كتب ـ هيثم هلال
أمطر فريق بايرن ميونيخ الألمانى شباك ضيفه القادم من عاصمة الضباب أرسنال بخماسية قاسية مقابل هدف وحيد، فى المباراة التى جرت بينهما مساء الأربعاء، على ملعب إليانز أرينا، فى ذهاب الدور ثمن النهائى لبطولة دورى أبطال أوروبا.
نجح الفريق البافارى فى التقدم مبكرا عن طريق الهولندى أريين روبين على طريقته الخاصة بيسارية لا ترد بعد 11 دقيقة من انطلاق المباراة، إلا أن الصيف اللندنى نجح فى التماسك أمام موجات الهجوم الألمانية المتتالية، ليرد بهدف التعديل فى الدقيقة 30 عبر الجناح التشيلى أليكس سانشيز من ركلة جزاء عجز عن ترجمتها فى شباك نوير قبل أن ترتد إليه ليودعها الشباك.
وفك أبناء الإيطالى كارلو أنشيلوتى الارتباط فى الشوط الثانى بسيطرة مطلقة فى 10 دقائق مجنونة، وهجوم كاسح، فمنح البولندى ليفاندوفيسكى البايرن التقدم، فى الدقيقة 53، قبل أن يتألق متوسط الميدان الإسبانى تياجو ألكانتارا بهدفين متتاليين لأصحاب الأرض فى الدقيقتين 56، 63، قبل أن يؤمن البديل توماس موللر فوزا تاريخيا بهدف خامس فى الدقيقة 88 قبل موقعة الإياب.
ورسخ البايرن العقدة أمام المدفعجية فى دورى الأبطال، ليضع قدما فى ربع نهائى البطولة الأغلى فى القارة العجوز، قبل الانتقال إلى العاصمة لندن لخوض مباراة الإياب على ملعب الإمارات يوم 7 من الشهر المقبل.
مالت الكفة فى شوط المباراة الأول لصالح أصحاب الأرض وسط محاولات متتالية لحسم المباراة مبكرا، وحرمان الضيوف من الدخول فى أجواء اللقاء، مستفيدا من الشحن الجماهيرى، الذى عبأ جنبات ملعب إليانز أرينا، وتوالت الهجمات عبر الثالوث المرعب ليفا وروبين وكوستا ومن الخلف تشابى وفيدال وألكانترا، حتى نجح فى التقدم بعد 11 دقيقة، فى نسخة كربونية من أهداف الهولندى الطائر.
وظهر الجانرز على استحياء فى مناطق خطورة أصحاب الأرض، محاولا استغلال سرعات الجناحين والكوت وسانشيز وتمريرات أوزيل، لخلخلة دفاعات البافاريين وفك طلاسم جدار برلين بقيادة مات هوملز، إلا أن الضغط البافارى المحكم حال دون السماح للضيوف بالوصول إلى شباك نوير.
ومن متابعة ركلة جزاء نجح الأرسنال من معادلة النتيجة بهدف حمل توقيع الجناح التشيلى فى الدقيقة 30 ليعيد الفريق اللندنى إلى المباراة، ويمنح المدرب أرسين فينجر فرصة للابتسام، والعودة إلى غرف الملابس بقليل من الهدوء الحذر.
وفى الشوط الثانى انقلب الحال رأسا على عقب وبدا الجانرز مفككا تماما ومستسلما أمام تسونامى البايرن الكاسح، وكأن خروج كوسيلنى بداعى الإصابة قد فتح الباب أمام شباك فريقه على مصراعيه للتسجيل نتيجة تاريخية.
ولم تكد تمر 8 دقائق من الشوط الثانى حتى منح ليفاندوفيسكى فريق البايرن هدف التقدم فى الدقيقة 53، ليقص شريط مهرجان الأهداف أمام زملائه، فوسع ألكانتارا الفارق إلى ثلاثية بعد 5 دقائق أخرى، قبل أن يوقع بنفسه على الرباعية فى الدقيقة 63، ويسجل أول ثنائية فى دورى الأبطال فى مسيرته.
وتواصل الهجوم الكاسح لأصحاب الأرض والتى وقف معها المدرب فينجر فى حالة ذهول غير مصدق ما يجري، فى مقابل محاولات أنشيلوتى لاستغلال المشهد على أحسن ما يكون وحسم الأمور من الدور الأول، فأشرك المخضرم توماس مولر فى المنحنى الأخير للمباراة والذى لم يخب ظن مدربه الإيطالى، وأكمل الكرنفال بهدف خامس قبل النهاية بدقيقتين، مستفيدا من تمريرة نجم المباراة ألكانتارا.
ووضح البايرن قدما فى المحطة المقبلة للبطولة، بفوز خماسى مذل على رفاق أوزيل فى سيناريو مكرر لما جرى الموسم المنصرم، قبل موقعة الإياب فى لندن فى 7 من الشهر المقبل، والتى يحتاج خلالها أرسنال معجزة تتمثل فى الفوز بخماسية نظيفة.