رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى وفاة نزار قباني .. من العزف والرسم إلى شاعر المرأة والسياسة

30-4-2023 | 15:50


نزار قباني

بيمن خليل

تحل اليوم، الأحد، 30 أبريل، ذكرى وفاة الشاعر السوري الكبير نزار قباني، الذي يُعد من أبرز الشعراء العرب الذين لهم باع كبير في شعر التفعيلة، وعرف عنه كثرة قصائده عن المرأة والحب حتى لُقِّب بشاعر النساء أو شاعر المرأة.

ولد نزار قباني في 21 مارس من عام 1923، في مدينة دمشق القديمة، في سوريا، من أسرة عربية دمشقية عريقة، درس الحقوق وتخرج فيها عام 1945 لينخرط في العمل الدبلوماسي، مما سنح له السفر في بلاد كثيرة والتعرف على ثقافات مختلفة ومتعددة، واستقال منه في عام 1966م، ليعلن تفرغه لكتابة الشعر والقصائد.

كان نزار عاشقًا لجميع أنواع الفنون، مرهف الحس منذ نعومة أظافره، فبدأ رحلته كخطاطٍ وتتلمذ حينذاك على يد خطاط بدويّ، ثم اتجه إلى الرسم، وعلى حسب ما ورد في مذكراته على لسان حاله.. ورث نزار قباني حب الشعر من أبيه وحب الفنون من جده، وكان منذ صغره يحب الرسم والألوان، وكان يُفضِّل اللون الأخضر تحديدًا لأن في منزلهم كان لديهم  أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج، ومن حبه للرسم كتب ديوانه الشهير «الرسم بالكلمات».

أحب نزار الموسيقى وتعلم العزف والتلحين على آلة العود، ولطنه في الأخير رسا على دراسة الشعر، وهام يحفظ أشعار الكبار أمثال: عمر بن أبي ربيعة، وقيس بن الملوح، وجميل بثينة، وغيرهم.. حتى تتلمذ على يد الشاعر الكبير خليل مردم بِك والذي علّمه أصول النحو والصرف والبديع.

بدأ نزار قباني كتابته الشعر العمودي، ولم يستمر فيه طويلًا، حتى انتقل لكتابة شعر التفعيلة، والذي من خلالها في تطوير الشعر العربي الحديث، وأصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان «قالت لي السمراء»، وأسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم «منشورات نزار قباني».

تسببت حادثة انتحار أخته «وصال» في ترك أثرًا ما في نفسه، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لا تحبه، وربما هذه من الأسباب التي جعلت قصائد نزار قباني تتناول بشكل كبير قضية حرية المرأة، إذ تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية.

اتجه نزار قباني إلى كتابة الشعر السياسي وذلك بعد نكسة حرب 1967، وأصدر عدة قصائد لاذعة، ومنها «هوامش على دفتر النكسة»، و«عنترة» و«يوميات سياف عربي»، وكانت للنكسة أثرًا كبيرًا لتغيير اتجاهاته الشعرية والأدبية في تجربته الخاصة، وأخرجته من شاعر الحب والمرأة إلى شاعر يخوض معارك سياسية من خلال قصائده.

توفي الشاعر الكبير نزار قباني في 30 أبريل 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن، ودُفن قباني في دمشق بعد أربعة أيام في «باب الصغير».