رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معاً لتربية الأبناء على الانتماء

11-9-2017 | 14:10


كتبت : أميرة إسماعيل

من منا لم يتربى على حب الوطن، ولم يفخر بالانتماء لبلده مصر؟ جميعنا نشأنا على هذه القيم والروح الوطنية، فسمعنا العديد من القصص والحكايات التى تسجل الكثير من بطولات شهداء قدموا أرواحهم فداء للوطن، وفى ظل الظروف الراهنة تزداد الحاجة إلى تنمية مثل هذه الروح فى نفوس ابنائنا فكيف تستطيع الأم المصرية أن تكمل دورها فى الزود عن هذا الوطن من خلال تنشأتها لأبنائها على هذا المنوال.

فى البداية تقول مى السيد 29- سنة- موظفة: كنت أحرص على اصطحاب ابنتى الصغيرة إلى الانتخابات وتصويرها داخل اللجان لأشعرها بقيمة هذه اللحظة، وأرى أن تشارك الأمهات أبناءهن الأعمال التى تخدم الوطن وتشعرهم بأنهم جزء منه.

وترى كريمان السيد - مدرسة - أنه لابد من التركيز على المبادئ والأفكار التى تغرسها المؤسسة التعليمية فى عقول أبنائنا ومنها الانتماء والمشاركة، وتعويدهم على القيادة، فاختيار رائد للفصل أو قائد لفريق مدرسى يعد نسخة مصغرة للانتخابات والمشاركة في الحياة السياسية.

أما سناء عادل - طبيبة - فترى أن الأسرة التى تشارك وتتابع الحياة السياسية وتناقش الأحداث بحيادية تساعد طفلها فى بناء فكره وتعزيز قيمة المشاركة القومية لديه، وبالتالى يكون لديه الدافع للمشاركة فى الأحداث السياسية ويساهم بأفكاره الخلاقة فى بناء وحل مشكلات الوطن.

التنشئة الاجتماعية

وعن دور التنشئة الاجتماعية فى إرساء وتحقيق مبادئ الانتماء تقول د. شادية قناوى، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: يشترك فى إرساء مبدأ المواطنة والانتماء بنفوس الأطفال العديد من المؤسسات منها الأسرة والمدرسة والجامعة، كما أن للمؤسسة الإعلامية والدينية دورا  مهما فى توجيه وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى قد تضر بفكر وأمن البلد. وتضيف: لا شك أن الأدوار التى تلعبها تلك المؤسسات تختلف من وقت لآخر، ففى الماضى كانت الأسرة لها الدور الأكبر فى التوجيه، لكن مع التغيرات التى طرأت على المجتمع ضعف دور الأسرة مقابل الكثير من وسائل التواصل والانفتاح، ولكن مع الأوضاع الراهنة لابد أن تعود الأسرة وبالأخص الأم إلى القيام بهذا الدور بشكل مكثف حتى يمكن أن تشكل حائط الصد بالنسبة لأطفالها أمام بعض القوى المغرضة التى تحاول استقطابهم ضد مصلحة الوطن.

دور الأسرة

أما سالى حسن، مدربة تنمية بشرية فتقول: لابد وأن نتطرق لسبل تعزيز الانتماء لدى الطفل وكيفية توجيه الأبوين فى القيام بذلك حتى نخلق جيلا يافعا يقدس الوطن، فعلى الأبوين تعليم طفلهما أن عليه واجبات وله حقوق تجاه أسرته ومدرسته ووطنه، وأنه لابد أن يؤدي واجباته قبل أن يطالب بحقوقه، كما يجب عليهما سرد قصص البطولات والإنجازات لنماذج وطنية سواء كانوا أبطال الحروب أو أصحاب الفكر من الأدباء والفلاسفة والعلماء وغيرهم، ويمكن أن يلجأ الأبوان إلى الأفلام والمسلسلات التاريخية التي تستعرض دور بعض الأفراد فى التضحية بأرواحهم فى سبيل الدفاع عن الوطن، بالإضافة إلى اصطحاب الطفل للأماكن السياحية التي تضم أماكن أثرية وتاريخية مع تحضير مقتطفات وصور عن هذه الأماكن قديما وحديثا وكيفية نشأتها وتطورها، فهذا من شأنه أن يزيد من روح الفخر والاعتزاز لدى الطفل بوطنه.

وتتابع: هناك ايضا اختبارات يمكن أن تقوم بها الأم لطفلها كأن تنقل إقامته إلى غرفه أخرى غير الموجود بها جميع محتوياته من ملابس وألعاب ولتكن غرفة المعيشة، وتسأله ما إذا كان يشعر بالارتياح أم لا؟ وبذلك توصل له فكرة أن هذا الشعور ينطبق على من يفقد وطنه، كما يجب على الأبوين الانتباه لحديثهما أمام الأطفال عن صعوبة الحياة أوالمعاناة اليومية التي قد يواجهونها حتى لا يبث روح الاحباط واليأس فى نفوسهم.

القدوة الشابة

وتقول د. هند فؤاد، مدرسة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: هناك استحداث للعديد من المفاهيم الثقافية والاجتماعية التى أثرت على ترابط الأسرة، وبالتالى تزداد الحاجة إلى تعزيز مفاهيم الوطنية والقومية لدى الشباب من خلال باقى مؤسسات المجتمع، وذلك بابتكار أساليب جديدة للحوار معهم وخلق قدوة لهم من النماذج الناجحة فى مجالات عديدة مما يعزز لديهم روح الانتماء والمواطنة، كما أدعو وسائل الإعلام إلى التركيز على مساوئ الهجرة وتشجيع الشباب على البقاء فى بلدهم والاستفادة من طاقتهم.

المرأة هى الأساس

وتشير دعاء محروس، أخصائى الصحة نفسية إلى أن الدراسات الاجتماعية أثبتت أن أكثر ما يهدد انتماء الطفل انتشار القدوة الغربية والترويج لها بين الأطفال والشباب، واتباع البعض سلوكيات غربية قد تضر بالمجتمع، وكذلك تفضيل شراء السلع الأجنبية والتفاخر بالهجرة أو ازدواج الجنسية، وتضيف: يجب تنشئة الأبناء على العادات والقيم الصحيحة للمواطن المخلص، والدعوة إلى احترام أنظمة وقوانين البلد، وإيضاح أن هذه الأنظمة لم توضع إلا من أجل مصلحته، مع توجيهه إلى البعد عن كل ما يثير الفتن. لافتة إلى أن المرأة هى سر تقدم المجتمع، ومفتاح الهوية والانتماء، فالأم المصرية لابد وأن تعى أهمية دورها فى فى إعداد الأجيال الحالية والمقبلة، ومهما كانت التحديات لابد وأن تثبت دورها بجدارة واستحقاق.