رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كان‭ ‬ياماكان الحب‭ ‬زمان

15-2-2017 | 18:46


كتبت : ماجدة محمود

آه من الحب ذلك الإحساس الغريب الذى يتسلل إلى القلوب فى غفلة من العقل الذى يتصور أنه الحارس الأمين على المشاعر فى حين أن هذا المارد الكبير المسمى «الحب» الذى يمثله كيوبيد ذلك الملاك المجنح لا يقدر عليه أحد، بسهامه يخترق الكيان البشرى، فيقلبه رأسا على عقب ولا نعرف امتى، ولا فين ولا إزاى أو ليه ؟

الحب أنهك الشعراء قبل العاشقين وتناقلوا قصصه وحكاياته فى أبياتهم التى تحولت فى ما بعد إلى مشاهد سينمائية وأوبريتات غنائية، من أشهرها أوبريت «اتفرج يا سلام» الذى قدم أشهر قصص الحب وما عاناه المحبون مشيرا إلى الفرق بين الحب زمان «الحب الحقيقى» الذى يتفانى من أجله المحبون، والحب الآن الذى يلهب القلوب ويؤجج المشاعر ثم يذوب بعيدا ويتبخر فى الهواء. أوبريت «اتفرج يا سلام» قدم فى خمسينيات القرن الماضى فماذا لو قدموه فى القرن الـ٢٢ ؟ ماذا سيقولون عن حب الإنترنت بكل أشكاله «فيس بوك، تويتر وموبايل، والحب التيك آواى»، بالتأكيد كانوا ماتوا من الرعب لما حدث وأصاب الحب تلك العاطفة السامية .  تعالوا نقرأ بماذا تغنى كل من محمد فوزى وصباح عن الحب فى زمن العذرية والحياء، أيام قيس وليلي، روميو وجوليت وكليوباترا وانطونيو، وكيف قارنا وقتها بما حدث للحب فى زمانهما وما يحدث للحب فى أيامنا؟! فين حب زمان من دلوقتي..كان حب زمان غير دلوقتي.. ياريت يا زمان تيجى دلوقتى الحب كان ياما كان زى الهوى والنور.. له فى التاريخ يا زمان.. أجمل حروف وفصول وكان الحب فى الأول يزيده البعد لو طوَل وكان القلب لو يعشق... يعيش ويموت ما يتحوَل.         دلوقتى القلب يساع اتنين ويحب وينسى فى غمضة عين فين حب زمان.. يا بنات راح فين.  دلوقتى خلاص ما بقاش إخلاص وبكل سهولة يقولوا خلاص.. الحب زمان.. يا بنات ما خلاص.  لو تمعنا فى الكلمات وفكرنا قليلا لاكتشفنا أن حب زمان كان ياماكان ووجدنا تفسيرا دقيقا لما يحدث بين المحبين الآن، لأن زمان كان البعاد والتمنع، الحياء والتأدب تزيد الحب درجات ودرجات، تؤججه وتشعله، كنا نسمع «الحب كله حبيته فيك وزمانى كله أنا عشته ليك» و«يامدوبنى فى أحلى عذاب ببعتلك بعنيا جواب مش لوم يا حبيبي ولا عتاب مش أكتر من كلمة أه يا حبيبى بحبك نار» والآن «الزن» طوال النهار على «الواتس آب والفيس» يجعل من الحب سلعة رخيصة متاحة، وكل متاح مباع، والمتاح لا يستهوى الشارى، الحب الآن حالته مثل أغانيه تماما، تليفون أحبك وتانى مكالمة مباشرة «كبر دماغك» «افكس» «مش فاضى» والبنات الآن تفرق بين الحب والزواج، أحبك آه، جاهز للزواج؟ لا، ماشى نحب .. بس لما يبقى فيه عريس جاهز الحب مايلزمناش!  وأتساءل.. والدباديب، والفلانتين وقعدة الكورنيش ؟؟ هل أيام وراحت، وقت وبنقضيه !!  الحب دلوقتى مثله مثل كل شئ، وقتى، يخلو من الجروح والتنهيدات، سريع الإيقاع فى انتهائه كما حضوره وأغانى الحب الآن ترجمة دقيقة للحالة التى يعيشها المحبون.  مثلا، «هاتى بوسة يابت هاتى حتة يابت.. ده حبيبي لابس برنيطة.. ومعلق ف رقبته شريطة.. وبياكل حتة شيكولاتة.. وبيشرب مانجا بشفاطة»!! و«دماغى لفت يااسمك ايه كلامك يا خراشى عليه.. زى ما يكون بيكهربنى بحبك ياض يا ابن الايه .. كلامك توهنى معاه نسانى انا اهنا ولا هناك .. لما بسمعه بيدوخنى وبضعف اوى وياه.. حوشى ياما عنى ياما الولا عنى كلامه يا اما تعبنى يا اما.. حط ايده ياه على ايدي ياه جسمى ساب وجتنى دوخه من الكلام معاه» يا خسارة على المشاعر النبيلة والأحاسيس الرقيقة التى ضاعت مع التطور والحداثة وقضت على أحلى ذكريات نعيشها وتحفر فى القلب والعقل خاصة عندما أرى كلمات العشق الملتهبة على صفحات التواصل الاجتماعى التى يتداولها الشبان والشابات في ما بينهما، أتعجب من شدة الحب الذى يعيشونه ثم أجد كل هذه السخونة وقد صارت ثلجا فى دقائق معدودات وعندما أشاهد العشاق على الكورنيش أسترجع مشاهد محبين ابتلعهم النيل من حرقة الفراق، وبين هذا المشهد وذاك أجدنى حائرة وحزينة لما حدث للحب الآن والدليل أن كثيرا من الفتيات والفتيان يبحثون الآن عن الحب العذرى، هذا الحب الذى ودع الحياة .. وعلى رأى الست أم كلثوم «حب إيه اللى انت جاى تقول عليه».