«الحوار بالهيئة الإنجيلية»: منتدى حوار الثقافات يعمل على نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر
أكدت سميرة لوقا مدير أول قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تأسس عام 1992 بهدف تناول ومعالجة قضايا ترتبط ارتباطا مباشرا بالتنمية الثقافية وتحديدا فيما يتعلق بنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، والاحترام المتبادل، التعايش السلمي، وغيرها من القيم والمبادئ التي تحقق السلام الاجتماعي وتصونه.
وقالت لوقا - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن المنتدى استهدف فئات عديدة من المجتمع من توجهات فكرية وأجيال ومواقع جغرافية متعددة، وأنه ومنذ إنشائه اتسم عمل المنتدى بدرجة عالية من الحيوية الفكرية على مستوى تنفيذ الأنشطة المرتبطة بالمشاريع والبرامج، وواكب ذلك جهود متواصلة لتطوير عمل المنتدى لتلبية المستجدات ومتغيرات الواقع، من خلال تطوير البرامج والأدوات التربوية والتثقيفية لتكون أكثر فعالية في إحداث أثر إيجابي مستدام.
وتابعت قائلة، إن الهدف الأساسي للمنتدى هو تدعيم ثقافة الحوار والتعددية والتنوع والمساواة وقبول الآخر بين فئات المجتمع المتنوعة والمساهمة في إيجاد مناخ صحي من التفاعل والتفاهم ودفع عملية التنوير، والتشجيع على الانخراط في الحياة العامة وترسيخ مبادئ الديمقراطية والمواطنة، والعمل الجماعي بين أفراد المجتمع، بما يعزز التعايش الإيجابي، ويساعد على مواجهة التطرف والانعزالية.
وأشارت إلى أن رؤية المنتدى ترتكز على أن عمليات التغيير الاجتماعي والثقافي هي مسئولية مشتركة، وأن منهجية عمله تقوم على توجهين أساسيين:أولا، استثمار وتعزيز أطر التعاون وبناء الشراكات مع كافة الأطراف المعنية الحكومية وغير الحكومية، والمحلية والدولية، والمعنيين بنشر ثقافة الحوار والتسامح وعدم التمييز، ثانيا: العمل مع فئات في مقدورها نشر رسالة المنتدى في دوائر أوسع، ومن هنا جاء التركيز على قطاعات أساسية وهي: الإعلام، المؤسسات الدينية، المؤسسات الأكاديمية، والمجتمع المدني، فضلا عن فئات داعمة أخرى تضم المفكرين، وصناع السياسات.
ونوهت لوقا إلى أن هذه المنهجية القائمة على الشراكة والتعاون والتوجه إلى فئات فاعلة على المستويين الاجتماعي والثقافي تأتى بهدف الوصول إلى المجتمع الأوسع، وخاصة الفئات والمجتمعات المحلية التي تعاني من مشكلات أو توترات اجتماعية وثقافية، فأنشطة بناء القدرات ليست هدفا في حد ذاتها، بل هي المدخل للتمكين من أجل التأثير في الدوائر المؤسسية والمجتمعية المختلفة.
وأوضحت أن منتدى حوار الثقافات يعمل وفق عدد من الاستراتيجيات، وهي: بناء وتأهيل كوادر شبابية وفق منهج متكامل للمعارف والمهارات المتعلقة بقضايا الحوار والمواطنة، والدعوة وكسب التأييد من خلال التشارك مع قادة الفكر وصناع السياسات المؤثرين في مختلف التخصصات لإحداث تأثير عميق في القضايا التي تهم المجتمع، وبناء الشراكات والتشبيك وتطبيق النماذج التنموية المتكاملة من خلال تبنِّي النماذج التنموية في المجتمعات التي تعاني من التهميش الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
وذكرت سميرة لوقا أنه من ضمن الاستراتيجيات التي يعمل عليها منتدى حوار الثقافات فكرة الدبلوماسية الشعبية والعمل على المستوي العربي والدولي ، بهدف التأكيد على مد جسور التواصل مع المؤسسات والمفكرين على المستوى الدولي للوصول إلى فهم مشترك حول القضايا المشتركة والمساهمة في إيجاد آليات للتعامل مع هذه القضايا.
وتابعت أنه يتم العمل على المستوى المحلي من خلال برامج بناء قدرات الشباب ويضم ( القادة الدينيين – الأكاديميين- الإعلاميين- ممثلي المجتمع المدني-ممثلي المؤسسات الحكومية)، وبرنامج العمل مع المفكرين وصناع السياسات، وبرنامج النموذج التنموي المتكامل. وأشارت إلى أنه على المستوى الدولي يتم العمل على فكرة الحوار العربي العربي، والحوار المصري الألماني، والحوار المصري الأمريكي، والحوار العربي الأوربي.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات مؤتمر "التنوع وآليات التضامن المجتمعي"، الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، مساء اليوم ولمدة يومين، وسوف يشارك فيه نخبة من علماء الدين الإسلامي والمسيحي وقادة الفكر والسياسة وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ.