رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


البنتاجون يعرب عن قلقه حيال إمكانية تدهور قدرات الدفاع الجوي الأوكراني

29-4-2023 | 16:38


البنتاجون

كشفت مجلة "ميليتري ووتش" الأميركية النقاب عن تصاعد مشاعر القلق بين قيادات وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) حيال احتمالات نفاد قدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية وشبكات إطلاق صواريخ أرض جو، التي لعبت دورا محوريا في مسرح العمليات أثناء الحرب الدائرة مع روسيا، مبينة أن قدرات الدفاع الجوي لكييف يرجح نضوبها وانحسارها بحلول يونيو المقبل، وهو ما يفتح الباب أمام هيمنة سلاح الطيران الروسي على الأجواء الأوكرانية بشكل شبه كامل بعد مضي عام على اندلاع الحرب.

وقالت مجلة "ميليتري ووتش" الأميركية المتخصصة في الشأن الدفاعي والتسلح إنه في الوقت الذي نجحت فيه قوات الدفاع الجوي الأوكراني في التصدي لهجمات سلاح الجو الروسي ومنعه من الهيمنة بصورة رئيسية على مجريات الحرب، فقد أظهرت وثائق مسربة أن نفاد تسليحات الدفاعات الجوية وانحسار قدراتها قد تسمح لروسيا بتصعيد هجماتها الجوية باستخدام المقاتلات الهجومية المجنحة للقيام بغارات في عمق المجال الجوي الأوكراني.

وتكهن مسؤولو البنتاجون بأن قدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية المخصصة لحماية القوات المتمركزة في الخطوط الأمامية لجبهات القتال سوف "تتراجع بشكل كامل" بحلول 23 مايو المقبل، وهو ما سيسمح، حسب الوثائق، للقوات الجوية الروسية بأن تلعب دورا بارزا في ساحات القتال لدعم قواتها البرية، ومن المحتمل أن يساعد ذلك الجيش الروسي والقوات شبه العسكرية الموالية لموسكو، في تحقيق تطورات رئيسية في أرض المعارك.

وأوضحت الدورية الأمركيية أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تتألف بصفة أساسية من نوعيات من منظومات S-300 وBuk، الموروثة من حقبة الاتحاد السوفييتي، وهو ما هيأ للدولة أن تضم أكبر شبكة دفاع جوي لصواريخ أرض جو في عموم أوروبا، نظراً لأن أوكرانيا كانت تحتضن أعدادا كبيرة من القوات السوفييتية وترسانات الأسلحة على أراضيها.

ورغم أن تصنيعها يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، فإن تلك المنظومات الدفاعية كانت سابقة لأوانها في تلك الفترة، وبرهنت حاليا على فعاليتها وقدرتها على التصدي لسلاح الجو الروسي والحيلولة دون تحقيقه الهيمنة الجوية. كما أن محدودية استثمار روسيا في تطوير قدرات جوية متطورة لتحييد الدفاعات الجوية وتدميرها شكلت عنصرا مهما في تلك المعادلة.

وفي الوقت الذي خرجت تلك التقارير حول احتمال أن تصل شبكة الدفاعات الجوية الأوكرانية إلى حالة الانهاك والانهيار، شرعت الولايات المتحدة في دراسة بدائل أخرى للرد على حدوث هزيمة كبرى للدفاعات الجوية، وحسبما أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية فإن البنتاجون يدرس خطة لسحب قوات أميركية ودعم فني من البلاد في تلك الحالة.

وبخلاف تصعيد الهجمات الجوية الروسية على القوات الأوكرانية في الخطوط الأمامية لجبهات القتال، فإن تدهور الدفاعات الجوية وشبكة الصواريخ أرض - جو قد يتسبب أيضا في أن يتوسع سلاح الطيران الروسي في ضرباته بالتركيز على تدمير شبكات الدفاعات الجوية التي تحيط بالمدن الأوكرانية الرئيسية.

وحال حدوث ذلك، حسبما ترى "ميليتري ووتش"، فإنه يحمل في طياته تأثيرا مهما على وتيرة الحرب، في ظل وجود تحذيرات بأن تدمير البنية التحتية الرئيسية الحيوية في المدن الكبرى قد يجعل التجمعات السكانية الكبرى مناطق غير قابلة للحياة وطاردة للسكان.

ورغم تحرك البلدان الغربية على وجه السرعة لتزويد كييف بقدرات دفاع جوي، إذ تشير التقارير إلى وصول أولى بطاريات صواريخ "باتريوت" من هولندا إلى أوكرانيا في 18 أبريل، فإن تلك الصواريخ الغربية لا زالت قليلة العدد إذا ما قورنت ببطاريات صواريخ S-300 وBuk، وعزت المجلة ذلك إلى أن حلف "الناتو" في الأساس لديه اعتماد أقل على قدرات الدفاع الجوي مقارنة بالاتحاد السوفييتي سابقا أو روسيا في الوقت الراهن.

كما أن بطاريات صواريخ باتريوت تفتقر أيضا إلى المرونة في الحركة حتى إذا ما قورنت بالمنظومات السوفييتية الأقدم، وهو ما يجعلها أكثر عرضة للضربات من سلاح الجو الروسي، كما أنها لا تتناسب بشكل كبير مع مهام حماية مواقع القوات في الخطوط الأمامية على جبهات القتال، بما يعني أنه من المرجح الاحتفاظ بها للدفاع عن المدن الكبرى ومستودعات الأسلحة والجيش الأوكراني في الخطوط الخلفية.

وتنتقل المجلة إلى جزئية أخرى، تتعلق بطول فترة تدريب طواقم القوات الأوكرانية على منظومات غربية مثل بطارية باتريوت، وهو ما يشير إلى توقع أن يتولى عناصر ومتعاقدون غربيون العمل عليها واستخدامها حتى عام 2024 على الأقل. وتشير إلى أن العديد من الدوائر الاستراتيجية رأت في تأكيد إدارة بايدن لروسيا عدم مشاركة عناصر من الجيش الأميركي في تشغيل تلك المنظومات، بأنه بمثابة ضوء أخضر يسمح لروسيا بتوجيه ضربات لقصف تلك البطاريات.