رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دنيا "سليمة"!

25-4-2023 | 18:32


د. هبة سعد الدين,

وأخيرًا عاد الطفل لعالم الحواديت فى القرن الحادي والعشرين!! وتجول بين العوالم الأسطورية وشاهد أرض النعام والورود والرمال!!! وانتقل من زمان لآخر بتفاصيل المكان والشخصيات وشاهد موكوس وطمعان وجهلان والعرافة أم العريف وسيدة الأنوف وغيرهم واستمتع بملامحهم وحكاياتهم وضحك معهم !.

استطاع المخرج إسلام خيرى أن يدير عالما بتفاصيله وجاءنا بجداره بدنيا سمير غانم فى ثوب جديد ، وقدم لنا رحلة لعالم افتقدناه منذ غياب المخرج الكبير فهمى عبد الحميد سواء من خلال الفوازير أو الليالى التى كانت تمتد لما بعد الألف بحكاياتها واستعراضاتها وأغانيها،  ها هو كل ذلك يعود من خلال مسلسل "جت سليمة" الذى استعان بالتكنولوجيا والمفاهيم التى تبنى عقل الطفل وتجعله يدرك قيمة الجمال ليبتعد تدريجيا عن التنمر ، وبث من خلال رحلة "سليمة" القيم الجميلة بصورة غير مباشرة.

لقد كان المزج بين الواقع وعوالم الحدوتة متقناً ، صنع خيطا يربط بين شخصية سليمة وتحولها فى سبيل ايجاد شقيقها عمر، لذلك شكلت مع "موكوس" الشهير بمحمد سلام؛ ثنائى استطاع تجاوز بلاد النعام ولقاء الأقزام والتجول بين الورود والانتقال نحو الرمال وفى كل منهم كانت لقاءات وشخصيات استطاعت "سليمة" أن تتعامل معها فتحل جانبا من اللغز وتصنع حالة من الحب والتغيير الذى يجعل الجميع يتجاوز نقاط ضعفه لننتقل خطوة فى طريق الحدوتة؛ بذات البساطة والهدوء الذى تقبلت به حياتها مع زوجة الأب وابنتيها "كيرة والجن" !.

لقد غابت دنيا سمير غانم سنوات كانت مؤلمة، وعادت بقوة من خلال فيلم "تسليم أهالى" وهاهى بعد غياب عن رمضان ثلاث سنوات تعود إلى منطقتها الخاصة التى تتقنها حيث الاستعراض والغناء وأضافت لها سحر الحواديت الذى جاء بأحلى الاستعراضات لتجذب الجميع صوتا وصورة!!.

لقد أدرك فريق العمل أن سحر الحواديت لن يحدث بالمبالغات ، ولذلك اعتمدوا طريق الهدوء والسلاسة فى رسم الشخصيات وضحكاتها وتحولاتها، فالأساطير فى القرن الحادى والعشرين 
لا تحتمل المبالغات أوبطء الإيقاع ، وبرع فريق العمل فى تفاصيل الحكاية والسفر فى الزمن واتساع عوالم الحكايات بالشخصيات ومفردات المكان والزمان ، وتنوع لغز عالم الكتب الذى جاءنا بسر وصل بين زمنين لتتحول حياة "سليمة" نحو الأفضل وكذا الآخرين!.