كشفت دراسة، قام بها باحثون في كلية الطب في جامعة "واشنطن"، عن وجود ارتباط بين مناطق الدماغ التي تتحكم في الحركة، وتلك المشاركة في التفكير والتخطيط والوظائف الجسدية اللاإرادية، مثل ضغط الدم وضربات القلب.
وذكرت مجلة "scitechdaily" العلمية، بأنه يمكن أن يساعد هذا البحث، الذي نُشر في 19 أبريل في مجلة Nature، في تفسير بعض الظواهر المحيرة، مثل سبب جعل القلق بعض الناس يرغبون في التحرك ذهابًا وإيابًا، ولماذا تحفيز العصب المبهم الذي ينظم وظائف الأعضاء الداخلية مثل الهضم ومعدل ضربات القلب، قد يخفف من الاكتئاب، ولماذا يتحدث الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام عن نظرة أكثر إيجابية للحياة.
قال المؤلف الأول إيفان إم جوردون، أستاذ مساعد في الأشعة في معهد "مالينكروت" للأشعة في كلية الطب: "يقول الأشخاص الذين يتأملون أنه من خلال تهدئة جسدك، على سبيل المثال، تمارين التنفس، فإنك تهدئ عقلك أيضًا، يمكن أن تكون هذه الأنواع من الممارسات مفيدة حقًا للأشخاص الذين يعانون من القلق، لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية على كيفية عملها. لكننا وجدنا اتصالًا الآن. لقد وجدنا المكان الذي يرتبط فيه الجزء النشط للغاية والموجه نحو الهدف، اذهب، انطلق، من عقلك بأجزاء الدماغ التي تتحكم في التنفس ومعدل ضربات القلب. إذا قمت بتهدئة أحدهم، فمن المؤكد أنه يجب أن يكون له تأثير ردود الفعل على الآخر".
وبحسب المجلة، لم يشرع جوردون وكبير المؤلفين، نيكو دوزينباخ، أستاذ مشارك في علم الأعصاب، للإجابة عن الأسئلة الفلسفية القديمة حول العلاقة بين الجسد والعقل، وشرعوا في التحقق من الخريطة الراسخة لمناطق الدماغ التي تتحكم في الحركة، باستخدام تقنيات تصوير الدماغ الحديثة.
وقال جوردون: "ربما بدأ هذا كنظام أبسط لدمج الحركة مع علم وظائف الأعضاء حتى لا نفقد الوعي، على سبيل المثال، عندما نقف. ولكن مع تطورنا إلى كائنات حية تقوم بتفكير وتخطيط أكثر تعقيدًا، تمت ترقية النظام لتوصيل الكثير من العناصر المعرفية المعقدة للغاية".
وقال دوزينباخ: "العقل هو الوجود بنجاح في البيئة حتى تتمكن من تحقيق أهدافك دون إيذاء أو قتل نفسك. أنت تحرك جسمك لسبب ما. بالطبع، يجب أن تكون المناطق الحركية مرتبطة بالوظيفة التنفيذية والتحكم في العمليات الجسدية الأساسية، مثل ضغط الدم والألم. الألم هو أقوى ردود الفعل، أليس كذلك؟ أنت تفعل شيئًا، وهذا مؤلم، وتفكر، لن أفعل ذلك مرة أخرى".
وتابع دوزينباخ: "لقد جمعنا الكثير من البيانات المختلفة بالإضافة إلى ملاحظاتنا الخاصة، وقمنا بتصغيرها وتوليفها، وتوصلنا إلى طريقة جديدة للتفكير حول كيفية ارتباط الجسم والعقل ببعضهما"، بحسب مجلة "scitechdaily" العلمية.