يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لزيارة رسمية إلى ألمانيا، يُنظر إليها على نطاق واسع بأنها جولة تصالح لتهدئة التوترات بين باريس وبرلين، وفق صحيفة "التايمز" البريطانية.
وقالت الصحيفة إن "زيارة ماكرون، المقررة في يوليو المقبل، ستكون الأولى التي يقوم بها زعيم فرنسي إلى ألمانيا منذ أكثر من 20 عامًا، وإن البلدين يحاولان التستر على الشقوق الآخذة في الاتساع، ويبذلان قصارى جهدهما لطمأنة العالم بأن مشاجراتهما يمكن تجاوزها".
وأضافت أن "العلاقات بين البلدين كانت قد توترت بشكل سيئ خلال الـ18 شهرًا الماضية، وسط خلافات حول السياسة، وانعدام العلاقة الشخصية بين ماكرون والمستشار الألماني، أولاف شولتس".
ونقلت الصحيفة عن وزيرة الدولة لشؤون أوروبا والمناخ بوزارة الخارجية الألمانية، آنا لورمان، قولها: "في الواقع، كانت هناك بعض الاختلافات في الرأي، ولكن العلاقات الجيدة مع فرنسا لا تعني دائمًا أن هناك توافقاً تاماً في كل شيء.. إننا نختلف ثم نجد حلًا"، مشددة على أن "الأمور تسير في المسار الصحيح".
وأشارت لورمان إلى "التقدم الأخير في المشروع الأوروبي، الذي طال تأجيله، بقيمة 100 مليار يورو لتطوير طائرة مقاتلة جديدة تحت القيادة الفرنسية الألمانية، والمساعدة الألمانية في تطوير خط أنابيب هيدروجين أخضر من إسبانيا والبرتغال إلى فرنسا".
وفي السياق، قال مسئول ألماني كبير طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة إن "شولتس وماكرون متفقان بشكل كبير في الكثير من القضايا الشائكة التي تواجه أوروبا، بما في ذلك النزاع الروسي الأوكراني، وملف الانتقال للطاقة النظيفة".
وذكرت الصحيفة أن "عدداً من الدبلوماسيين من دول أوروبية أخرى أعربوا عن شكوكهم في أن تكون فرنسا وألمانيا الآن في وضع يسمح لهما بإعادة بناء شراكتهما ووضع جدول الأعمال لبقية أوروبا بأي شيء يشبه الطريقة التي اعتادتا عليها.
وأوضحت أن "شولتس وماكرون لم يثبتا بعد أي شيء مثل الود الذي ساد غالبًا بين أسلافهما في القرن الماضي والحالي، خاصة في عهد المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي".
وأشارت إلى أن "زيارة ماكرون الأخيرة إلى الصين كانت قد أثارت مخاوف برلين بشكل خاص، حيث سعى الرئيس الفرنسي لتأكيد استقلال أوروبا عن الولايات المتحدة مع تبني عدد من نقاط الحوار في بكين، الأمر الذي يكشف عن حجم الاختلاف في السياسة الخارجية بين ألمانيا وفرنسا".
ورأت الصحيفة أن "الحرب الأوكرانية دفعت ألمانيا إلى التقارب مع واشنطن والناتو، بينما استغل ماكرون الحرب كدليل على الحاجة إلى السيادة الاستراتيجية الأوروبية. كما يُنظر في باريس إلى الحماس الألماني لشراء المعدات الأمريكية الصنع على أنه ازدراء لقطاع التسلح الأوروبي".