رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
فليكن هجرك جميلا
وفاء أنور
رأيتهم حين أصدروا قرارهم المفاجئ بالرحيل دون إبداء الأسباب ، تقدمك المستمر بات يؤلمهم ، يدمرهم ، مدينتك الفاضلة التي شيدتها وأقمت بها لم تعد تتسع لهم ، تأبى أن تضمهم ، ترفض احتواءهم ، أراهم قد استكثروا عليك الخير ، وقضوا بأنفسهم على مكانتهم ، لقد وجدت طريقك بمفردك وهذا لم يرض أبدًا غرورهم ، نجاحك جاء في مكان وزمان لايخضع لسلطتهم وهذا بالطبع قد أزعجهم ، خطة عبورك التي قمت بتنفيذها بنجاح أرقتهم ، عذبتهم ، كادت أن تذهب بعقولهم .
لا تترك نفسك فريسة للتفكير في هؤلاء الذين استكثروا الخير عليك ، كن قويًا وامنح الفرصة لنفسك أن تعتزل مايؤذيها ، أبسط حقوق نفسك عليك أن تجنبها الألم ، تعفيها من تحمل المزيد من صفعات الغدر التي تخفيها أيديهم ، تجنب البقاء مع من لا يملكون لمحة من صفاتك ، الذين يقرأونك على غير حقيقتك ، إياك أن تحزن عليهم ، إياك والندم فأنت لم تكن منذ البداية تشبههم ، كن سعيدًا بما اتخذوه من قرارات ، توجه بالشكر لله على جديتهم في اتخاذ قرار هجرتهم ، قل مرحبًا برحيلهم ، بزوالهم ، بغروب شمسك عن أرضهم ، انزع عنهم غطاء محبتك الذي كان أشبه بسماء تحميهم وتظلهم .
قم بإفساح الطريق لهم ، لا تحملهم عناء ذكر الأسباب لك ، عاونهم في جمع أمتعتهم واحملها عنهم ، رافقهم إلى حيث أرادوا الذهاب ، ثم ضع بيديك خط نهايتهم ، عد من بعد فراقهم أميرًا لتحكم مملكتك البعيدة عنهم ، لم تكن ملزمًا أبدًا بتقديم المزيد من التفسيرات لهم ، فذنوبك لم ترتكب ، وأقوالك لم تخرج في الأساس من فمك ، أفعالك لم تخطط أو تنفذ ، تلقائيتك كانت هى كل جريمتك ، عاملتهم بنقاء قلبك فنصبوا لك على الفور محكمتهم .
في جميع الأحوال ستصبح الشرير الأوحد في روايتهم ، أنت من خدعتهم ، من حاك لهم ثياب الحقيقة كي تكشف مابداخلهم ، أنت من تخليت عنهم ، أنت من صعدت لتأخذ مكانهم ، أنت من تنعمت بمكتسباتهم ، لن تنجيك من مصائد كيدهم أية كلمات ، فاصمت واعلم إن صمتك قاتلهم ، اترك لربك مصيرك كله ، ولاتحزن حينما يهجرك العباد فرب العباد ناصرك بإذنه عليهم ، هو من علم بسرهم وجهرهم ، غادرهم طوعًا ، واهجرهم هجرًا جميلًا يليق بك ، فلا خير لك الآن فيهم ، ولا أمان لك في قربهم .