قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، – خلال كلمته - بالقنصلية المصرية بملبورن، “إن العالم لم يكن يعرف ما يسمي بفن الأعمدة، ومصر في الحضارة الفرعونية القديمة هي التي اخترعت فن الأعمدة؛ فاخترعت المسلة، التي صارت علامة حاضرة في الحياة، وجميعكم تتذكرون شكل المسلة التي لها رأس يكون علي شكل هرم، ويطلى بالذهب، وكانوا يضعون المسلة في أوائل حقول الزراعة؛ فعندما تسطع الشمس تجعل قمة المسلة الهرم تلمع، ويسمونها عين الإله؛ فطالما تلمع هذه العين يظل الفلاحون والعمال يشتغلون؛ لكن عندما يأتي الغروب ويقل لمعان الهرم؛ فيعرفون أن يوم العمل انتهي”.
مضيفًا “أنه عندما دخلت المسيحية إلى مصر، تحولت فكرة المسلة إلى فكرة المنارة، وصارت علامة متميزة للكنائس المصرية، ومن ثم الى كنائس العالم كله”.
وأشار إلى “أنه عندما جاء الإسلام إلى مصر لم يكن يعرف بما يسمى المأذنة؛  فتحولت المسلة في العهد الفرعوني إلى لمأذنة في العصر الإسلامي وصارت علامة مميزة للجوامع والمساجد؛ فمصرهي التي علمت العالم كله فن الأعمدة، ويكفى عندما تزورون مصر في معبد الكرنك، أحد المعابد في الأقصر جنوب مصر تجدون الأعمدة الضخمة جدًا، التي  تبين عظمة مصر التي علمت العالم كله، وحضارتها التي انتقلت للعالم”. 

تأتي زيارة قداسة البابا لإيبارشية ملبورن، والتي بدأت الثلاثاء الماضي في إطار جولته الرعوية الحالية لأستراليا، ومن قبلها اليابان اللتين يزورهما للمرة الأولى منذ تنصيبه بطريركًا في نوفمبر 2012.