من نجوى فؤاد وفيفى عبده لهياتم ولوسي .. مذكرات الراقصات على كف عفريت
كتب : خالد فؤاد
فاجأت الراقصة والفنانة المخضرمة نجوى فؤاد الوسط الفني باعتزامها كتابة مذكراتها الشخصية واقتراب صدورها وطرحها للجمهور؛ ثم سرعان ما تراجعت لتعلن عزوفها التام عن كتابة هذه المذكرات في كتاب أو عمل درامي بعد أن أصبح أمراً فى غاية الصعوبة - وفقا لتعبيرها- وبوضوح أكثر ... قالت بصراحة تحسد عليها أن السبب فى اتخاذها لقرار التراجع؛ يعود لعدم وجود ناشر أو منتج جاد يقدم هذا العمل بالشكل الذي يليق باسمها وتاريخها من جهة، وبكل ما تعلمه من حقائق وأسرار ترى أنها يجب أن تقدم كما هي دون تزييف أو قصور؛ لأنها تعد نفسها جزءاً هاما من تاريخ الساحة الفنية ومصر ككل بل والعالم العربي أيضا لوجودها في مرحلة هامة ودقيقة جدا من تاريخه.
كما أن هذه المذكرات ستكشف أسرارا وخبايا لعدد كبير من رجال المال والسلطة فى السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم؛ وهو ما يرى المنتجون والناشرون صعوبة تقديمه لتسببه في إثارة الكثير من الأزمات التي لا تحمد عقباها.
ما قامت به فنانتنا الكبيرة نجوى فؤاد والتصريحات التى أدلت بها؛ جعلتنا نضع أيدينا بشكل أو بآخر على حقيقة الأسباب التي دفعت عدداً كبيراً من الراقصات للتوقف عن نشر مذكراتهن في كتب إلكترونية أو ورقية، أو تقديمها في أعمال درامية وهو ما نستعرضه عبر السطور التالية...
كتب وأعمال درامية
قبل عشرة أعوام من الآن لم يكن هناك حديث بداخل الوسط الفني بصفة خاصة أو الشارع المصري والعربي بصفة عامة سوى عن "مذكرات الراقصات" وذلك بعد إعلان عدد كبير منهن وقتها مثل فيفى عبده ولوسى ودينا وهياتم وأخريات غيرهن عن استعدادهن التام لتقديم مذكراتهن الشخصية فى كتب جديدة، وقد أكد بعضهن وقتها على تفاوضهن مع دور نشر خاصة لطبعها وطرحها في الأسواق ، وقالت أخريات إنهن سيقمن بطبعها على نفقتهن الخاصة لضمان عدم التلاعب فيها أو حذف أشياء منها أو تشويهها ، من منطلق إصرارهن على تقديمها كما هى دون تدخل أي طرف من الأطراف.
وقد صرحت أكثر من راقصة وقتها بأنها ترحب جدا بتقديمها بعد النشر في مسلسلات درامية دون وضع شرط المشاركة فيها، أي أنه من حق المخرجين اختيار فنانات أخريات لتجسيدهن في مرحلة الطفولة أو المراهقة والشباب والتي هي في الأساس محور المذكرات وقت أن كنّ فى أوج تألقهن والتفاف الجماهير حولهن، وسعي رجال المال والسلطة من وزراء وأمراء عرب وساسة كبار للاقتراب منهن وكسب ودهن بكافة السبل ومن ثم مشاهدتن ومعرفتهن بالكثير مما كان يحدث داخل المطبخ السياسي، ووقوفهن كذلك على شخوص هؤلاء السياسيين والأمراء ورجال الأعمال الكبار عن قرب وبشكل مباشر، ومن ثم أصبح لديهن الكثير مما يمكن سرده والحديث فيه خلافا لرغبة أصحابه من ذوي القوة والنفوذ.
الراقصة والسياسى
وقد قامت الدنيا ولم تقعد وقتها، بعد أن تناولت كافة الصحف والقنوات تصريحات الراقصات الكبيرات والشهيرات ، وراح البعض يربط بين ما صرحن به وبين أحداث الفيلم الشهير "الراقصة والسياسى " لنبيلة عبيد والراحل صلاح قابيل ، فـ "سونيا سليم" في الفيلم واجهت عراقيل وأزمات ومشاكل جمة وتهديدات كثيرة من قبل من يضرهم خروج هذه المذكرات للنور لما تتضمنه من فضائح وكوارث بالنسبة لهم وقد نجحوا في النهاية فى منع نشر المذكرات بتحقيق مطلبها وبناء ملجأ أو دار أيتام سعت منذ بداية الفيلم لإقامتها.
وفيما أشار الكثير ومنهم الراقصات أنفسهن إلى أن هناك خلافًا جذرياً بينهن وبين "سونيا سليم"، لسبب بسيط وهو أن معركة سونيا كانت مع سياسي كبير لايزال فى السلطة ، بينما مذكراتهن تروي عن رجال سياسة لم يعد لهم وجود على الساحة السياسية، نعم هم موجودون على قيد الحياة ولكنهم لا يملكون في أوضاعهم الحالية إجبارهن على التراجع، وأكدت اكثر من راقصة وقتها ومنهن فيفى عبده أنها سخرت بشدة من تلقيها تهديدات من قبل البعض، وأكدن كذلك على أن هذا الأمر ضاعف من إصرارهن على كتابة المذكرات حتى لوكان الثمن لها حياتهن، فهناك حقائق وأسرار كثيرة من حق القارئ معرفتها عن شخصيات كانت ملء السمع والبصر والجميع كانوا يعملون لها ألف حساب، وهم في الحقيقة شئ مختلف تماما؟!!
ومن هنا ومع تأكيد الراقصات الشهيرات وقتها على إنه لا توجد قوة على وجه الأرض يمكنها منعهن من تقديم مذكراتهن فى كتب وأعمال درامية واتفاق الجميع مع وجهات نظرهن وظللنا نترقب صدور تلك المذكرات لمعرفة ما تتضمنه من كواليس وخفايا لم تظهر من قبل للنور لكنها لم تظهر حتى الآن ووصل الأمر بالبعض وقتها للتأكيد على أن صدور مثل هذه المذكرات سيحدث ضجة كبيرة ستفوق بمراحل الضجة التي أحدثتها السيدة إعتماد خورشيد بمذكراتها التي نشرتها عن حقبة رئيس جهاز المخابرات فى الستينيات صلاح نصر.
رفض وحيد حامد
نجوى فؤاد نفسها التى أعلنت عن تراجعها وصرحت وقتها بأن أفضل من يقوم بكتابة مذكراتها الكاتب الكبير وحيد حامد وبعد مفاوضات أعلن بنفسه عن اعتذاره لها؛ بسبب انشغاله بمشاريع أخرى، كما أكدت وقتها على أنها تتشاور مع أكثر من كاتب من الكبار ممن اشتهروا بالجرأة في كتاباتهم، لكتابة مذكراتها التى من المتوقع كما قيل أن تثير جدلاً كبيراً خاصة فيما يتعلق بعلاقاتها برجال السياسة المصريين ووزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر بالإضافة إلى علاقاتها بضباط المخابرات؛ وهي الأسرار التي كشفت عن بعضها في ظهورها عبر القنوات الفضائية الأخيرة ومنها تعرضها للضرب في فرح ابنة الرئيس جمال عبد الناصر.
دينا والرجال
تطور أمر اختفاء المذكرات وعدم ظهورها للنور بأن أصبح بعض الراقصات يشترطن على الصحفيين الذين يتوجهون لإجراء حوارات معهن عدم التعرض لهذا الجانب ، وفوجئنا بأخريات ينفعلن بشدة على الصحفيين الذين قاموا بكتابة أخبار تتعلق بمذكراتهن كما فعلت دينا حين غضبت بشدة بعدما وجدت خبراً ينتشر بالصحف والمواقع المختلفة يؤكد أن الكتاب الذي سيتضمن مذكراتها سيحمل عنوان "أنا والرجال" فثارت وماجت وقالت إن من كتب هذا الكلام إنسان قليل الأدب وهددت باللجوء للقضاء.
وهكذا رفضت الراقصات تماما الحديث عن مصير مذكراتهن التى أقمن الدنيا باقتراب صدورها ولم يقعدنها بعد، مما أثار الكثير من التساؤلات؛ فقد أكد بعض المطلعين على خوف هؤلاء الراقصات الشديد بعد تلقيهن تهديدات جادة من جهات مجهولة، لم يستطعن الصمود في وجهها واستجبن لنصائح المقربين منهن بضرورة التراجع السريع عما انتوين فعله، وتزامن هذا مع قيام بعضهن بمضاعفة الـ "بودي جاردات" الخاصين بهن لحمايتهن؛ مما يؤكد صحة التهديدات التى تعرضن لها بالفعل وجديتها.
فيفى عبده
وقد سبق تصريحات نجوى فؤاد الأخيرة حول أسباب تراجعها عن نشر مذكراتها، انتشار أخبار مماثلة بالصحف والمواقع حول الراقصة الشهيرة فيفي عبده، والتي ورد بالنص على لسانها أنها تراجعت عن نشر مذكراتها خوفاً من مصير الفنانة الراحلة سعاد حسني، وقالت بالنص إن مذكراتها تحمل الكثير من الأسرار والفضائح، وتصفية بعض الحسابات مع كثير من الشخصيات التي تملؤ السمع والبصر؛ وقد تناقض هذا الكلام بشكل كامل مع تصريحاتها السابقة وآخرها العام قبل الماضى 2015 حيث قالت بالنص إن مذكراتها سترى النور خلال 2016، ومن أجل التفرغ لها كما قالت اعتذرت وقتها عن المشاركة في السباق الرمضاني أو تقديم برامج تليفزيونية .. وجاء عام 2016 ولم تظهر المذكرات للنور كما قالت، وجاء عام 2017 لتؤكد تراجعها للأسباب التى صرحت بها ولم تنفها أو تتراجع عنها حتى الآن؟!
هياتم
وعلى خلاف كل التصريحات التي أدلت بها الفنانة هياتم قبل تسعة أعوام من الآن، والتي قررت فيها أنها لن تتراجع عن نشر مذكراتها على الرغم من ادراكها حجم الضغوط التي ستتعرض لها خاصة من الرئيس العربى الذى تقدم للزواج بها سرًا، وقصة إطلاق اسمها على شارع شهير بالإسكندرية والكثير والكثير من القصص والحكايات المثيرة التى عاشتها وتتعلق برجال أعمال وسياسيين ومسئولين كبار وغيرهم من الأشخاص الذين أثروا في حياتها، وقصص زيجاتها الثلاث من صحفي كبير ورجل أعمال بارز ورئيس نيابة، ثم فجأة ودون أية مقدمات فاجأتنا بتصريحات متناقضة تماما قالت فيها : نعم فكرت في الأمر ولكنه لم يخرج من مجرد التفكير داخل حدود العقل ولم أصرح بذلك مطلقا؛ ولا أنوي كتابة مذكراتي ولكن مروجي الشائعات هم الذين روجوا لمثل هذه الشائعة، وقالت كذلك أن خيال مطلق الشائعة هو الذي دفعه إن يقول مثل هذا الكلام متماهيا مع أحداث فيلم " الراقصة والسياسي" وتقارب أحداثه مع بعض الأحداث الحقيقية التي عشتها، وأؤكد لكم أن حياتي كتاب مفتوح ولا توجد عندي أية أسرار أخفيها حتى أكتبها في مذكرات خاصة.
والسؤال الذي لن نمل من تكراره .. لماذا لم تقم بالرد على الكلام فى حينه ، وهو أمر ليس بسيطا كما نرى ، أو لا يستحق الرد؟!!
لتعود بعد هذا لتنفيه بهذا الشكل وتحمل مسئوليته لمروجى الشائعات ، وما علاقة نفيها بغضبها الشديد من رغبة البعض فى رفع اسمها من الشارع الذي يحمله وولدت وعاشت فيه طفولتها بالإسكندرية ، وما نوعية الضغوط التي مورست عليها كما قال البعض ودفعتها للتراجع عما سبق لها التصريح به.
لوسى
ورغم اختلاف الوضع بدرجة كبيرة بالنسبة للراقصة لوسي من منطلق أنها لم تحتك مثل الأخريات برجال السلطة وظلت تمارس عملها فى إطار من الهدوء ومن ثم فلن تثير مذكراتها التي أعلنت عن اقتراب صدورها أية مشاكل مع أحد لكونها مأساوية الطابع ، لتضمنها عذابات ومآسي كثيرة قابلتها في مشوارها الحياتي والفني حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من نجومية، وألمحت إلى أنها ستستعين بأصدقائها المثقفين ليس فقط في الصياغة، بل وفي الرؤية العامة للأحداث والمواقف والشخصيات على حد تعبيرها.
ثم عادت لتفاجئنا هى الأخرى بالتراجع قائلة: لم أجد بداخلي الحماس الكافي للكتابة ؟!!، بينما أرجعت لوسي الأمر لما فيها من مآس ومواقف محزنة تشفق على جمهورها من الحديث فيها.