من الحضارة القديمة .. كيف يحتفل المصريون بشم النسيم؟
معروف عن شم النسيم، احتفال المصريين به بالتنزه في الأراضي الخضراء، حاملين معهم طعاهم وشرابهم، ومحتفظين ببهجتهم، وعاداتهم في تناول الأسماك المملحة والبيض الملون.
تم الاحتفال به لأول مرة خلال العصر المصري القديم، ومن وقتها وهو على رأس الأعياد الزراعية في مصر، ويبدأ شم النسيم دائما في اليوم التالي لعيد الفصح المسيحي الشرقي، مع بداية الربيع في كل عام.
أصل التسمية
احتفل المصريون بشم النسيم لأول مرة خلال العصر المصري القديم، في عام 2700 ق.م (ما يقارب 4700 سنة)، وكانت مصر في هذا التوقيت مرتبطة بالخلفية الزراعية، وكان المصري القديم يقسم السنة إلى فصول عدة، وهي: (أخت- فصل الفيضان، برت- فصل الإنبات، شمو- فصل الحصاد) طبقًا لللغة المصرية القديمة، الهيروغليفية، وهي نفس الكلمة التي أطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف، وتحمل أيضا معنى "الحصاد"، ومن هذه التسمية أخذت كلمة "شم" وهي تعني فصل "شمو"، أي الحصاد وتجدد الحياة واستمرار الوجود.
بداية الطقس
بدأ بواكير شم النسيم، بطبيعة حال الفلاح المصري القديم؛ إذ أنه كان معتادًا على الاستيقاظ مبكرًا لبداية عمله بالهمة والنشاط، وكان يستمر طوال السنة في الكد والعمل، ومع بداية الربيع كان يبدأ بالتنزه في المساحات الخضراء، والحدائق العامة على النيل أو في حديقة الحيوان، وكان المصريون القدماء في هذا اليوم يقدمون الأسماك المملحة والخس والبصل الأخضر والترمس والبيض المسلوق الملون لآلهتهم، ثم بعد ذلك صار طقسًا خاصًا بهم، واستمرت الاحتفالات بهذا اليوم طوال العصر البطلمي مرورًا بالروماني والعصور الوسطى، وحتى يومنا.
بداية شم النسيم في شكله الحالي
ارتبطت بداية شم النسيم باليوم التالي لعيد الفصح المسيحي الشرقي، وبالتالي يوم إثنين الفصح، وفقًا لطريقة الحساب المسيحية الشرقية التي تستخدمها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومع دخول المسيحية مصر، أصبح المهرجان مرتبطًا بمهرجان الربيع المسيحي الآخر، عيد الفصح، وبمرور الوقت، تحول «شمو» إلى شكله الحالي وتاريخه الحالي.
ولم يتخذ الإسلام أي أشكال من العداء لشم النسيم، بعد دخوله مصر، وأرجع المسلمون هذا الطقس إلى زمن أبعد من العصر المسيحي، إلى أنه يجدر بالذكر عدم التغافل عن استطاعة المصريين القدماء، ثم مصريو العصر المسيحي في الحفاظ على هذا المهرجان من خلال وكالتهم الثقافية، والتي كانت محدودة جدًا بعد اعتناق الإسلام في مصر.
مظاهر الاحتفال شم النسيم
تلوين البيض
وبدأت فكرة تلوين البيض على مائدة أعياد الربيع "شم النسيم"، مع بداية العيد الفرعوني، حيث كان البيض يرمز ذلك إلى خلق الحياة ، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون، ومنذ هذه اللحظة بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة.
وترجع هذه الفكرة إلى عقيدة قديمة؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه، لتتحقق أمنياتهم، ويبدأ العيد بتبادل التحية "بدقة البيض"، وهي العادات التي ما زال أكثرها متوارثاً إلى الآن.
إطاعة حتحور
واعتاد المصريين القدماء على الاستيقاظ باكرًا لتحفيز الهمم والنشاط، ورمزًا لأولئك الذين أطاعوا (حتحور)، فكانوا يخرجون قديمًا عند الفجر حاملين أواني البيرة ليسكبوها قبل فتكها وإهلاكها البشر أجمعين".