا إلى أن السائحين يأتون إلى المسجد للاستمتاع بفن العمارة الإسلامية ويزورون المتحف لمشاهدة مجموعة من التحف المعمارية والأثرية القديمة والتي تحكي تاريخ الأردن قبل مئات السنين.

وأشار إلى أن المتحف يضم عدد من نسخ المصاحف وقطع حجرية ومجسمات لبعض المساجد ذو المكانه الكبيره مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومسجد القدس القديم وقبة الصخرة المشرفة وغيرها من الآثار والإرث الإسلامي القديم.

وخلال شهر رمضان الكريم تتلألأ روحانيات الشهر المبارك من خلال صلوات التراويح بالمسجد ، بالإضافة إلى إقامة فعاليات دينية بمناسبة الشهر المعظم، حيث كانت باحات المسجد شاهد عيان على الإعلان عن بداية الشهر الكريم من خلال مؤتمر صحفي عقده مفتي المملكة الأردنية الهاشمية أي يوم الرؤية.

ويقوم المسجد بدور ثقافي واجتماعي في حياة المجتمع، والإشراف على بث الأذان الموحد لمساجد العاصمة وما حولها، واستقبال السياح الأجانب للمعرفة الحضارة الإسلامية وحقيقة الإسلام السمح والتي تقبل الأخر بغض النظر عن دياناتهم أو جنسياتهم، لتأكيد دور المسجد كمركز إشعاع ديني وثقافي وحضاري للعالم.