مذاق خاص وعادة متوارثة.. أيادي الجدات تصنع الكعك والبهجة في عيد الفطر
هناك عادات للمجتمع المصرى لا يمكن الاستغناء عنها فى الأعياد والمناسبات، ومنها صناعة كعك العيد فى المنزل فهى عادة قديمة موجودة حتى الآن، اكتسبتها الأسرة المصرية من عادات الأجداد وتجمع الأسرة على مائدة بعد الإفطار فى شهر رمضان المبارك، وصناعة كعك العيد ومخبوزاته الشهية رغم التطور وتوافر المنتج فى الأسواق، إلا أن الكعك المصنوع فى المنزل وسط الأسرة له مذاق خاص.
الجدات وكعك العيد
برغم الغلاء الذي ال كل شئ إلا أن الريف المصري مازال محتفظًا بتلك العادة حيث تعتمد الجدات في صناعة مخبوزات العيد من اللبن الطبيعي الدسم والسمن البلدي الخالص والسمسم والفول السوداني ذات الدرجة الأولى والكركم الذي يأتي وصاية من العطار الذي يجتهد ويأتي ببضاعة فاخرة.
وتعتمد ربات المنزل من الأمهات والجدات في صناعة البسكويت على البيض البلدي الذي تجمعه من حظيرة بيتها وتضيف اللبن الدسم وروائح الخاصة بصناعة البسكوت ولا يقفن عند هذا الحد بل يصنعن الصِجان التي يضعن فيها البسكوت ومكنة البسكويت التي تدار باليد حيث يرفضن التقنيات الحديثة رغم تواجدها في المنزل.
الخبيز لا يكون مُمون
فقالت الجدة فتحية: "الخبيز لازم يكون مُمون"، وكل مكوناته طبيعية وليس هناك أجمل من صناعة مخبوزات العيد في المنزل كما أن ذلك يجلب الفرحة لقلوب الأطفال فهم يشاركون في غسل الصيجان ودهنها بالسمن ويصنعون الأشكال التي يريدونها من العجين.
وأضافت في حديثها لبوابة "دار الهلال"، مثل العرائس والأحصنة والحروف أيضًا ويقومون بالتسابق إلى من يدير مكنة البسكوت لأنه الذي يختار الموس أو المشرط وهو مجموعة من المشارط بها أشكال كالنجوم والدوائر ذات الأسنان وأشكال مدببة وأشكال مثلثة كما يحبون المشاركة في تقطيع عجين الفايش.
وأوضحت أن عجين الفايش يحتاج لوقت لكي يختمر ويترقب الأطفال رغم نومهم في وقت الفجر فشدد الطفل على أمه أن توقظه ليساعدها ليحظى في نهاية الأمر بقطعة التي يريدها لشكلها كما يحلو له وينتظر على أحر من الجمر وقت خروج المخبوزات من الفرن وخاصة الصاج الذي شكله كما يحلو له.
وأوضحت أن يدلل الأطفال عند صناعة الكحك والبتي فور حيث يطلب كلا منهم الطعم الذي يريد سواء كان بالعسل أو الكاكاو أوالشيكولاتة ويختار القالب الذي يعجبه شكله ويصنعون العديد من المغامرات أثناء صناعة هذه المخبوزات.
الإنتاج ذاتي الصنع
وقالت أيضا هانم زوجة وأم لأربعة أطفال إنها "نادرا إذا اشترينا مخبوزات العيد لأننا نعتمد على الألبان التي ننتجها بشكل ذاتي حتى في الأفراح عندما نقوم بصناعة المخبوزات الخاصة بفرح العروس من كحك وبيتي فور وبسكويت وأنواع الحلويات المختلفة قلما نشتري شيئا من المحلات".
وأضافت أن الأعمال تقسم في المنزل على الجميع والكل يشارك في هذا الكرنفال كما أن هناك نوع من المخبوزات يسمى "المصبوبة" وهي تصنع من دقيق القمح الصافي وتكون طبيعة العجين متراخية وتصب في فرن ذات حرارة عالية.
وأوضحت إننا أيضا نصنع فطير الرقاق لفطار اليوم الأخير من الصوم وفي صباح العيد نقدم الأرز باللبن الممتلئ بالمكسرات والسمن البلدي المصنوع في طواجن الفخار ونقدم البسكويت والحلوى ونعطي لبعضنا البعض العدية وخاصة الأطفال ثم بعد ذلك الترمس وفي وجبة الغداء نقدم الأسماك المملحة والتونةَ.