صدر منذ أيام عدد شهر سبتمبر 2017 من «مجلة الهلال» الذي واكب ظهوره الاحتفال بمرور 125 عامًا علي إصدارها العدد الأول في عام 1892.
ظهر العدد الأول من “الهلال” بشكل مختلف عما سبقه من أعداد، وقد اتضح ذلك منذ العدد الأول في رئاسة الأستاذ خالد ناجح لتحرير مجلة الهلال والذي كان ظاهرا فيه اتجاه ورؤية شبابية جديدة لا تغير من مضمون الهلال ورسالته الأساسية.
بدأً الإعداد للعدد التذكاري بوضع خطة العمل والتبويب الأساسي وترتيب الموضوعات بشكل مبدئي إلى أن انتهى تجميع المادة وخرجت في شكلها النهائي الذي يتضح فيه بشكل قوي المجهود الذي بذله كل فريق العمل بداء من الإخراج الفني والمحررين تحت قيادة رئيس التحرير، فقد كان العمل بمثابة أوركسترا، كل يعمل في موقعه دون حدوث خلل في العمل كي لا يحدث خلل في المنظومة.
عدد «الهلال» التذكاري من حيث المواصفات الفنية اتخذ أعلى المواصفات والتقنيات في الطباعة، وصدر في ٦١٠ صفحات حيث تم شراء أحبار معينة له كما أنه تم طباعة الغلاف وإضافة بعض التحديثات المستخدمة في مجال الطباعة حيث الطبقة اللامعة (سبوت يوفي، والتغطية البلاستيكية التي غطت الغلاف بالكامل، وكذلك البصمة الذهبية التي توضع لتكتمل اللوحة الفنية من حيث الشكل الفني للعدد.
أما من حيث المادة الصحفية، فقد قسمت من الداخل بشكل أكاديمي بحت والذي يتضح من المحتوي في بداية صفحات العدد الذي بدأ بكلمة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي توضح مدي أهمية العمل الثقافي، ودور المثقفين خلال الفترة القادمة ثم تأتي مرحلة رسم مصر وكيف كان الهلال ينقل ويوثق الأحداث التاريخية والفنية على مدار 125 عامًا.
ثم ملف مكتمل عن تاريخ حكام مصر من أحمد عرابي ومحمد نجيب، وكيف كان للرئيس جمال عبد الناصر اهتمام بوضع مقالة له في مجلة الهلال في يناير 1957، وكذلك مقالة له عن الرئيس الراحل أنور السادات نشرت في عدد نوفمبر 1970 وكذا وثيقة من أحمد عرابي للهلال من المنفي.
ويأتي ملف جامعة القاهرة الذي كان بمثابة الرواية المسلسلة التي تحكي تاريخ الجامعة منذ البداية، والقادة التنويرين الحقيقيين رؤساء الجامعة والذي امتلئ ببعض صور متحف المكتبة المركزية وكذلك بعض الصور النادرة لجامعة القاهرة، ثم مقال لرئيس الجامعة الدكتور محمد الخشت الذي يوضح فيها مراحل التطور للجامعة التي نفذت ومازال التطوير فيها وخطته المستقبلية لها.
وكذلك تاريخ حفر قناة السويس، ولم يغلف هذا العدد مؤسسات الدولة الدينية والسياسية والوطنية، بدأ من تاريخيا الأزهر والكنائس والجيش المصري تؤم الوطنية موضوع اللواء سمير فرج وحكايات التضحية والفداء بقلم اللواء مصطفي كامل، ثم ننتقل إلى البرلمان المصري من محمد علي إلى عبد الفتاح السيسي، وكيف كان البرلمان شاهد علي تاريخ وميلاد دساتير مصر.
ثم يتطرق العدد إلى رباط الحرمين وملف خاص عن العلاقات المصرية السعودية من بناء الملك عبد العزيز السعود ببناء الدولة الحديثة في الجزيرة العربية على أسس التعاون والتضامن مع دول الجوار وكذلك أمراء السعودية الذين تطوعوا في المقاومة الشعبية.
أما الجزء الذي لا يتجزأ من الهلال وهو المرأة وكيف كان الهلال نصير حقوق المرأة، وحديث مع الآنسة مي وسجل لأهم البطولات النسائية كما ننشر أيضا حوار لأول برلمانية مصرية الأستاذة أمينة شكري والذي سبق نشره في الهلال ديسمبر 1975.
خصص أيضًا في العدد مساحة لكل من شارك في العمل في منظومة مجلة الهلال من رؤساء تحرير وكذلك كتاب وحوار مع أقدم مصور صحفي في مؤسسة دار الهلال الفنان محمد صبري. وكيف تعلم مصطفى أمين في الهلال بالإضافة لوثيقة هامة بخط الرئيس الأسبق مبارك بمناسبة منح نجيب محفوظ جائزة نوبل.
وعن أحوال الغناء والموسيقى وقت طلوع الهلال كتب لنا مقالة توثيقية بقلم الدكتور نبيل حنفي محمود، كما أيضا كتب الدكتور علي إبراهيم عن هوية الحضارة قبل قرن من الزمان، وعن العمارة المصرية يوم ولدت الهلال كتبت الدكتورة رضوي زكي باستفاضة.
وقد خصت مجلة الهلال قراءها بمجموعة نادرة ومتميزة من الصور في نهاية العدد.
عدد الهلال سبتمبر 2017 لا تفوت قراءته لأنك ستكتشف أنك تقرأ تاريخ مصر ملخص بين يديك، اشترك فيه فريق ضخم من العمل صمم له الغلاف الفنان محمد أبو طالب وأشرف عليه بنفسه بكل تفاصيله.