قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابوالغيط، في كلمته اليوم الإثنين، أمام الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للحوار السياسى العربى اليابانى بمقر الجامعة العربية اليوم بحضور وزير الخارجية اليابانى " تارو كونو "، اننا "ننظر إلى المواقف اليابانية باعتبارها عامل اتزان في الشئون الدولية".
وأكد أبو الغيط أن العالم العربي واليابان يتطلعان إلى نظام دولي مستقر، ومتوازن، يعكس مبادئ العدالة والسلام والأمن الجماعي، ولاسيما أن المنطقتين، العربية وشرق آسيا، تواجِهان تحدياتٍ ذات طبيعة أمنية خطيرة وضاغطة، مشيرًا إلى أنه ما زالت القضية العادلة لشعب فلسطين سببًا رئيسيًا للتوتر وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط .
وأضاف الأمين العام أنه على الرغم مما يسعى إليه البعض من التذرع بإلحاح المُشكلات الأخرى بهدف ترحيل المسألة الفلسطينية إلى ذيل الأولويات، فإن هذه القضية تظل محل إجماع عربي كامل وصلب، وهي تتربع على قمة أجندة النظام العربي.
وأردف أن "التوترات التي شهدتها مدينة القدس الشرقية في شهر يوليو الماضي - بسبب استفزازات الاحتلال الإسرائيلي في الأساس- تُذكرنا جميعاً بخطورة إهمال هذا النزاع التاريخي من دون تدخل دولي ناجز من أجل حله، وللأسف فإن إسرائيل تُمعن في الاستهانة بالإرادة الدولية الرافضة للإقرار بشرعية الاحتلال أو بقانونية المستوطنات، وها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي يُصرح منذ أيام بأنه لن يسمح باقتلاع مستوطنة واحدة من الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين"
وتابع "الحكومة القائمة في إسرائيل اليوم لا تعترف بحل الدولتين الذي يُمثل الأساس الوحيد المقبول من المجتمع الدولي لحل النزاع، وتقوم بتنفيذ أجندة جماعات الاستيطان وتكتلات اليمين التي تزداد تطرفاً يوماً بعد يوم، ومما يُثير الدهشة والاستنكار، أن تسعى الحكومة الإسرائيلية – التي تتبنى مثل هذه الأجندة المتطرفة- إلى تطبيع وضعيتها الدولية من خلال العمل الحثيث على الفوز بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن الفترة 2019-2020 "
وقال أبو الغيط "الأغرب أن تجد إسرائيل من يناصرها في مسعاها هذا، ويغض الطرف عن انتهاكاتها وإصرارها على إدامة احتلالها للأراضي الفلسطينية".
وأردف "وأقول إن هذا المسعى يُعد سبباً للدهشة والاستنكار لأن إسرائيل نفسها لا تفوّت فرصة إلا وتنال من مصداقية المنظمة الأممية وحيادها ونزاهتها، بل ووصل الأمر إلى حد المطالبة بتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تلعب دوراً حيوياً لا غنى عنه في دعم وإسناد نحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني ".
واختتم أبو الغيط قائلًا: "وبهذه المناسبة، فإننا نطالب اليابان بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما نغتنم هذه الفرصة لكي نعرب عن تقديرنا للدعم الياباني السخي للأونروا، وندعوها للاستمرار في هذا النهج المسئول، خاصة في ظل التحديات المالية المُحدقة بالأونروا والتي تؤثر على أدائها لمهمتها السامية".