رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المحليات ضد الرئيس

14-1-2017 | 23:18


المحليات ضد الرئيس السيسى وتستنزف شعبيته.. هذا الكلام ليس اتهام جزافى أو " طق حنك " بل حقيقة موثقة بالأرقام فى استطلاع مركز بصيرة الأخير حول أداء المحافظين، فلنتائج كشفت أن الموافقة على أداء الرئيس وصلت إلى 90 فى المائة بينما الموافقة على أداء رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب بلغت 70 فى المائة ثم تراجع معدل الموافقة على أداء المحافظ إلى 52 فى المائة، وواصل المؤشر انخفاضه مع رئيس الحى أو الوحدة المحلية عند 44 فى المائة، يعنى بصريح العبارة رضاء المواطنين عن أداء النظام الحاكم ينخفض بشدة كلما نزلنا درجة فى سلم المسئولية، وبالطبع الهبوط يكون أسوأ عند مدخل المحليات .

من الأخر وبلا مواربة الناس لا تشعر بأى تحسن فى الشارع، لا خدمات مقبولة، ولا مرافق تؤدى دورها، والعشوائية تحكم مجريات الأمور، والرشاوى على عينك يا تاجر فى كل المصالح الحكومية إلا ما رحم ربى، القمامة تزكم الأنوف فى مكان، فى الميادين الرئيسية قبل الداخلية، موظفو الأحياء كانوا قبل ثورة يناير يجوبون الشوارع والحارات لضبط التجاوزات حتى فى القرى والنجوع، يطاردون أكوام السباخ، ويغرمون الفلاحين الغلابة رغم أنها من أهم مستلزمات الزراعة، والغرامات سواء رسمية أو من تحت الترابيزة كانت بتوجع لكن على مدى السنوات الأربعة الأخيرة تحول الأمر إلى سداح مداح، مخالفات البناء لا تتوقف فى الريف والحضر على السواء، الطرق تحولت لجراجات خاصة تباع بالمتر لأصحاب السيارات، والصرف الصحى فى كل مكان بينما مياه الشرب تنقطع بالساعات، ولا حس ولا خبر لمسئولى الأحياء، بينما الرئيس يدفع الثمن من شعبيته.

الغريب أن هذه المشكلات لم تتغير قيد أنملة بعد حركة المحافظين الأخيرة، كنا نتوهم أن الشخصيات التى عكف محلب على اختيارها بالتنسيق مع مؤسسة الرئاسة لقرابة عام كامل ستضع نهاية للفساد والإهمال فى المحليات، سيكون المحافظ كرباج يلوح فى الأفق لرؤساء الاحياء ليكونوا سيوفا مسلطة على المقصرين من مديرى الإدارات وووكلاء المدريات ورؤساء الوحدات المحلية بكافة المحافظات ليجوبوا كل الأنحاء كعب داير، ومغادرة المكاتب المكيفة من أجل اصلاح المنظومة التى يعلم القاصى والدانى أنها ماركة مسجلة فى الفشل لكن للأسف خاب الظن، وطلع نقبنا على شونا، ومن المؤكد أن الرئيس يتحمل هذا التقصير لا محالة فهو مسئول سياسيا عن كل الأخطاء، الناس لا تثق إلا به، ولن يطول التماس الأعذار له، والوقت ليس فى صالحه هكذا تقول نتائج الإستطلاع وليس العبد الفقير إلى الله.

بالمناسبة أين وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب هل مازال وزيرا أم خرج فى التعديل الوزارى السابق، الرجل لا يشعر به أحد، يدخل فى فترات طويلة من البيات الشتوى حتى فى عز الحر، محلب يتنقل بين المحافظات جنوبا وشمالا، غربا وشرقا بينما لبيب لا حس ولا خبر لعلى المانع خير، سمع الناس عن صولاته وجولاته فى محافظة قنا، كان حاسما وصاحب قرار لكن منذ تولى الوزارة لا أسكت الله له حسا، وكأن المحليات خارج نطاق اهتمامه، لو كان الرجل يعمل فى الخفاء، ويفاجئ المحافظين ورؤساء الأحياء بجولاته الميداينة لتغيرت الصورة بمعدلات مرضية جماهيريا خلال العام الأول للرئيس، وفى الوقت نفسه مطلوب من السيسى الضرب بيد من حديد على مافيا المحليات من أكبر مسئول حتى أقل موظف بتفعيل المحاسبة بلا هوادة.

 بصراحة تبقى كارثة لو استمر أداء المحليات على نفس المنوال فى العام الثانى للسيسى، سيضربون جهوده وشعبيته فى الصميم، ولابد من علاج أمراضها وعللها لأنها أصل الداء فى مشكلات مصر، ولم يعد أمامنا المزيد من الوقت لإهداره فى دواوين وضروب الروتين والبيروقراطية، وبالطبع هذا ليس من أجل الرئيس بل الوطن، البلد لا يتحمل الدخول فى انتفاضة من الغضب جديدة لن تبقى ولا تذر فى وجهها أخضرا ولا يابس، أفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الآوان.

كتب : عبد اللطيف حامد