رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مظهر شاهين يفتح قلبه لـ«الهلال اليوم»: الإعلام صاحب الدور الأكبر لإنقاذ شبابنا من التطرف

10-9-2017 | 18:15


حوار / سماح شحاتة

طالب الدكتور مظهر شاهين خطيب الثورة المصرية الأزهر والأوقاف، في حوار خاص لـ”الهلال اليوم”، بضرورة وجود قطاع متخصص في إنتاج أفلام ودراما تخاطب الطفل وتقوم بتوعيته دينيا بطريقة مبسطة لإنتاج أجيال مستقيمة تستطيع أن تنهض بالأمة، مؤكدًا أن بعض الظواهر السلبية لدى بعض الشباب نتاج غياب الوعي الديني وعدم الاهتمام بتنمية عقولهم منذ الصغر.

 وإلى نص الحوار..

 

بداية ..ما دور الإعلام الديني فى مكافحة الفتاوى الشاذة والتي تدعو إلى التطرف؟

يجب أن يكون منبرا لنشر صحيح الدين ومحاربة أي فتاوى أو آراء شاذة تأخذ المجتمع إلى الفتن أو التفكك أو الانقسام أو الطعن في الثوابت، ومن هذا المنطلق، لابد أن يكون هناك تقويم مستمر وسد للثغرات التي ربما يدخل من خلالها غير المختصين والذين يتطوعون بنشر آراء شاذة دون أن يطلب منهم أحد ذلك لمجرد البحث عن الشهرة أو كسب المال، خاصة أننا فى وقت المجتمع لا يتحمل فيه مثل هذه الترهات أو تضييع الوقت في الرد على هؤلاء.

وهل يتصدى رجال الأزهر للفتاوى المتطرفة؟

بالفعل.. الدعاة المستنيرون الوسطيون أبناء الأزهر الشريف لا عمل لهم إلا الرد على أمثال هؤلاء منذ خمس سنوات، وبالتالي أضعنا أوقاتًا طويلة كان من الممكن أن نستثمرها فيما تنهض به الأمة وتتستنير به العقول وتُبنى به الدول من تحضير العلوم أو العمل الجاد النافع الذي ينفع الإنسان.

هل ترى خطوات جادة من المؤسسات الدينية لتجديد الخطاب الديني؟

هناك خطوات جادة اتخذتها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ولكنها في رأيي غير كافية.

لماذا؟

هناك فجوة الآن بين ما هو مطروح وما يجب أن يُطرح، لأن العقول التى نخاطبها الآن ليست هي عقول الأمس والوسائل التي نستخدمها فى تجديد الخطاب الدينى ليست الوسائل المناسبة، نحن نتكلم في المساجد والندوات والبرامج التلفزيونية وقليل من الشباب من يتابع البرامج الدينية أو يحضر في الندوات أو يصلي في المساجد إلا يوم الجمعة فقط، وبالتالي، فنحن نحتاج أن نصل إلى الشباب من الوسائل التي يُخاطبون بها مثل الفيس بوك، واليوتيوب، والواتس آب، والوسائل الأخرى.

لماذا لم تهتم المؤسسات الدينية بالطفل؟

الأطفال بالنسبة لي يجب أن يكونوا في بؤرة ذهن الداعية والدولة والمؤسسات الدينية، وتكون لهم مساحة كبيرة جدا في خطة الدولة الدعوية لأن هذا الطفل هو الذي سيصبح شاب المستقبل، وبالتالي فالتأسيس للشاب المستقيم يجب أن يبدأ مبكرا، وللأسف نحن نتكلم مع الشباب بعد ضياعهم وهذه خطوة متأخرة جدا عما يجب أن يكون، لابد أن نتكلم مع الشباب قبل أن يبلغوا مرحلة الشباب وهم في مرحلة الصبا والطفولة، أن نعلمهم صحيح الإسلام والأخلاق، والتعامل مع الآخر والتعايش، ومفهوم الولاء والبراء.

إذًا .. ما تصورك للاهتمام بالطفل؟

لابد من إنتاج برامج للأطفال، أفلام كرتون، سينما، دراما، حتى نستطيع توصيل المعلومة في وسائل يحبها الطفل ويتقبلها.

على عاتق من يقع إنتاج مثل هذه الأعمال.. هل الدولة أم القنوات الخاصة؟

القنوات الخاصة قد تتعارض مصالحها مع ذلك، لأن القناة الخاصة مشروع استثماري وصاحب القناة من حقه أن يبحث عن الربح ويكون في ذهنه أيضا الرسالة ولكن إذا وجد أنه سيخسر لا يستطيع أحد إجباره على أن يستمر في هذه الرسالة حال الخسارة، ولكن المنوط به القيام بهذا الدور هو الدولة، وأطالب بأن يكون هناك قطاع لإنتاج هذه الأفلام في الأوقاف والأزهر، ثم تُعطى هذه البرامج والأفلام الوثائقية للقنوات الفضائية لتُبث على شاشاتها مجانًا، وأنا أعلم أن الأزهر والأوقاف لا ينتظرون ربحًا من أعمالهم الدعوية، وإذا كان فيلم الكرتون الذي يخاطب الأطفال هو جزء من أعمالهم الدعوية، فمن الواجب على الأزهر والأوقاف أن ينفقوا على هذه الوسائل بصورة غير ربحية، إذا كنا نريد أن نتحاشى كل الأخطاء التي وقع فيها الشباب، علينا أن ننظر إلى أطفال اليوم لأنهم شباب المستقبل.

ما سبب انتشار ظاهرة الإلحاد مؤخرًا؟

الإلحاد ليس ظاهرة، بل هو موجود من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام، طالما توجد رسالة سماوية، نجد هناك من ينكرها، الملحدون موجودون في كل وقت ودولة، لكن الوسائل التي كشفت عنهم هي التي استحدثت، أعني المنابر التي وصلوا من خلالها للشارع.

وما أسباب الإلحاد؟

الجهل الديني والانسياق وراء بعض الشبهات التي تشكك في ثوابت الدين “القرآن والسنة” بدون علم بتفاصيل هذه النصوص أو الرد على هذه الشبهات، بالإضافة إلى أن البعض يعتبرها "موضة" بمعنى أن الشباب في بعض الوقت يريد أن يكون متحررًا من كل القيود ويرفض الأمر حتى لو كان الآمر هو الله نفسه، وبالتالي من هذا المنطلق يرفض كل شيء بما فيه الدين وبما فيه الرسالة السماوية، ولكن سرعان ما يفيق ويرجع إلى الله مرة أخرى لأن الفطرة السليمة هي فطرة تعرف الله وتبحث عن وجود إله، وبالتالي حينما تعود الفطرة إلى طبيعتها يعود الشخص إلى رب العالمين وإلى دينه مرة أخرى.

كيف نواجه هذه الظاهرة؟

الدولة عليها دور والمؤسسات الدينية عليها دور، والإعلام عليه دور، والدراما عليها دور، كلهم مسؤولون عن معالجة مثل هذا "المرض".

ما الرسالة التي توجهها من خلال برنامج "الصديقان" الذي تقدمه في قناة المحور مع أحد القساوسة؟

برنامج “الصديقان”، هو برنامج دولة وشعب ومجتمع وليس برنامج قناة "المحور" فقط، وهو برنامج لا يبحث عن مال أو شهرة بقدر ما يبحث عن إظهار الصورة الحقيقية لمصر، المسلم إلى جوار المسيحي يقولان "تحيا مصر" وأعتقد أنه استطاع أن يثبت وجوده خلال الفترة الماضية.