رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السفيرة "ابنة شيخ الملحنين"

12-9-2017 | 15:39


بقلم : ماجدة محمود

كان بينى وبينها أكثر من موعد للقاء لم يتم أحيانا لانشغالها الدائم بالسفر والاجتماعات وأحيانا أخرى لظروف عملى الذى لا يعطى الفرصة لإنجاز أى مهام أخرى إلا فى ما ندر.

كان لها عندى أمانة أحتفظ بها فى علبة ضمن الأشياء الثمينة التى أعتز بها، وعندما تحادثنا تليفونيا وأخبرتها بوجودها معى طارت من الفرحة, ومرة أخرى لم نستطع رؤية بعضنا البعض, وعندما اضطررنا للقاء عمل حملت معى الأمانة وكم كانت سعادتها بها، فالأمانة التى احتفظت بها لأكثر من عشرين عاما هى أصل صورة زفاف شيخ الملحنين سيد مكاوى من والدة السفيرة إيناس مكاوى, ولأننى وعدته بردها وحالت الظروف دون ذلك لاختفائها بين أوراق عمل ثم تنقلى بين أكثر من مسكن وأخيرا وجدتها فكان لابد من رد الأمانة لأصحابها.

لقائى بالصديقة إيناس مكاوى أعاد ذكريات عزيزة إلى نفسى ولما لا وهى ابنة الرائع سيد مكاوى الذى تعلمت منه أنه لا مستحيل مع وجود الإرادة والتحدى, إضافة إلى نشأتها فى بيت اختلط فيه الفن بالسياسية, فالأب كان مناضلا من الطراز الأول وفنه يشهد له بذلك، ولهذا عملت أولا بمجال الإعلام, ثم انطلقت إلى عالم الدبلوماسية الذى حققت فيه الكثير من الإنجازات هى محور حديثى عنها خاصة وهى تستعد الآن لتبوء منصب جديد "رئيسة الدبلوماسيين بالخارج" وتحديدا الهند, البلد الذى يتمتع بقدر كبير من التقدم عكس الفكرة المتوارثة عنه من أنه بلد الأفيال وأميتاب باتشان.

السفيرة إيناس مكاوى بدأت بعد ثورة يناير بتأسيس حركة «بهية يا مصر», وهى حركة شعبية تتوحد فيها أصوات النساء لتحقيق مطلب جماعى, وانطلاقها جاء تزامنا مع مذبحة بورسعيد تضامنا مع أمهات الشهداء، ثم مع عملها مديرة لجنة الأسرة والطفولة بالجامعة العربية أطلقت شبكة "خديجة" للتمكين الاقتصادي للمرأة كأول مبادرة عربية تستهدف تعزيز تمكين المرأة في المنطقة، خاصة بالمناطق المهمشة ومناطق اللجوء والنزوح من خلال توفير بيئة عمل أكثر أمانا للنساء، وضمان تكافؤ الفرص فيما يتعلق بوصولهن إلى المناصب القيادية ومواقع صنع القرار.

أيضا إعلان المرأة العربية 2015 المعني بمساواة المرأة وتمكينها، والعمل على ضمان تنفيذ سياسات العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر والتغطية الصحية، وتطوير ودعم آليات المشاركة السياسية من خلال ضمان وجود مظلة دستورية وطنية لعدم التمييز ضد النساء وتطوير التشريعات, واقتصاديا النص على الحق فى العمل بشروط العدالة والإنصاف والأجر المتساوى والاعتراف بأعمال الرعاية غير المدفوعة، ومناهضة العنف ضد المرأة بتعديل التشريعات والقوانين الخاصة بجرائم الشرف بما لا يسمح بالإفلات من العقاب, وقد شاهدنا بالفعل فى مصر صدور أول حكم قضائى ضد متحرش, ما يؤكد أن الإعلان حقق أهدافه أو على الأقل الكثير منه,ا أيضا طالب الإعلان بدعم صلاحيات الآليات والمجالس الوطنية المعنية بالمرأة ومنها فى مصر المجلس القومى للمرأة والذى وضع استراتيجية 2030.

ولم يكن عمل السفيرة إيناس فى الجامعة العربية ومن منطلق مسئوليتها يهدف إلى دعم قضايا المرأة فقط, بل كان من بين أولوياتها تحقيق الأمان للطفل العربى, ولهذا نرى إنجازاتها فى هذا المجال كثيرة ومتعددة, منها على سبيل المثال لا الحصر إطلاق مشروع يعمل على الحد من استهلاك ونشر التوعية بالألعاب الإلكترونية للأطفال التي تنطق بالعربية وتحض على العنف وتصل بالأطفال إلى الانتحار، وجميعنا يعلم مدى خطورة هذه النوعية من البرامج على تغييب فكر الصغار والتأثير على هويتهم، وعام 2015 إعلان الشارقة لحماية الأطفال وأول مؤتمر كان خاص بالأوراق الثبوتية وشهادات الميلاد، أيضا توفير التعليم المتنقل فى ظل أوضاع اللجوء، إذن هى تعمل من أجل المرأة والطفل أى من أجل تدعيم أواصر المجتمع .

وأتذكر جملة مهمة قالتها فى أحد أحاديثها الصحفية حين سُألت ماذا ينقص المرأة؟ وكانت إجابتها، ينقصها رسالة مهمة وهى ألا يتكلم عنها إلا من هم مؤمنون بأن المرأة في البيت والبادية، المرأة في المصنع ووسائل المواصلات تؤدى أدوارا كبرى وأنهم يعبرون عن هذه المرأة.