الثلاثيني وافتتاح المعبد.. أبرز الأعياد الملكية عند القدماء المصريين
احتوت السنة المصرية عند القدماء المصريين على العديد من الأعياد وأيام العطلات، والتي منها ما ارتبط بتقويم السنة وبداية الفصول، ومنها ما ارتبط بالزراعة من حصاد وفيضان، وما ارتبط بالملك وتتوجيه وعيد ميلاده، ومنها ما ارتبط بالحياة الجنائزية، إلى جانب أعياد الموتى والأعياد الدينية.
ولقد كانت الأعياد منذ القدم محل اهتمام وتقدير كبيرين عند المصري القديم، حيث خصص لها أياما احتفالا بأعياد بعض الآلهة مثل: عيد حورس، أنوبيس، وسشات، إلى جانب عيد ولادة الإلهة وغيرها من الأعياد.
ونستعرض معكم عبر بوابة دار خلال احتفالات عيد الفطر المبارك أبرز الأعياد التي احتفل بها المصري القديم.
فمن بين الأعياد التي احتفل المصري القديم هي الأعياد الملكية والتي من بينها ما يلي:-
العيد الثلاثيني "حب سد"
يطلق على هذا العيد "عيد اليوبيل الذهبي" حيث يتم الاحتفال بانقضاء العام الثلاثين للملك لارتقاء العرش، ويظهر الملك على عرشه في كامل قوته، ويعاد بناء مقاصير اليوبيل في المعابد من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، وتكرر الطقوس مرتين للملك حاكم الجنوب والشمال.
عيد تولي الملك العرش
وقد مكننا حجر بالرمو من التعرف على المراحل الثلاثة التي يمر بها هذا العيد وهي:-
- ظهور ملك الأرضين: وفيها يصعد الملك نحو مبنى مرتفع يضم مقصورتين ظهرا لظهر، وفي كل منها عرش، ويجلس الأمير على كل عرش منهما، حيث يرتدي في المرة الأولى التاج الأحمر ويظهر كملك مصر السفلى.
- اتحاد الشمال والجنوب "سماتاوي": وهو طقس يتم في حضور الملك، ويقوم به الإلهان "حور وست" أو الكهنة الذين يؤدون وظيفة الآلهة، وفيه يتم ربط نباتي الشمال والجنوب حول عمود يرمز للتوحيد.
- الجري حول الحائط: وفيه يسعى الملك حول جدار رمزي يرمز لجدار منف.
عيد وضع حجر الأساس للمعبد وعيد افتتاح المعبد
في هذا العيد يغادر الملك قصره ومعه حملة الأعلام ليذهب إلى مكان المعبد، تساعد الإلهة سشات، ويقوم بوضع أوتاد حدود المعبد، ثم يصل بينهما بالحبال ويبدأ في حفر الأرض ورسم حدود المعبد، ثم يبدأ في صب الرمال وتجهيز أحجار الأساس التي توضع في أركان المعبد الأربعة، وتتخذ أشكال الآلهة الحامية وسبائك الذهب وقطع من الأحجار الكريمة ونصف الكريمة.
وعند انتهاء عمليات البناء يحضر الملك افتتاح المعبد، فيلقي أولا بحبوب البخور حول المعبد وهو يرفع يده اليمنى في حركة طقسية، وأحيانا نرى الملك يضرب باب المعبد بعصاه البيضاء اثنتي عشرة ضربة.
ويعد ازدهار العبادات المحلية من أهم سمات الديانة المصرية القديمة، ويرجع ذلك لتباعد المسافات والذي فرض عزلة على الأماكن المأهولة بالسكان، وقد كانت مصر قديما مقسمة إداريا إلى اثنين وأربعين إقليما، وكان كل إله يرتبط باسم إقليمه الأصلي حيث يوجد مركز عبادته.
وبالرغم من انتهاء حكم الفراعنة ودخول مصر في العهد اليوناني الروماني منذ 332 ق.م، إلا أن الديانة المصرية ظلت محل احترام وتقديس من الأوروبيين، وظلت عبادة الإلهة إيزيس سائدة أوروبا حتى استقرار الديانة المسيحية بها.