رسالة طمأنينة.. خبراء: سيناء تقهر الإرهاب وتمضي نحو مسار تنموي متطور
حملت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لشرق القناة وتفقد القوات هناك، وحديثه للجنود وللشعب المصري بشأن التحديات الراهنة، مجموعة من الرسائل والدلالات أولها نجاح الدولة في السيطرة على الإرهاب وعزمها المضي قدما في خطى التنمية.
ووجه الرئيس السيسي، خلال اجتماع له اليوم بعدد من الوزراء والمسئولين، بتنفيذ استراتيجية تنمية سيناء، وصياغة مسار تنموي متطور ومتكامل الأركان، يشمل تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري بهدف دعم المجتمع السيناوي على كافة الأصعدة، وذلك بالتكاتف والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية في الدولة.
دلالات تفقد القوات
قال اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن زيارة الرئيس السيسي لسيناء وليس هذا من باب المصادفة بل مقصودة لتكون هذه الزيارة لها مغزى وهدف حيث أنه هو نفس التوقيت الذي اقتحمنا فيه قناة السويس ليؤكد أن تطهير سيناء من الإرهاب مثل انتصار 73 لكي نعلن لعالم وتكون الرسالة واضحة أننا استطعنا القضاء على الإرهاب وليس فقد دلالة التوقيت بل ودلالة المكان أيضًا.
وأضاف أن دلالة المكان تمثلت في زيارة الكمائن التي كانت مستهدفه من العناصر الإرهابية ومحاولة تلك العناصر في 1/7 /2015 حيث كانت هناك خمسة نقاط ارتكاز أمنية مستهدفة بتوقيتات متزامنة ومحاولة رفع علمهم في الشيخ زويد إذن عندما يقوم الرئيس بهذا الإجراء يقدم رسالة للعالم أن سيناء تنعم بالسلام والآمن والاستقرار أين الآن هؤلاء الذين حاولوا تهديد الأمن في سيناء؟ .
وأكد أن دلالة الحضور من أعلى رتبة متمثلة في القائد الأعلى للقوات المسلحة وقوات شرق القناة وخط الدفاع الأول حتى الجندي ليؤكد أن الجيش بكل قواته يدا واحدة متمركز في ربوع الوطن وخاصة في كل شبر في سيناء قادر على التحدي والمواجهة ودحر الإرهاب لكل من تسول له نفسه في زعزعة الاستقرار .
نوه أن اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بمجلس الوزراء ليؤكد على استراتيجية واضحة للتنمية في سيناء وبالفعل هناك استراتجية موضوعة ومرصودة منذ فترة بعيدة في ظل توافر الإرادة السياسية استطعنا تنفيذها.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية استندت على ثلاثة محاور الأمنية الفكرية التنموية وقد تحقق المحور الأول المتمثل في القضاء على الإرهاب والمحور الثاني متمثل في الجانب التنموي المتمثل في المشروعات القومية الكبرى وتعزيز مبادرات الحماية الاجتماعية للأفراد .
وأضاف أنه إلى جانب توفير فرص العمل بهدف تحقيق التمكين الاقتصادي القائم على المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في المجالات التي تمثل ميزة نسبية للمنطقة، فضلا عن الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية.
وتابع: المحور الثالث الفكري وقد كنت فيه مشاركًا من خلال أكاديمية ناصر العسكرية العليا حيث قدمت دورة توعوية وتثقيفية لأبناء شمال سيناء عن الأمن القومي والاستراتيجي وهذه الأولى من نوعها أجريت فاعلياتها لمدة خمسة أيام في سيناء بالمركز الإعلامي بالعريش
وأكد أنه تم تخريج 201 متدرب وقد كان المتدربين من أماكن مختلفة من شمال سيناء مثل الحسنة ونخيل وبئر العبد ورفح والشيخ زويد من الخامسة مساءً وحتى الثامنة مساء وليس فقط رجال بل سيدات وفتيات يتحركون في هذا التوقيت بكل طمأنينة كما أن الأسواق مكتظة والطريق من شرق القنطرة حتى العريش معظمه أرض خضراء بها الكثير من المحاصيل الزراعية.
مزارع سمكية في وسط الصحراء
أوضح أن تطورات التنمية في سيناء اختلفت كما كانت من قبل حيث قمت بزيارة سيناء في أوقات متفرقة منذ عام 84 حتى الآن هناك علامات فارقة في التغير والتنمية التي تدور عجلاتها بكل عزم وإصرار خاصة في العشر سنوات الأخيرة ومن العلامات التي تدل على أن الحياة عادت لطبيعتها.
وأضاف أن شكل وحجم التأمين الذي على الطريق حيث كان في الماضي عند زيارتي للعريش ترافقني حراسة أمنية حتى أصل مقر إقامتي أما الآن أتحرك على الطريق دون مرافقة ممتلئ الطريق بالناس والأسواق منتشرة وبها رواج وفي المساء تجد انتشار أمني في كل الأنحاء في شمال سيناء.
وأشار: بالنسبة للجنوب هناك حدث هو الأول من نوعه ومدهش في نفس ذات الوقت تم إقامة مزارع سمكية في وسط الصحراء في سانت كاترين معتمدة على مياه الآبار الجوفية والأمطار وتم عمل أحواض بها زريعة سمك وهذه المياة بها فضلات تجدد من خلال تصريفها للأراضي الزراعية في سيناء وخاصة في الشمال وهو أفضل أنواع الأسمدة ولذلك نجد أفضل أنواع المنتجات من شمال سيناء مثل الخوخ الكنتلوب الفرولة وكذلك النباتات الطبية .
وأشار إلى أن لقاء القائد الأعلى بالقوات المسلحة بالجنود ويسألهم عن أحوالهم وعائلاتهم ويؤكد لهم أنهم موضع اهتمام وأن روح الجماعة من أصغر جندي حتى أكبر رتبة في الدولة يدًا واحدة حيث يترك ذلك آثرا في نفس الجندي يدفعه للثبات والإتزان في ضبط النفس وتنظيم الفعل والتحلي بالشجاعة لأن القيادة السياسية والعسكرية تدعمه وتقف إلى جانبه .
وأوضح أنه من العروف أن الشخصيات القيادية والسياسية لا تتواجد في الأماكن التي بها اضطربات أمنية فيتم تبليغها أن هذه الأماكن بعدم زيارة هذه الأماكن لدواعي أمنية لكن زيارة الرئيس لسيناء وخاصة الأماكن التي كان بها اضطرابات أمنية بسبب العناصر الإرهابية يؤكد للعالم أجمع أن الإرهاب تم قهره والتغلب عليه وأن سيناء مكان غارق في الأمن والأمان وبالتالي يأتي المستثمر الأجنبي وهو مطمئن على نفسه واستثماراته وهذه الإستثمارات تزيد من معدلات التنمية وفرص العمل.
وأكد أنه كان لأهالي سيناء الحظ الأكبر في أخد المشروعات وتولي إدارتها وما يزيد عنهم تأخذه قطاعات الدولة حيث لهم الأولوية فهم شركاء التنمية والإصلاح في سيناء وهم الباقين بعد إنتهاء دور الدولة في التنمية الإصلاح كما أن القيادة السياسية تدعم التنمية المجتمعية والخدمية المتكاملة في شبه جزيرة سيناء لأنها تصب في مصلحة الأمن القومي حيث تعتمد التنمية على تنمية الموارد مسؤلة عنها الدولة والجهاز التفيذي مسؤل عن تنمية البشر والأرض.
وشدد على أن حدود سيناء تحت قبضة الأمن والسيادة المصرية تنعم بأمن واستقرار يعزز ركائز التنمية بشمال سيناء حيث خط الحدود الشرقية ومعبر رفح البري والكمائن والنقاط الأمنية على الطرق والمحاور الرئيسة تم تمشيطها وتطهيرها بالكامل من العناصر الإرهابية بفضل الله تعالى ثم بفضل جنودنا الأبرار والقيادة السياسية الحكيمة.
رسالة للعالم أجمع
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريحات الرئيس بخصوص سيناء جاءت في توقيت له دلالته احتفال الدولة المصرية بعودة سيناء إلى الوطن في ذكرى العاشر من رمضان والثانية لها رسالة مهمة أن الدولة حاضرة في حياة المواطن في سيناء وتشارك أبناء سيناء سواء من زعماء القبائل والمجتمع السيناوي بكل طوائفه.
وأوضح أن الدولة سوف تحتفل بمرور خمسون عامًا على تحرير الأرض في نهاية العام كما تبنى الآن مدينة رفح الجديدة لإعادة توطين المواطن في سيناء بعد سنوات المواجهة مع الإرهاب وهذه رسالة للعالم أجمع.
وأضاف أنه ليس هناك أمن مطلق ولكن نستطيع القول أنه الدولة بمؤسستها العسكرية حققت قدر كبير من تطهير وإزالة العناصر الإرهابية وهي قادرة على سحق أي إرهاب يواجهها وهي اليوم متواجدة في الأماكن التي كانت قلقة ومتوترة تحتفل بعيد التحرير لتصبح الفعل أبلغ من الكلام.
وأكد أن ذلك في لغة العلوم العسكرية يعني توجيه رسالة ردع للذين يتصورون أنهم يمكن أن يهددوا أن سيناء حيث وجود القائد الأعلى وسط الجنود ويتجول في كافة المناطق مع كل القيادات العسكرية وهذه الرسالة تؤكد أن الدولة قوية وحاضرة وأقوى من هذه العناصر المخربة، وهناك قاطرة تنمية مثل خلية النحل مستمرة حيث أن المواطن في سيناء يحظى بكامل الاهتمام من الدولة وهو خط الدفاع الأول.