رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مدير مركز الدارسات الدوائية : 350 مليون جنية سنوياً خسائر لشركات الادوية الحكومية

7-9-2017 | 23:00


كتب – هانى سليمان 

خسائر فادحة اصابت شركات الدواء الحكومية، خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب عدم الاهتمام بهذه الشركات، فضلاً عن عدم اهتمام الدولة بتحديثها واعاده هيكلتها مما ادى في النهاية الى نزيف خسائر، بالإضافة الى الروتين الحكومي، وتعطيل بعض خطوط انتاج الادوية الحيوية، لصالح بعض الشركات الخاصة مما يصب في النهاية في مصلحة الاخيرة وتدمير الشركات الوطنية .

الدكتور على عبدالله مدير مركز الدارسات الدوائية ومكافحة الإدمان اكد لـ«بوابة الهلال»، ان شركات قطاع الاعمال تلقى بالتبعية الى الادارة الحكومية ممثلة في وزارة الصحة، وبالتالي فإن المشكلة الاساسية هي في الادارة، لافتاً الى ان الروتين سبب رئيسي في تعطيل تحديث هذه الشركات، فهناك موقف طريف، ومدلوله كارثي، حيث ان بعض الشركات الخليجية جاءت الى شركة القاهرة للأدوية، من اجل متابعة بعض خطوط الانتاج فوجدوه مغلق ومفتاح الخط مع احد العاملين بالشركة، وهذا ما يدل على الروتين، موضحاً ان السبب الثاني هو غياب الارادة من الدولة لتطوير مصانع ادارة الاعمال، كما ان هناك مافيا داخل هذه الشركات ممكن ان تفسد خطوط الانتاج لصالح شركات اخرى خاصة، وهذه المافيا تعمل لصالحها، حيث حدث موقف في شركة النيل للأدوية وقد حدثت مشكلة وتوقف خط خاص بتصنيع الهورمونات، وتم تعطيله لمدة 3 سنوات لصالح بعض الشركات الخاصة ، فضلاً عن تسخير بعض خطوط الانتاج من اجل البيع لصالح مافيا معينة مقابل عمولات لبعض الموظفين من اجل البيع لعملاء معينين علما بانه من المفترض ان يتم البيع للجميع سواء صيدليات او مستشفيات، وعلى سبيل المثال فأن المحاليل الطبية كانت تباع لأشخاص معيين، وتباع بسعر مختلف لأشخاص اخرين مقابل عمولات .

واضاف عبدالله، انه حتى الآن لم يكن هناك تجديد لخطوط الانتاج، حيث ان هناك ماكينات في هذه الشركات تنتج 50 زجاجة دواء في الساعة الواحدة في حين ان هناك ماكينات حديثة تنتج 500 زجاجة في الساعة الواحدة ، وبالتالي الاستراتيجيات المستخدمة في هذه الشركات قديمة جداً، فضلا عن تولى قيادات في هذه الشركات غير اكفاء بالإضافة الى ان العاملين بالشركات يرون انفسهم مساوين مع عاملين اخرين لشركات تتعرض لخسائر ، كما انه من ضمن الاسباب التى تؤثر على شركات الدواء هي غياب اسلوب الدعاية للأدوية، فلا يوجد هناك عينات دوائية مجانية تقدم للأطباء، ولا مؤتمرات طبية للصيادلة ولا مقابل تحفيزي، وعدم وجود اجهزة بيع متمرسة من اجل المرور على الصيدليات لتعريفة بالمنتجات التي تنتجها الشركة وتحفيزهم على شراء الادوية .

واوضح عبدالله ، انه من اخطر الامور التي اصرت بشكل كبير على هذه الشركات، هي انهاء عقود الكثير من الشركات العالمية التي كانت تصنع ادويتها في الشركات المصرية ، حيث انه كان هناك شركات فرنسية ودنماركية والمانية كانت تصنع ادوية لها داخل شركة النيل وممفيس ومصر، وكانت هذه المنتجات تشجع الشركات المصرية وتقوى الطلبات الخاصة بها اما الآن تم تفريغها من مضمونها، فشركة النصر تصنع كيماويات عبارة مواد خام، فهناك 8 مصانع للأدوية وشركة المصرية لتجارة الادوية وشركة النصر وشركة الجمهورية وهى تقوم باستيراد مواد خام وتوزع كيماويات ومستلزمات طبية فضلاً عن تواجد شركة اخرى لتصنيع الزجاجات الدوائية ، مشيراً الى انه من ضمن المقترحات الخاصة باعادة هيكلة هذه الشركات هي ان يتم نقل هذه الشركات من اماكنها والاستفادة بارتفاع اسعار الأراضي الخاصة بها ونقلها الى أي مكان آخر، حيث ان شركة سيد المتواجدة في الهرم اذا تم بيعها تقدر بمليارات، وشركة ممفيس والنيل والعربية المتواجدة في منطقة الاميرية، تقدر ايضاً بمليارات، على ان يتم نقلها الى منطقة اكتوبر وبالتالي تنقل الى خارج المناطق السكنية وبفرق الاسعار يتم انشاء خطوط انتاج للأدوية كبيرة ، وهناك افكار اخرى بنقل التكنولوجيا الحديثة الى هذه الشركات، والمقترح الاخير هو ان يتم طرح بعض اسهم هذه الشركات في البورصة، فمن بين الشركات الناجحة في مجال تصنيع الادوية وهى شركات خاصة مثل ايبكو والمهن الطبية الحكومية شركة بنسبة 40% فقط، بمشاركة القطاع الخاص من اجل الادارة ،حيث ان خسائر هذه الشركات وصلت حالياً لـ350 مليون جنية سنوياً، لـ11 شركة ادوية منها النيل والاسكندرية والقاهرة والعربية والنصر والجمهورية والعبوات الدوائية والمصرية لتجارة الادوية ومصر وممفيس وسيد ، فضلاً عن تواجد ما يقرب من 25 الف عامل بها، يتقاضون مليار و200 مليون جنية مرتبات في حين ان سوق الادوية المصري بأكمله يقدر بـ60 مليار جنية ، والشركات التابعة للقطاع العام للأدوية تمثل بـ2.2 مليار أي ما يقرب من 2 مليار جنية.