في يومه العالمي .. كيف ارتبط «الرقص» بالثقافات المختلفة؟
يحل اليوم، اليوم العالمي للرقص، الذي يتم الاحتفال به في 29 أبريل من كل عام؛ ليسلط الضوء على زيادة الوعي بأهمية الرقص لدى الرأي العام، إضافة إلى إقناع الحكومات في شتى أنحاء العالم بتوفير أمكنة مناسبة للرقص ضمن كل مراحل التعليم.
ويعد الرقص ثقافة وفن وتعبير عن انسجام وحالة تربط المشاعر والجسد بالكون في منظومة ونوتة موسيقية يجهل أسرارها الكثيرون، فهو ليس وليداً عصرياً بل وجد بوجود الإنسان الأول وتطور بتطور الحضارات.
كيف ارتبط الرقص بالثقافات المختلفة
واختلفت مهام الرقص وأداءه حسب اختلاف أنماط الحياة وأساليبها ومتطلباتها، فعبر التاريخ ارتبطت الرقصات بالعقائد البدائية والمعتقدات والطقوس الوثنية كالهنود الحمر والمصريين القدامى ورقصات شكر الآلهة وطرد الأرواح الشريرة والرقص الجنائزي الذي تقوم به الراقصات أمام مائدة القرابين، أو في الطريق إلى المقبرة، لتسلية روح المتوفي.
وتعبر أنماط آخرى للرقص عن حاجات ومتطلبات حياتية وإنسانية كسكان أفريقيا مثلاً لايزال منهم من يقوم برقصات لجلب المطر أو لطلب المساعدة في الحفاظ على المنطقة أو القبيلة من شر يحدق بها، فعلى سبيل المثال رقصة «الدحة» المشهورة في شمال الجزيرة العربية، والتي ترجع لتاريخ طويل مرتبط بحياة البادية والصحراء، حيث كانت من أهم رقصات الحرب التي تهدف إلى بث الرعب في قلوب الأعداء بإطلاق أصوات وأهازيج تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال أو عواء الذئاب؛ لتتحول في العصر الحاضر لرقصات خاصة بمناسبات الاحتفال بالنصر بعد المعارك والأعراس مضاف إليها أبيات شعرية تسمى «المصنّع».
وأخذ الرقص يتطور بتطور ثقافات الشعوب، إذ ظهر الرقص في العصور الوسطى كنشاط اجتماعي وطريقة للترفيه، فكان الرقص الهادئ مقصوراً على طبقة المثقفين وبلاط الملوك خاصة والرقص والايقاع السريع مقصوراً على الريفيين والطبقة العاملة، ثم انتشر الباليه في القرن الـ16 في أوروبا.
وظهر بعد ذلك الرقص الزوجي مثل رقصة التانجو والسالسا وغيرها الكثير من الأنواع في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت رقصات كالفوكس تروت والشارلستون والروك آند رول والتويست.
ويوجد أيضًا الرقص الفردي كالرقص الشرقي الذي امتد تاريخه من تركيا ومصر إلى العالم أجمع، ورقص الفاندانجو الإسباني.