تفتح سلطنة عُمان المشاريع الاستثماريَّة الضخمة في القِطاع السياحيِّ لتعظيم أوْجُه الاستفادة من هذا القِطاع الحيويِّ، ليس على صعيد الاقتصاد الوطنيِّ فحسب، بَلْ لمئات الفرص الاستثماريَّة، خصوصًا في قِطاع المؤسَّسات الصغيرة والمتوسطة، ما ينعكس على سُوق العمل في المنطقة أو المحافظة التي تقام بها تلك المشاريع، ما يُحقِّق القِيمة المضافة المرجوَّة، وينشط الحركة السياحيَّة. فبجانب ما تملكه عُمان من مُقوِّمات سياحيَّة واعدة، تعتمد على ما حباها به المولى عزَّ وجلَّ من طبيعة بِكر متعدِّدة المنتجات التي تُلبِّي كُلَّ أذواق السيَّاح من كافَّة بقاع الأرض، والتي تتكامل مع الطقس المتنوِّع في عدَّة أماكن مختلفة، تمتلك أيضًا رؤية واستراتيجيَّة واضحة لتنمية القِطاع السياحيِّ وتطويره، عَبْرَ إقامة بنية سياحيَّة تُلبِّي احتياجات السائحين وتسعى لتقديم خدمات ذات جودة عالية.

كمَا تُسهم تلك المشاريع السياحيَّة الاستثماريَّة في تحقيق الأهداف المرجوَّة من تطبيق اللامركزيَّة، وتُسهم بشكلٍ واضح في تنمية المحافظات ذات الإمكانات السياحيَّة بصورة ستصنع الفارق في المستقبل القريب، وستضع سلطنة عُمان في المكانة التي تناسب ما تملكه من إمكانات على خريطة السياحة العالميَّة، بالإضافة إلى تحقيق رؤية «عُمان 2040»، التي تهدف إلى تحقيق التوظيف الأمثل للمُقوِّمات السياحيَّة التي تزخر بها السَّلطنة على المستوى الطبيعيِّ والتراثيِّ والثقافيِّ وغيرها. 

ويُعدُّ مشروع «حي الساحل» السياحيُّ، المقام في ولاية قريات بمحافظة مسقط، من المشاريع الحيَويَّة والمُهمَّة التي تُحقِّق تلك الأهداف، وتعمل على تحقيق التنمية السياحيَّة المطلوبة، خصوصًا وأنَّه أوَّل مشروع سياحيٍّ متكامل الخدمات بنظام التملُّك الحُر مع إقامة دائمة للأجانب.

وتتجلَّى أهمِّية هذا المشروع الواعد الذي شهد مؤخراً إطلاق المبيعات للوحدات السكنية؛ كونه يُمثِّل قِيمة مضافة للقِطاع السياحيِّ، حيث إنَّه مشروع سياحيٌّ متكامل يقام على مساحة أكثر من مليون و٣٠٠ ألف متر مربع، وسيكُونُ له دَوْرٌ في إنعاش الحركة السياحيَّة والاقتصاديَّة في سلطنة عُمان بشكلٍ عام وولاية قريات على وجْه الخصوص، حيث يأتي المشروع في إطار تطبيق الاستراتيجيَّة العُمانيَّة للسياحة، التي تؤدِّي دَورًا كبيرًا في تحقيق التنويع الاقتصاديِّ المأمول، الذي سيصبُّ في صالح الوطن والمواطن بشكلٍ فاعل، حيث يُعدُّ المشروع الجديد نقلة كبرى في صناعة السياحة العُمانيَّة، ونموذجًا يُمكِن تعميمه.

إنَّ هذا المشروع الواعد يُعبِّر عن تعظيم دَوْر القِطاع الخاصِّ في تحقيق الشراكة المطلوبة، فالقِطاع الخاصُّ يؤدِّي دَورًا كبيرًا في تحقيق التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة في معظم بلدان العالم. لذا تعمل سلطنة عُمان وفق رؤية «عُمان 2040» على دعمه بكافَّة أوْجُه الدعم، وتوفير المناخ المناسب الذي يُمكِّنه من القيام بِدَوْره المنتظر، حيث تسعى الحكومة إلى جعل القِطاع الخاصِّ هو المحرِّك الرئيسَ لعمليَّة النُّمو الاقتصاديِّ، بما يملكه من قدرات تنمويَّة، وانطلاقًا بما يتميَّز به من روح المبادرة وتحمُّل المخاطر والتوجُّه نَحْوَ الإبداع والابتكار، وبذل الجهد في الإدارة، وما يملكه من فرص تحسين وتنمية أمواله، بما يَضْمن له القدرة على التنافس والتأثير إيجابيًّا على عمليَّة النُّمو الاقتصاديِّ.