رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حققت أكثر من 3 بلايين مشاهدة منذ ظهورها .. Despacito بكل لغات العالم

16-9-2017 | 12:55


كتبت : نيفين الزهيري

علي موقع الفيديوهات الشهير عندما تكتب حروف هذه الكلمة التي تتكون من 9 حروف ستتفاجأ من عدد النتائج التي تظهر لك، فلقد تمكنت أغنية Despacito للبروتريكى لويس فونسى ودادي يانكي والتي كان اول ظهور لها من 7 شهور تقريبا أن يصل عدد محاولات ترجمتها او تقليدها والتقارير التي نشرت عنها بالإضافة إلي العروض الحية لها في الحفلات وغيره من اصحابها إلي 14 مليون نتيجة، وهو ليس برقم هزيل، بل يجعل الأغنية في المركز الأول علي كل الأغاني التي لاقت اهتماما ونجاحا من الجمهور الذي استمتع بها حيث وصل عدد مشاهدات الكليب الأصلي للأغنية إلي مايزيد على 3 بلايين ونصف البليون، لتعد الأغنية الإسبانية التي تهز العالم بعد أغنية ماكارينا التي قدمت عام 1996، فلقد دخلت الاغنية عقول الملايين صغارا وكبارا، حتى أن عددا كبيرا من المشاهير رددوا كلماتها، فيما اكتفى البعض بالرقص على ألحانها أو مجاراتها بلغات متعددة ليتابعها تقريبا اكثر من نصف سكان الكرة الأرضية.

ومن بين هذه الفيديوهات الكليب الذي قدمه جاستين بيبر يمزج فيه بينه وبين الأغنية الأصلية وحصدت 63 مليون مشاهدة، أما الريميكس للأغنية نفسها والذي أعلن فيه بيبر بأنه سيقدم هذه الأغنية مع كل من لويس فونسى ودادي يانكي فحصدت وحدها مايزيد على 521 مليون مشاهدة، اما الفيديو الذي يحمل كلمات الاغنية الأصلية مع الكلمات التي أضافها بيبر فقد حصل علي 138 مليون مشاهدة حول العالم، حتي شخصيات الكارتون الشهيرة والمحبوبة في العالم قدموا الأغنية كنوع من الدعاية لأفلامهم الجديدة منها الـ Minions والذين قدموها بشكل كوميدي ساخر لتحقق 12 مليون مشاهدة في العالم، وبعدها فيلم Baby Boss والذين قدموها علي مشاهد من الفيلم، وليس بشكل خاص مثلما قدمتها شركة يونيفرسال مع الـ Minions، وأيضا فيلم عن الخوارق والذي يحمل اسم Miraculous Ladybug .

ولكن كان الأكثر إثارة هو قيام عدد كبير من المطربين والأشخاص العاديين بترجمة كلمات الأغنية أو تغيير كلماتها في لغتهم مع بقاء جزء من الأغنية الأصلية وتمكنت هذه التجارب من الحصول علي إعجاب الجمهور أيضا لتحصد الملايين من المشاهدات منها لوسيانا الزغبي وهي عازفة وكاتبة وموسيقية برازيلية من أصول لبنانية، وقد قدمت الأغنية بكلمات إنجليزية مختلفة عن الأصلية بلحن مختلف بعض الشئ وحصلت علي 9 ملايين مشاهدة علي قناتها الخاصة. الفلسطينية نويل خارمان التي اضافت إليها بعض الكلمات العربية وغنتها مع أدونيس وحصل الكليب علي 12 مليون مشاهدة، والتي تناولتها بأن حبيبها أخيرا قال إنه يحبها وتأثير ذلك عليها، وكانت موسيقي الأغنية تحولت إلي الرومانسية.

وفي تركيا قام مطرب صاعد يدعي برهان تيني بتحويل الأغنية لتتناسب مع أجواء الأفراح حتي الكليب الذي قام بنشره كان من احد الافراح وقد غير ألحان الاغنية لتتناسب مع الأجواء التركية، ولكن أرقام مشاهدتهما كانت ضعيفة حيث حققت 87 ألف مشاهدة علي العكس تماما عندما قدمت نفس الأغنية في ميامي من خلال المغنية جيزيلي توريس بطريقة تتناسب مع الشباب المراهقين وكان الكليب مليئاً بالألوان الحيوية لتحقق علي قناتها الخاصة مايقرب من 7 ملايين مشاهدة، والي فرنسا قدمت المغنية جينفير نسخة أخري من الأغنية بالفرنسية ليحقق مايقرب من 56 ألف مشاهدة وقامت بتصويره في مجموعة من الأماكن الاثرية القديمة بفرنسا.

كما قدمتها المغربية سحر مزيد تحت اسم "هز عيونك ريتك ما نعرف وين" والتي دمجت فيها بين أغنية Despacito وبعض الكلمات بالفرنسية والعربية محققة 24 ألف مشاهدة، كما غنتها جنا ابنة الهضبة عمرو دياب بشكل هادئ ومختلف ونشرته علي الفيسبوك وهو ما نال إعجاب الكثير من محبي الهضبة ليصل عدد متابعيها مايقرب من نصف المليون، ومن مصر لكندا قدم المغني دارين اسبانتو الاغنية بشكل جديد ليمزج بينها وبين الانجليزية لتحقق مايقرب من 2 ونصف المليون مشاهدة، كما قدمت فرقة عمانية تسمي "هنود" الاغنية بطريقة ساخرة من الواقع الذي يعيشون فيه بعنوان "عذبتوهم" حيث ينتقدون فيه الفرق بين الاجيال في التفكير والمشاكل الاجتماعية التي تحدث والعلاقة بين الرجل والمرأة .

وفي اطار الكوميديا قدمت فرقة شلة أمين في تونس الاغنية في راديو موزاييك بطريقة كوميدية عن العلاقة بين الرجل والمرأة ويطلق عليها نسخة طارق بالوش، وفي مصر استخدم المطرب الشاب أحمد جاويش، لحن الأغنية فى انتقاد سلوكيات بعض المصطافين على شواطئ مصر وخاصة الإسكندرية، وقام بتأليف كلمات متناسقة مع لحن الأغنية اللاتينية، انتقدت سلوكيات المصطافين على الشواطئ وعدم المحافظة على نظافة المكان، وحققت نجاحا كبيرا أيضا على مواقع التواصل بعد ساعات قليلة من طرحها عبر صفحته الرسمية ووصل عد مشاهداتها إلي مايقرب من 650 ألف مشاهدة، كما قام شابان مصريان عادل نبيل وبيتر ناجح بإعادة توزيع الأغنية بإدخال الطبلة المصرية عليها ليحقق مايزيد علي 2 مليون مشاهدة علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

كما قدم فريق 8% اوكا واورتيجا نسخة شعبية من الاغنية من كلمات محمد الفنان واورتيجا وتوزيع أوكا وهندسة صوتية أورتيجا لتحقق مايقرب من 600 ألف مشاهدة، وعلي نفس الغرار قدم المطرب الفلسطيني علاء كردي الاغنية ولكن بعنوان "مش بسيطة" لتحقق مايقرب من 11 مليون مشاهدة علي الفيسبوك، حيث تقدم الأغنية نموذجاً "غريباً" من دعم الرجل لحرية المرأة في الانفصال عن رجل آخر، وهو ما يُعد بالأمر الشاذ في وطننا العربي، كما قدمت مطربة شابة مصرية تدعي نورينا الاغنية ايضا بتوزيع جديد ومختلف وقامت ايضا بتغيير بعض الكلمات وتم عمل توزيع جديد لها، حيث أدخل عدد من الآلات الشعبية المعروفة منها الطبلة والربابة والمزمار لتحقق مايقرب من 300 ألف مشاهدة، كما قدم عمر قنديل احد طلبة هندسة طنطا الاغنية علي كلمات تتناسب مع تخرج الدفعة الاخيرة من الكلية وكتب كلماتها د.تامر الكوراني والتي حققت مايقرب من 250 ألف مشاهدة.

ولم يتوقف الامر عند الغناء فقط، حيث تنافس عازفو الآلات الموسيقية المختلفة في تقديم هذه الأغنية كل منهم حسب الآلة التي يلعب عليها منهم اثنان من عازفي التشيلو وهما لوكا سوليك وستجيبان هاوسر من كرواتيا اللذان قررا أن يقدما هذا اللحن عليها بشكل جديد ومختلف ليحققا 12 مليون مشاهدة، وتبعتهما عازفة الفلوت ميليسا من جنوب إفريقيا التي قدمت الأغنية علي أنغام الفلوت وحققت 896 ألف مشاهدة، ومن النمسا قدمها عازف البيانو بيتر بينز بطريقة مشوقة وتتناسب مع آلة البيانو ليحقق مايقرب من 4 ملايين مشاهدة، وأيضا عازفتا الهارب الامريكيتان اللتان قدمتا عرضا مختلفا علي الهارب لهذه الأغنية مع استعراض مع هذه الآلة لتحققا 167 ألف مشاهدة، كما قدمها عازف الـ Violin الإسباني خوسيه سونسيون والتي وصلت إلي مايقرب من 7 ملايين ونصف المليون، مشاهدة، وقدمها ايضا على نفس الآلة العازف اللبناني أندريه سويد والذي أضاف إليها طابعاً شرقياً بعض الشئ مستعينا بالبيانو لتحقق 2 ونصف المليون مشاهدة، كما قام فريق اوكراني بتقديم لحن هذه الاغنية مستعينا بـ 3 آلات وهي الاكورديون والبركاشن وبالباندورا لتحقق مايقرب من 600 ألف مشاهدة.

كما فاجأت العازفة نسمة عبدالعزيز أشهر عازفة لـ"الماريمبا" في مصر، جمهورها الذي حرص على حضور حفلها على خشبة مسرح المحكى، ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء، بعزف هذه الاغنية وذلك بحضور عدد كبير من الجمهور ولفيف من قيادات وزارة الثقافة، حيث نجحت ان تقدم العزف بشكل مختلف ومتميز على آلة "الماريمبا"، وهو مالاقى ردود فعل وحماسا شديدا عند الجمهور، كما قدم اندرو فوي الامريكي من اصول يابانية عزفا للاغنية علي الجيتار وصل عدد مشاهداته إلي مايقرب من 7 ملايين مشاهدة.

ومن المفارقات ودرجة جنون العالم بالأغنية التي احتلت المركز الأول في كل الاستفتاءات والقوائم الغنائية ومن اهمها الـBillboard كانت لرجل ياباني قام بعزف الاغنية بطريقة خارجة عن المألوف مستخدماً الآلة الحاسبة، ونال الفيديو أكثر من 27 ألف إعجاب إلّا أنّ صاحب الفيديو لم يسلم من بعض التعليقات السلبية، ولكن من المفارقات الأكبر ان يقوم كل من هتلر والرئيس الامريكي دونالد ترامب وهما يبدوان وكأنهما يغنيان هذه الأغنية، وقالت نيوزويك إن أغنية "ديسباسيتو" صاحبة الأرقام القياسية حصلت على ريميكس جديد هو الأبرز حتى الآن، خاصة أن الموسيقى الشهير تشاوش زكريا، نشر تحت اسمه المستعار مايسترو زيكوس، ريميكس للأغنية على يوتيوب بعد طلبات كثيرة تلقاها لمواجهة هذا التحدى، وقال مايسترو زيكوس فى وصف الفيديو: "تلقيت اقتراحات كثيرة بأن يغنى دونالد ترامب ديسباسيتو، وفى البداية قلت لا، هذا مستحيل، وبعد أسبوع قلت لنفسى دعنا نحاول وكانت هذه هى النتيجة". مضيفًا أنه بهذا الفيديو أثبت أنه يستطيع أن يجعل أى شخص يغنى أى شىء.. وظهر ترامب فى مقدمة الفيديو يقول "سيجعل الإسبانية عظيمة مرة أخرى"، ليقدم فرصة نادرة للرئيس وهو يقول شيئا باللغة الإسبانية التى لا يحبها كثيرا.

وأعلن وقتها فونسى ودادى يانكى على مواقع السوشيال ميديا عن رفضهما لاستغلال أغنيتهما بهذا الشكل، وقال فونسى فى رسالة على حسابه على تويتر: "موسيقاى للجميع لكى يسمعها ويستمتع، وليس للاستخدام كدعاية تنوى التلاعب بإرادة شعب يصرخ من أجل حريته ومن أجل مستقبل أفضل"؟، إلا ان الاغنية التي قدمها ترامب حققت مايقرب من 2 مليون مشاهدة، ولكن هتلر لم تحقق سوي 798 مشاهدة فقط.

الأغنية التي يتحرك عدّاد مشاهداتها في يوتيوب بسرعة مقتربةً من تحطيم الرقم القياسي للمشاهدات الذي حققته الأغنية الكورية الجنوبية جانجنام ستايل، قدمها ايضا فريق العرائس الشهير عالم سمسم ولكن النسخة الامريكية، ويقدمها ميسون وبدر حول الارقام والاعداد بطريقة تليق بالاطفال لتصل مشاهداتها إلي مايقرب من مليون ونصف المليون مشاهدة.

وكانت اغنية Despacito قد ساهمت في إنعاش اقتصاد بورتوريكو وزيادة عدد السياح بنسبة 45%، مما ساهم في إنعاش الاقتصاد نسبيًّا، الأمر الذي وصفه البعض بمعجزة ديسباسيتو، واكسبت أنغامها المفعمة بالحيوية والحركة ديسباسيتو نجاحا عالميا للأغاني الإسبانية، وأفادت الأخبار المنقولة عن صحف بورتوريكو، بأن نشاط السياحة قد تزايد بعد المشاهد والمعالم السياحية الطبيعية المميزة التي ظهرت في كليب الأغنية، ولذلك قام منظمو الرحلات السياحية في بورتوريكو، بضم الأماكن التي ظهرت في فيديو الأغنية، مثل Club La Factoria، وOld San Juan، وLa Perla sector، إلى برامجهم ورحلاتهم السياحية، وقال فونسي "كان هدفى الشخصى الوصول لمليون مشاهدة فى أول يوم لعرض الأغنية، وكان هذا بالنسبة لى بمثابة الفوز بأعلى جائزة ممكنة أو تحقيق الحلم، حينها أحتفل بكونى نجما لموسيقى الروك".

وأضاف "فونسى": "ظللت أنظر للشاشة وأعيد تحميل صفحة اليوتيوب لتحديثها وأترقب اقترابنا من المليون مشاهدة، فوصلنا للمليون والاثنين والثلاثة والأربعة ملايين، حتى حققنا 5 ملايين مشاهدة فى اليوم الأول، وكان هذا رقما قياسيا كبيرا، ثم 8 ملايين مشاهدة فى اليوم الثانى واستمر ارتفاع المشاهدات فى الزيادة حتى وصل بمعدل 20 مليون مشاهدة يوميا، وكان هذا لا يصدق بالنسبة لفيديو إسبانى".

وتابع "فونسى": "أكثر شيئين أفخر بهما تغيير السياحة بشكل إيجابى فى بورتريكو، وجعلت العالم يلتفت لجمال وروعة بلادنا، والثانى حقيقة أن هذه الأغنية فتحت الأبواب أمام الموسيقى اللاتينية، ليس لدى فقط أو للأغنية، لكن للموسيقى اللاتينية فى العالم أجمع، حقيقة أن حاجز اللغة كُسِرَ، فلو كان اللحن قويا بالقدر الكافى سيتغلب على حقيقة أننا لا نفهم كل كلمة لأنه يشعرنا بشعور جيد وهذا مصدر فخرى الأكبر".