رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ليس وطنهم..

16-9-2017 | 23:43


بقلم –  أحمد أيوب

عندما تريد البناء فعليك أولاً أن تواجه من يسعى إلى الهدم، بناء الدول ليس سهلاً، مهمة تنوء بحملها الجبال، ومصر دولة صعبة لا يكفى لبنائها القرار، وإنما تحتاج إلى إصرار وعزيمة من فولاذ، فأعداء مصر كثيرون، والراغبون فى هدمها لا يتورعون عن تسخير كل الإمكانيات لتحقيق ذلك، لديهم من يمولهم بالمليارات، مثل قطر وتركيا، وعندهم من يساعدهم بالسلاح مثل أجهزة المخابرات الكارهة لأى خطوات نجاح مصرية، ومعهم من يمتلك القدرة على التشويه وفبركة الوقائع وقلب الحقائق مثل منظمة “هيومن رايتس ووتش” وأخواتها التى لا تدخر وسعاً فى تنفيذ ما يطلب منها فى كل وقت ضد مصر، منظمة مبنية على مقاس الرغبات الشيطانية للأمريكان، وانحيازها للإرهاب مفضوح وتقاريرها مشبوهة.

 

لكن فى مصر شعب يمتلك ما هو أهم وأقوى، يمتلك الإيمان ببلده، والانتماء لأرضها، شعب لديه الثقة فى قيادته وجيشه، لا يقبل الخونة ولا يعترف بالمتحولين ولا يستسلم للمتآمرين.

الشعب المصرى يعرف ماذا تريد هذه المنظمات من مصر ومن يقف وراءها ويدرك غرضها الخبيث، وأنها ليست مجرد منظمات بريئة تبحث عن الحريات وتحب الديمقراطية، لو كان هذا مقصدها لما صمتت عن جرائم ترتكب ضد أبرياء فى كل أنحاء العالم العالم كل يوم، وما سكتت عن ذبح وتهجير الروهينجا فى مانيمار، وما أغمضت عينيها عن الجرائم العلنية ضد السود فى أمريكا وما تغاضت عن السجون القطرية وما يحدث بداخلها من تنكيل وتعذيب وقتل، وما ارتضت أن تمر عليها فضائح أردوغان الديكتاتورية فى حق شعبه والاعتقالات التى لا تتوقف فى حق المعارضين له.

لكن الغرض مرض حتى فى المنظمات التى تدعى الدولية، وغرض “هيومن رايتس ووتش” سياسى خبيث، قبلت أن تكون إحدى أدوات واشنطن للضغط على مصر من أجل تغيير سياستها لتصب فى خدمة المصالح الأمريكية، ومنعها جبرا من استكمال خطوات مشروع الضبعة وأن تظل رهن الإشارة من البيت الأبيض، لسة الأمريكان ومنظماتهم عايشين على وهم الماضى.

غرض المنظمة الأمريكية مفضوح وإن غلفته بتقرير مشبوه يدعى تعذيباً ممنهجاً فى السجون وبعض الأقسام الشرطية فى مصر فلا هذا وقت تقاريرها ولا أسانيدها تؤكد ما تذهب إليه من ادعاءات ولكنه الإصرار على مواصلة الضغط والتشويه لمصر.

لو كانوا محايدين أو أرادوا الحقيقة فسجوننا مفتوحة لمن يريد أن يطالع ما يجرى بها لا نخفى شيئاً وراء جدرانها، كما لا نتستر على من يرتكب تجاوزاً ضد أى سجين حتى ولو كان من الجماعة الإرهابية، التى لا تتورع عن قتلنا، فنحن دولة تحفظ الحقوق حتى لمن لا يستحقونها، الإرهابيون داخل السجون يلقون معاملة محترمة لأن هذه هى مصر بحضارتها وقيمتها، لكن هيومن رايتس ومن على شاكلتها لايرون إلا السواد الذى يفبركونه فى تقاريرهم، للأسف نواجه تحالفا لا يراعى حقاً ولا يقدر حياة ولا يحترم أخلاقاً، بل يريد مصر خراباً.

ما يؤكد هذا الغرض القذر أن تقرير المنظمة وكأنه كلمة سر انطلق بعدها غربان الفيس بوك من الإخوان الإرهابيين ومن معهم من المتأمركين الممولين ليواصلوا ويكملوا حملة التشويه والتقطيع فى سمعة الدولة المصرية رغم أن واحدا من هؤلاء، وتحديداً من يدعون أنهم ليسوا إخوانا وأنهم وطنيون، لم نسمع له صوتا ولم نقرأ له كلمة واحدة تنعى ولو فيسبوكياُ أو تويترياً ١٨ من شهداء الشرطة الأبطال سقطوا فى حادث إرهابى خسيس فى بئر العبد بسلاح من يمولون المنظمة المشبوهة، للأسف هؤلاء المتأمركون والإرهابيون لا يعتبرون مصر وطنهم، لأن وطنهم من يدفع لهم ليشترى ضمائرهم الخربة من الأساس.

وقائع الكذب والادعاء لهيومن رايتس كثيرة ولن تتوقف، لكنها لن تهز مصر ولن تشوه صورتها لأن الجميع أصبحوا على يقين أن المنظمة غير أمينة، ومصر ستظل كما هى كبيرة مهما تآمر عليها الصغار، ثابتة مهما حاولوا المساس بها ومن لا يعرف حجم مصر وقدرتها فليراجع التاريخ.