كشفت دراسة حديثة من معهد ماكس بلانك للعلوم الإدراكية والدماغية بألمانيا، ونشرت على موقع "medical press"، أن هناك تفاعل بين صحتنا العقلية وصحة نظام القلب والأوعية الدموية، حيث قام الباحثين بتحليل عميق للعلاقة بين الصحة العقلية وارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص في منتصف الستين من العمر، ووجدوا  أن ارتفاع ضغط الدم يتسبب فى تلف الأوعية الدموية الدقيقة فى أجزاء الدماغ المسئولة عن الإدراك والذاكرة، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

وأضافت الدراسة أن اضطرابات القلق، والاكتئاب، ينتج عنهما أفراز الجسم لهرمونات تسبب أضرارًا في الأوعية الدموية، وبالتالي تؤدي إلى أمراض القلب المختلفة، كما أن الشعور باليأس والاكتئاب الناتج عن التوتر النفسي يؤدي لسلوك التدمير الذاتي مثل إهمال تناول العلاج الدوائي الذي وظيفته المحافظة على القيم الطبيعية لضغط الدم وعلاج أمراض القلب الأخرى.

كما توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، مقارنة بالذين لا يشعرون بالقلق، حيث يقوم الجسم بإفراز مجموعة من الهرمونات المختلفة، مثل الأدرينالين عندما نشعر بالتوتر والقلق، وتعمل هذه الهرمونات بدورها في حث الجسم على الدخول في مرحلة الفر أو القتال،  مما يسبب في زيادة ضغط الدم من خلال زيادة معدل نبضات القلب، وتضييق الأوعية الدموية، وبالتالي إعاقة تدفق الدورة الدموية من خلالها.

ونصحت الدراسة بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية، عن طريق التفكير في المشكلة ومحاولة إيجاد حلول منطقية لها، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، والحرص على ممارسة اليوجا والتأمل، وأخذ قسط كافي من النوم، وتناول الأغذية الغنية بالفيتامينات المختلفة التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية.