قال الدكتور مصطفى بدره، الخبير الاقتصادي، إن إطلاق الشراكة الاستراتيجية 2023-2027 بين مصر والبنك الدولي خطوة مهمة، وتحرك إيجابي من الحكومة لأنها مبنية على أسس استراتيجية؛ لتوطين الصناعة؛ ولتمكين الشركات وقطاع الأعمال الخاص، فضلا عن التباحث الاقتصادي والسياسي بين رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ونائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط فريد بلحاج.
وأوضح في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أن المباحثات شهدت سبل التعاون للاحتياجات الفعلية، وكيفية توجيه الدعم للاقتصاد المصري، وخلق بيئة استثمار متكاملة للأوضاع الاقتصادية؛ لتعزيز الاستثمار بشكل عام، ودعم "رأس المال البشري" بتدريب الشباب وتمكين المرأة، استكمالا لرؤية مصر 2020-2030.
البنك الدولي شريك تنمية لكنه يُقدم القليل لمصر
وأضاف «خبير الاقتصاد» أن البنك الدولي شريك تنمية حقيقي؛ نظرًا لإحصائية رئاسة الوزراء بمساهمته في إنشاء 175 مشروعًا وطنيًّا بتكلفة 25 مليار دولار، لكن ما يقدمه لمصر شيء من قليل، لأننا بلد يشهد نموًّا كبيرًا في المعدلات السكانية، ونحتاج لتمويلات أكبر، خاصة في ظل الظروف الراهنة؛ جائحة كورونا وأزمة سلاسل الإمداد والحرب الروسية الأوكرانية، وما يدور في السودان وليبيا والخريطة المحيطة بمصر.
طالبت صناديق التمويل الدولية بمساندة مصر
لأنها تتحمل أعباء كبرى
وأشار «بدره» إلى أنه طالب صناديق التمويل الدولية بمساندة مصر؛ لتوفير السلع الاستراتيجية والمحاصيل الزراعية بصورة مجانية، إذ أنها تتحمل أعباءً أكثر مما يظن الجميع باستضافتها أكثر من 10 مليون ضيفًا من دول شقيقة.
مصر تستحق المساندة من المجتمع الدولي
لأنها بلد سلام تكرم ضيفها
وأكد على أنه هناك أزمة تمويل من المجتمع الدولي، لأنه لا يساعد مصر بنفس القدر على الإطلاق، رغم أنها بلد سلام تمد يدها لكل طالب مساعدة وتفتح بابها للأشقاء والضيوف وتكرمهم، خاصة في ظل الأوضاع القاسية، فمثلا الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى ارتفاع سعر القمح 5 أضعافه ثمنه.
طالبت بإسقاط ديون مصر
وطالب الخبير الاقتصادي المجتمع الدولي بإسقاط الديون المصرية، عبر تقليلها، واستثمار الباقي مباشرة في مشروعاتها، وهو يقدر على ذلك، وتابع: مصر تساهم في تعزيز السلم الدولي، وأقل ما تستحقه إسقاط ديونها مباشرة.
وأردف أنه من الضروري التحلي بالإرادة في مطالبتها بإسقاط الديون عنها لأن تستحق، خاصة إذا بدأت في تكوين التكتلات التي تساعدها على ذلك، مضيفًا: إذا رفعنا الطلبات لإسقاط الديون أمام متخذي القرار (المجموعة العربية، المجموعة الإفريقية، مجموعة السبع، مجموعة العشرين) ستتم دراستها وستسقط إذا كانت هناك إرادة حقيقية.
ونوه إلى أن مصر تتحلي بعلاقة تاريخية مع البنك الدولي، خاصة أنها من مناصريه طوال الوقت، كما أنها من مؤسسينه ومن مؤسيين بنك التنمية الأسيوي، وعلى المجتمع الدولي أن يتحلى بالعدالة وألا يهملها.