رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


من‭ ‬تحكم‭ ‬فى‭ ‬ماله.. ‬ما‭ ‬ظلم ! (1)

15-2-2017 | 14:51


بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى هل هذا المثل المصرى معقول ومقبول وهو المثل الذى يقول من تحكم فى ماله ما ظلم؟ أى أن الإنسان الذى كسب مالا بعرق جبينه ومجهوده يصبح حراً فيه وله كافة الصلاحية لأن يفعل بذلك المال ما يريد حسب هواه ! فهل هذا صحيح مائة فى المائة أم أن هناك تحفظات على هذا المثل تدعو بعض الأبناء أحياناً إلى رفع قضايا الحجر على ذويهم؟

***

 على أى الأحوال فإننى لا أوافق شكلا وموضوعا على أن يرفع الأبناء قضايا على آبائهم وأمهاتهم ولو وصل الأمر إلى وجود مشاكل, فإننى أفضل تحكيم ذوى القربى والعارفين بالشرع والقانون وفض كل تلك المشاكل وديا!

***

 حكاية اليوم روتها لى السيدة شريفة الديوانى "طلبت مني أن أكتب اسمها الحقيقي", وقالت لى إنها متمسكة برأيها حتى الموت وأنها فقط جاءت تحكى لى وتفضفض لكن ما وقر فى وجدانها هو ما سوف تنفذه ولن تحيد عنه, وها هى السيدة شريفة 63 سنة تحكى لى كل شيء بصراحة تامة! قالت: أنا من أسرة معروفة فيها الكثير من الأطباء والعلماء وكان والدى واحدا منهم, أما والدتى ابنة خالته فقد كانت ربة منزل راقية حائزة على شهادة متوسطة من مدرسة فرنسية للراهبات, وكان بيتنا أى بيت الأسرة نموذجا للنظام والهدوء والتفوق العلمى والمثالية, وكنا ثلاثة أولاد وبنات أنا أصغرهم سنا وأخى الكبير كان ولايزال إنساناً رائعاً عالماً قديراً, وأختى التى تليه طيبة معروفة, أما أنا فقد اقتصرت دراستى على الشهادة الثانوية الفرنسية مثل أمى تماماً وتزوجت من أعظم رجل فى الدنيا وهو زوجى الطبيب المعروف الذى توفى وهو فى ريعان الشباب إثر أزمة قلبية مفاجئة وهو يقدم بإجراء إحدى العمليات الدقيقة فى المستشفى, وكنت قد أنجبت له ثلاثة أبناء ولدين وبنت واحدة أيضاً, وكانت فجعتى فى موته قد قصمت ظهرى فلم أكن أدرى من أمرى شيئاً!

***

 واستطردت.. كانت حياتى معه سيمفونية فقد كان ولايزال الرجل الوحيد فى حياتى وكان يمثل لى الحب والاطمئنان والأمان والسند, وكنت لا أعرف شيئاً من أمور الدنيا إلا من خلاله هو لأنه كان المتصرف فى كل الأمور وما علي أنا سوى تربية الأولاد ورعايته ورعاية بيتنا الجميل الهادئ المحترم!

***

 واستطردت.. ولم تكن هناك مشاكل مالية فقد كنا أسرة مستورة وكان زوجى - رحمة الله عليه - من النوع الحريص على المال, فكان لا يصرف مليماً فى غير موضعه ولم يكن يبخل علينا بشيء لكنه أيضاً كان لا يبذر ويصرف ماله بحكمة! وترك زوجى ثروة محترمة تتمثل فى عقارات وأموال فى البنك ومعاش كبير ما زال يكفينا وزيادة, وفى حياته لم أكن أعرف تفاصيل كثيرة عن ممتلكاته ولم أطلب ذلك فى يوم من الأيام, ولكن بعد وفاته كان واجب على أن أعرف كل شيء خاصة أننى فوجئت مفاجأة غير متوقعة, فقد كان زوجى رحمة الله عليه قد كتب كل أملاكه باسمى أنا وحدي!  حتى الشقة التى نسكن فيها وجدتها مكتوبة باسمى, وعلمت لماذا كان يقول لن أترك أحداً يتحكم فيك بعد موتي, لقد أحببتنى وأحببتك وقدمت لى كل خير وسوف أرد صنيعك بأحسن منه, وكنت أقول له أنت عندى أهم من كل شيء المهم أن تكون إلى جانبى وإلى جانب الأولاد!

 ***

واستطردت ومرت السنوات وكبر الأولاد وتخرجوا فى الجامعات واحتاج ابنى الكبير لمبلغ من المال لزواجه وعيادته ولكى يبدأ به حياته العملية فلم أبخل عليه وكذلك فعل الأوسط, أما الابنة فقد حان وقت زواجها وجهازها وكانت المفاجأة من ولداي الاثنين.

الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!