رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في يومه الدولي.. تعرف على تاريخ «الطب البيطري» في مصر

28-4-2023 | 20:00


اليوم العالمي للطب البيطري

بسمة أبوبكر

يحتفل العالم، غداً، باليوم العالمي للطب البيطري، ويعتبر هذا الطب فرع من فروع العلوم الطبية التي تعنى بالوقاية والعلاج أو تخفيف الألم من أمراض وإصابات الحيوانات خاصة الأليفة منها، ويشمل علم التشريح المجهري والتشريح والكيمياء الحيوية وعلم الأنسجة والوراثة وعلم الجراثيم وعلم الطفيليات وعلم الأمراض وعلم العقاقير وعلم وظائف الأعضاء (فسيولوجي) والطب الباطني والجراحة والطب الشرعي والسموم وعلم الأمراض المشتركة وعلم الأمراض المعدية والوبائية وعلم أمراض الدواجن وغيرها من العلوم الطبية في الحيوان.

كما يساعد الأطباء البيطريين على حماية الإنسان من أكثر من 100 مرض حيواني التي يمكن انتقالها إلى الإنسان، وأكثر من نسبة 60% من الأطباء البيطريين يعالج الحيوانات، ولكن في السنوات الأخيرة وحيث توجد المناطق المكتظة بالسكان يقتصر نشاط العديد من البيطريين على علاج الحيوانات الأليفة، والبعض منهم أخذ يتخصص في علاج بعض الحيوانات مثل الخيول والماشية والطيور الداجنة وحيوانات الحدائق. والبعض يعنى بالمشاكل الطبية الخاصة بالحيوان مثل أخصائيي العيون والأمراض الجلدية والأشعة والأمراض.
وهناك عدد منهم متخصص في التدريس وإجراء الأبحاث حيث يقومون بتصنيع الدواء للإنسان والحيوان، كما أن عدد قليل من الأطباء البيطريين يعملون كمديرين لمزارع تسمين البقر ومعامل منتجات الألبان الكبيرة والعديد من مزارع الدواجن التي يزيد عددها بصفة مستمرة.

وتعود بداية الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 2000 حين قرر الاتحاد العالمي للطب البيطري في بلجيكا تخصيص يوم السبت الأخير من شهر أبريل من كل عام يوماً عالمياً للطبيب البيطري.

ويهدف إلى التوعية بدور الطبيب البيطري في المجتمع والحفاظ على صحة الحيوان والإنسان.
- الطب البيطري في العصور القديمة- 

يبدأ تاريخ الطب البيطري منذ قديم الأزل؛ إذ ارتبط التعاون بين الإنسان والحيوان ونهر النيل والأرض؛ للمساهمة في سير عملية الإنتاج والنهوض بها، فكان للماشية دورًا كبيرًا في عمليات الري ونقل المحاصيل الزراعية وجر المدافع.

وتُشير أوراق البردي التي اكتشفها العالم الأثري فلندس بترس إلى أن تاريخ الطب البيطري في مصر يرجع إلى عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد. 

وعرف القدماء المصريون، مهنة الطب البيطري، وبرعوا فيها قبل 3 آلاف سنة، لما كانت للحيوانات في حياتهم من مكانة كبيرة، سواء باعتبارها مصدرًا للخير والغذاء، أو مقدسة، حتى أنهم اتخذوا منها رموزًا للآلهة، وحرصوا على تحنيطها كما الملوك والقادة.

ورصد المهتمون بالآثار وعلوم المصريات في كتبهم، نحو 14 حيوانًا قدسها الفراعنة، ورمزوا بها إلى الآله، منها العجل المقدس آبيس، والألهة حتحور التي كانت تحمل رأس بقرة، وحورس رأس الصقر، البقرة التي رمزت للإلهه حتحور، والآلهة باستت على شكل القطة.

وبالاطلاع على تاريخ المصريين القدماء، ومشاهدة نقوشهم على الجدران والأعمدة، أو حتى البرديات، لا تخطئ العين اهتمامهم البالغ بالحيوانات، التي اهتموا بتربيتها وعلاج أمراضها.

حيث اهتم الفنان المصري خلال العصور القديمة بتصوير الحيوانات المختلفة سواء الأليفة منها أو المفترسة، حيث كانت تشكل هذه الحيوانات جزءا آساسيا من حياته اليومية، كما ارتبطت بعض هذه الكائنات بمعتقدات دينية وأساطير، حيث مثلت رموز تعبر عن مفاهيم الخير والشر التي استطاع الفنان أن يستنبطها من سلوك هذه الحيوانات، ويعرض المتحف القومي للحضارة المصرية مجموعة من المقتنيات التي صور عليها حيوانات متنوعة سواء نحتا أو نقشا أو نسجا، وذلك خلال العصور المختلفة منذ فترة ماقبل التاريخ مرورا بالأسرات المصرية القديمة، وأيضا ما تم تمثيله في كل من الفن القبطي والفن الإسلامي. 

- الطب البيطري في العصور الوسطى -

عندما تعرضت الثروة الحيوانية للأوبئة من حين لآخر، ولم تأتي الإجراءات الوقائية بنتائج مرضية، أدرك محمد علي باشا خطورة هذا الأمر، وأراد كبح جماح هذه الأمراض والأوبئة الفتاكة؛ فقرر إدخال الخدمات البيطرية إلى مصر؛ للحفاظ على الثروة الحيوانية، وعلاج ضعف وسوء تغذية الماشية.

حيث أُنشأت أول مدرسة للطب البيطري في رشيد في عام 1827، واستعان محمد علي بطبيبين بيطريين فرنسيين، وعهد إليهما تدريب 10 من أبناء مصر في رشيد.

وانتقلت المدرسة في عام 1831م إلى أبي زعبل؛ بناءًا على الاقتراحات المطروحة، والتي ناشدت بضرورة دمجها مع الطب البشري؛ نظرًا لتشابه المواد العلمية في كلتا المدرستين؛ فنُقلت ولكن كانت مستقلة عن الطب البشري.

ثم نُقلت المدرسة مرةً أخرى في عام 1838م إلى اسطبلات شبرا؛ للعناية بحيوانات هذه الإسطبلات بعد أن ساءت حالتها الصحية.

واحتوت المدرسة على عدد 120 طالبًا، على أن يكونوا حاصلين على شهادة إتمام الثانوية أو يكونوا من خريجي مدرسة الألسن ، وكانت الدراسة لمدة خمس سنوات باللغة الفرنسية مع وجود مترجم إلى اللغة العربية. 

وقسمت الحكومة الخدمات البيطرية إلى قسمين، أحدهما يتولى الإشراف على الصحة العامة ومقاومة الأوبئة، ويتبع هذا القسم وزارة الزراعة، وأوكلت إلى القسم الثاني مراقبة خيول الشرطة وحيوانات البلدية، وتقديم الرعاية الصحية لهم، والكشف على اللحوم في المجاز، وكان هذا القسم تابعًا لمصلحة الصحة بوزارة الداخلية.

واعتبرت مدرسة الطب البيطري كلية قائمة بذاتها، واُنتقلت تبعيتها إلى الجامعة المصرية في مايو 1946م، وأُطلق عليها اسم مدرسة الطب البيطري العليا.

وأُعيد تنظيم الجامعة المصرية من جديد، وأطلق على مدرسة الطب البيطري العليا اسم كلية الطب البيطري.

ومن ثمَّ أدركت الحكومات المصرية أهمية الطب البيطري في إدارة الثروة الحيوانية، والنهوض بالعجلة الإنتاجية؛ فأنشئت عدة كليات للطب البيطري في مختلف المحافظات مثل: أسيوط، وبني سويف، والزقازيق، والاسماعيلية.

- إسهامات الطب البيطري في الخدمات الطبية -

أسهم الطب البيطري في تقديم العديد من الخدمات الطبية، كتطوير علم الصيدلة وتحضير اللقاحات والأمصال، ويُعد أيضًا خط الدفاع الأول ضد الأوبئة المشتركة بين الإنسان والحيوان، ومن أهم تلك الاسهامات:

-عزل الفيروسات الورمية، وأنواع أخرى من البروسيلا.

-‏أسهم في التعرف على العامل المسبب لمرض التسمم السجقي (Botulism).

-‏التوصل إلى مضاد التخثر المستخدم في علاج أمراض القلب والشرايين.

-‏لعب دورًا كبيرًا في تحضير اختبارات الأدوية؛ إذ يستعين العلماء ببعض الحيوانات؛ لإجراء التجارب والاختبارات المعملية لتحضير وتطوير الأدوية

- تحضير وإنتاج الأنواع الجديدة من المضادات الحيوية.

- الاستعانة بهرمونات بعض الحيوانات؛ للحصول على الهرمونات المستخدمة في علاج بعض الأمراض، مثل: هرمون الأنسولين، وهرمون مصل دم الفرس.

- ‏أسهم في تحضير معظم اللقاحات البيطرية والبشرية.

- ‏تحضير المضادات الجرثومية والفيروسية.