سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى الصين اليوم وتستغرق ثلاثة أيام والتي تهدف إلى إقناع بكين بالعدول عن موقفها بشأن الحرب في أوكرانيا وتأييدها للجانب الروسي في هذا الخصوص.
وأضافت كاتبة المقال الصحفية أنجيليك كريسافيس أن المباحثات بين ماكرون والرئيس الصيني شي جين بينج سوف تركز في المقام الأول على محاولة إقناع الرئيس الصيني بتغيير موقفه المساند لروسيا في حربها في أوكرانيا إلى جانب زيادة حجم التجارة المتبادلة بين الدول الأوروبية والصين.
ويسلط المقال الضوء في هذا الصدد على تصريحات أحد المسؤولين في مكتب الرئيس الفرنسي التي يقول فيها أن الصين هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على إحداث تأثير واضح وتغيير ملموس ومباشر في الصراع الدائر حاليا بين القوات الروسية والأوكرانية والذي يمتد لما يقرب من 14 شهرا بعد قيام روسيا بعملية عسكرية خاصة هناك في فبراير من العام الماضي.
ويضيف المسؤول الفرنسي، كما يشير المقال، أن باريس ترى أن بكين يمكنها أن تضطلع بدور إيجابي من أجل تغيير الموقف في ساحة القتال في أوكرانيا من خلال مساعي صينية لإجراء حوار مثمر وفعّال حول شروط إنهاء الحرب في أوكرانيا كما يمكنها القيام بدور سلبي إذا ما استمرت في مساندة الجانب الروسي.
ويلفت المقال إلى أن الصين حاولت أن ترسم صورة لنفسها في الفترة الأخيرة على أنها داعية للسلام وأنها تبذل مساعي حثيثة من أجل التوصل لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا إلا أن زيارة الرئيس الصيني لموسكو الشهر الماضي وإعلانه عن مباردة سلام لإنهاء الحرب بدت كما لو كانت تأييد للجانب الروسي وهو ما أثار الكثير من المخاوف الغربية بشأن الموقف الصيني.
ويرى العديد من المسؤولين الفرنسيين، كما يقول المقال، أن الصين لن تدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ولن توجه أي انتقاد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ماكرون سوف يؤكد للجانب الصيني خطورة الصراع الحالي في أوكرانيا.
ويضيف المقال أن الصين تعد الدولة الوحيدة من دول العالم التي لديها قنوات اتصال بجميع أطراف الصراع ويمكنها كذلك ممارسة ضغوط دبلوماسية فعّالة على الرئيس الروسي من أجل وضع نهاية للصراع المسلح الحالي.
وتشير الكاتبة أنه من المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي خلال زيارته محادثات مع نظيره الصيني تستمر ست ساعات، موضحة أن الوفد المرافق للرئيس ماكرون سوف يتضمن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والتي أصدرت تصريحات الأسبوع الماضي تهاجم فيها الرئيس الصيني بسبب علاقته الوثيقة بالرئيس بوتين.
وتسلط الكاتبة في هذا السياق الضوء على الموقف الأوروبي من التأييد الصيني لروسيا حيث تشير إلى تصريحات جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي والتي وصف فيها تأييد الصين لروسيا بالانتهاك الواضح لمبادئ الأمم المتحدة.
وتعرب الكاتبة في ختام المقال عن رأيها أن الاتحاد الأوروبي لا يتوقع تغييرا واضحا في السياسة الصينية بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا إلا أن التحالف الأوروبي يعتقد أنه من الضروري استمرار التواصل وفتح قنوات الاتصال مع الصين ولاسيما فيما يخص التعاون التجاري بين أوروبا والصين.