في ذكرى تحرير سيناء... بطولات المرأة في الحرب من أجل أراضي الوطن
تحل غدا ذكرى تحرير سيناء، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب أخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 م.
وتم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى في عام 1982 م، واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا أخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989.
وفي ذات السياق، لا يمكن أن نغفل عن دور المرأة المصرية في صناعة النصر لما لها من تاريخ حافل بالنضال، فقد قامت بأدوار بطولية بداية من كونها أم البطل وزوجة الشهيد، وكانت مثال للمرأة المثابرة، بل وإنها غرست الصبر والتحمل في نفوس أولادها لخلق جيل جديد قادر على العطاء ومواجهة التحديات.
كما تواجدت في صفوف الهلال الأحمر، ووزعن أنفسهن على المستشفيات، يتبرعن بدمائهن للمصابين ويشرفن على الطعام المقدم للجنود على الجبهة، كما أن المرأة السيناوية لعبت دورا فعالا أثناء الحرب.
وتستعرض «دار الهلال» عددًا من المناضلات المصريات الذين كان لهن دور بارز في تحرير سيناء ومواجهة الاحتلال الإسلائيلي لتحرير الأراضي المصرية:
الست «فاطوم»
الست "فاطوم" من محافظة السويس، لم تكن تملك أي إمدادات غذائية في ظل القصف والأوضاع الصعبة في مدن القناة خلال فترة حرب الاستنزاف، ولكن هذا لم يثنها عن تقديم يد المعونة إلى رجال المقاومة بالسويس، فقررت ذبح 10 دجاجات لرجال المقاومة المصرية حسبما ذكر الكاتب الصحفي مصطفى عبيد في كتابه "هوامش التاريخ.. حكايات منسية".
و نقلا عن الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، كانت السيدة "فاطوم" تضمد جراح المقاتلين وتنقل الذخائر رغم القصف المستمر والظروف الصعبة في مدن القناة وخلال فترة ما قبل حرب أكتوبر.
السيدة «فلاحة فايد»
السيدة المعروفة باسم "فلاحة فايد" كانت تقيم بمدينة فايد التابعة لمحافظة الإسماعيلية، كما كانت بمثابة جاسوسة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث كلفها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو الاسرائيلي لتختبئ بين الأشجار الكثيفة في منطقتي فايد وسرابيوم ومراقبتهم عن كثب قبل أن يضع خطته للهجوم عليهم.
وروى المشير الراحل "حسين طنطاوي" في كتابه "بطولات حرب أكتوبر" عن هذه السيدة، أنها لم تكفها المخاطرة بروحها، بل أخذت ابنها معها لأماكن تمركز العدو وحملته على كتفها للتمويه، والأغرب أنها قامت بعملية الاستطلاع وطلبت قنابل أو أي سلاح يدمر دبابات العدو.
السيدة «فوزية»
تلقت "فوزية"، وعدد من النساء معها التدريب على يد ضباط من المخابرات وقت الحرب، على نقل الرسائل من الضباط بالقاهرة إلى القيادات في سيناء، وتدريبهن على هذه المهمة ساعدهن على القيام بالمهمة على أكمل وجه، ولم تكن فوزية امرأة وحيدة قررت أن توهب حياتها ووقتها إلى الوطن، بل كانت تترك عائلتها وتذهب إلى القاهرة تحمل الرسائل والمعدات التى يرسلها معها الضباط في القاهرة إلى قيادات سيناء، وكذلك إلى الضباط المتواجدين في سيناء، وهو ما عجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن كشفها في هذا الوقت".
السيدة «فرحانة»، «شيخة المجاهدين»
السيدة "فرحانة" سيدة السيناوية التي لقبت بشيخة المجاهدين في سيناء، لدورها ضد إسرائيل خلال فترة ما بعد نكسة 1967 واحتلال سيناء وحتى تحريرها، وكانت فرحانة من قبيلة الرياشات، ولها 4 أبناء، تعيش في الشيخ زويد بشمال سيناء.
ولكن بعد أن انتقلت للقاهرة بسبب احتلال سيناء من جيش الاحتلال قررت الانتقام من العدو، لتنضم إلى منظمة سيناء العربية التي أنشأتها الحكومة المصرية وقامت بتدريبها العسكري، فكانت تستغل عملها في تجارة القماش وانتقالاتها من وإلى قلب سيناء في زرع القنابل وتفجيرها ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة.
وكانت "فرحانة" تنقل الرسائل والأوامر من قيادات الأمن في القاهرة إلى الضباط وقيادات سيناء، ونقل معلومات حول العدو الإسرائيلي في ذلك الوقت، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التى كان يقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلى من تفتيش إلا أن هذا لم يجعلها تتراجع عن هذا الدور العظيم، والمشاركة في نصر أكتوبر، وتعد هى من أشهر المجاهدات فى سيناء.
كما أنه لم يعرف أحد من أهل المجاهدة "فرحانة" حقيقة ما كانت تقوم به من جهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث صرح نجلها "شوقي سلامة"، في حوار صحفي عام 2011، قائلًا "كنا لا نعرف عنها شيئاً، فكنا نسكن في إمبابة بجوار بعض أفراد أسرتنا برعايتنا ونحن صغار، ويتناوبون على إعداد الطعام لنا ظناً منهم أن أمي تتاجر في القماش في سيناء، لكي تلبي احتياجاتنا بعد أن انفصلت عن والدي وأصبحت هي المسؤولة عنا، ولم نعلم بما كانت تقوم به أمي من عمليات فدائية".
السيدة «سهير»
السيدة "سهير حافظ" أرملة الشهيد النقيب مدحت مكي ، واستشهد "مكي" بعد زواجهما بستة أشهر فقط، ولم تتوقف حياة المرأة التي دفعت ثمن حرية الوطن بدماء زوجها، بل قررت أن تستكمل تعليمها وحصلت على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة، وعملت لفترة كمعلمة، إلا أنها قررت أن يكون عملها بالهلال الأحمر المصري، لكي تكون خير عمل لها خصوصا بعد أن استشهد زوجها في حرب أكتوبر.
السيدة «إصلاح»
الحكيمة "إصلاح محمد" من القاهرة، وكانت ضمن هيئة تمريض مستشفى السويس الأميري، والذين استمروا في العمل مع الأطباء 24 ساعة يوميا أثناء المعارك وما بعدها، تذكر "لم نكن نخشى شيئا، ورغم وجود حوالي 200 سرير في المستشفى يخدمها طاقم من 20 طبيبا و 78 ممرضة فقط ، وفي بعض الأحيان كانت إمدادات الدم تقل فكنا نتبرع بدمائنا للجرحى".
السيدة «فهمية»
تعتبر السيدة "فهيمة" أبرز السيدات السيناويات، وكانت أول امرأة يتم تجنيدها من المخابرات الحربية، لرصد المواقع الإسرائيلية على الضفة الغربية وخط "بارليف"، ومعرفة نوع السلاح وعدد القوات.