قال الدكتور أيمن سمير، الخبير والباحث في العلاقات الدولية، إن زيارة رئيس الوزراء الياباني «فوميو كيشيدا»، تؤكد العلاقة القديمة والمتجذرة بين البلدين، بعد زيارة الوفد الياباني لمصر أول مرة منذ أكثر من 170 عامًا؛ لدراسة التجربة التعليمية المتميزة في مصر آنذاك، وانبهر بما رآه من نمط تعليمي استثنائي، بخلاف العمارة والإسكان.

تطور جديد في العلاقة بعد تهنئة اليابان لمصر في 30 يونيو

وأوضح في تصريحاته لـ«بوابة دار الهلال» أن هذه الزيارة جاءت لتعميق العلاقة بين البلدين، وهي في تطور كبير منذ تهنئة اليابان لمصر بنجاح ثورة 30 يونيو وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، معتبرًا أن علاقة الدولتين شهدت فصلا جديدًا بعد هذه التهنئة.

وأضاف «سمير» أن هذه زيارة رئيس وزراء اليابان المبكرة لمصر قبل جولته المنتظرة تؤكد رؤية اليابان دولة وشعبًا ونظرتها الإيجابية لمصر وشعبها، وهي زيارة تقدم صورة واضحة عن المبادئ والفلسفة والتعاون المشترك بين البلدين.

اتفاق البلدان على الحلول السلمية

وأشار إلى اتفاق البلدين على إيمانهما بالحلول السياسية والسلمية لأي خلافات أو قضايا دولية تطرأ على الخريطة العالمية أو الإقليمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام حق كل شعب في تحديد مصيره، وحق الدول في سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.

وأكد على أن اليابان ومصر يشتركان في الموقف؛ إذ أنهما ضد الأسئلة النووية، ودائمًا ما أشادت اليابان بدعوة مصر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، مضيفًا أن اليابان تنظر لمصر طوال الوقت باعتبارها قوة السلام والاستقرار في المنطقة العربية وشمال أفريقيا وشرق المتوسط.

تقدير اليابان لمصر

 وبين أنه انطلاقا من هذه الفلسفة (فلسفة السلام) طور البلدان مجموعة من الأدوات التي ساهمت في الارتقاء في العلاقة بينهما؛ من خلال اشتراكهم بالزيارات المتبادلة، مؤكدًا أن الرئيس السيسي من الرؤساء القلائل الذين زاروا اليابان وألقوا كلمة في البرلمان الياباني، وهذا تقدير كبير لمصر ولقيادتها السياسية.

الاستثمار كلمة السر بين البلدين

ونوه إلى أن أكبر دليل على قوة البلدين وكلمة السر بينهما، ترجع لوجود مؤسسة الجايكا اليابانية (هيئة التعاون الدولي اليابانية) في مصر، وما تقوم به من تعاون في البلد، بالإضافة إلى مجلس الأعمال المصري الياباني، الذي يتشكل من رجال أعمال مصريين ويابانيين، ويعمل على تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

105 شركة يابانية في مصر

باستثمارات تصل 1.5 مليار دولار

وفصّل «الباحث في العلاقات الدولية» أن هناك أكثر من 105 شركة يابانية تعمل في مصر، بخلاف مساهمة  اليابان بأكثر من 32% من الاستثمارات الأسيوية الموجودة هنا، ومضيفًا أن حجم التجارة بين البلدين في عام 2021 و2022 وصلت إلى 1.5 مليار دولار، منها 950 مليار صادرات يابانية إلى مصر، والباقي عكس ذلك.

اليابان من أكثر الدول الداعمة لاستضافة مصر مؤتمر المناخ

وأردف أن هناك شراكة مهمة بين الدولتين في قطاعات مهمة، مثل قطاع التعليم من خلال المدارس والجامعات اليابانية في مصر، مشيرًا إلى أن هناك شراكات لا تقل أهمية في مجال الطاقة عبر وزارة الكهرباء المصرية، مع سعي البلدين في تصنيع الطاقة المتجددة، والتي تساعدنا اليابان فيها كثيرًا، وتراهن على مصر باعتبارها مركزًا للطاقة الجديدة في الشرق الأوسط، إضافة إلى أن اليابان كانت من أكثر الدول الداعمة لاستضافة مصر مؤتمر المناخ (COP27).