الكشكول السلك بـ٧٠ جنيها.. والمقلمة بـ٥٠.. والكتب الخارجية ارتفعت ٤٠٪ ٥٠٪ زيادة فى المستلزمات المدرسية والأسر تشترى «نصف الكميات»
تقرير: نيرمين جمال
عدسة: ديفيد أيمن
ضرب الدولار سوق المستلزمات المدرسية فى مقتل، ورفع الأسعار هذا العام لـ ٥٠فى المائة، ليصل سعر الكشكول السلك لـ٧٠ جنيها، والمقلمة لـ٥٠. بينما ارتفعت الكتب الخارجية بنسبة٤٠فى المائة.
«المصور» زارت «الفجالة» السوق الأشهر للأدوات المدرسية لتتعرف على حركة البيع والشراء؛ بعدما شهد السوق إقبالاً محدوداً من أولياء الأمور، الذين فضلوا شراء كميات محددة فقط من المستلزمات هذا العام، وليست الكميات التى اعتادوا على شرائها فى الأعوام الماضية.
منى السيد، أم لثلاث بنات فى المرحلة الابتدائية، تقول قمت بشراء دستة كراسات مربعات ودستة كشاكيل عربى ٨٠ ورقة، ودستة كشاكيل لغة إنجليزية، ودستة كراسات صفحة وصفحة بإجمالى ٣٠٠ جنيه، وبـ ٦٠ جنيهاً أقلام رصاص وجاف، وأدوات أخرى مثل الجلاد والأساتيك والتيكت والمساطر.. فدفعت ٤٥٠ جنيها لأدوات تكفى فقط للترم الأول وبدون كتب خارجية وتقول ربنا يسهل في الترم الثانى.
السيد جمال محمود، والد لثلاثة أبناء اثنان فى المرحلة الابتدائية وواحد فى الإعدادى فى إحدى مدارس اللغات، جمال اشترى كراسات واقلاما بـ٦٥٠ جنيها، فى المتوسط لكل واحد من اولاده إلى جانب ما تبقى من العام الماضى من أدوات مدرسية، وبالنسبة للكتب الخارجية فقد حسم الرجل أمره وقال لن أشترى سوى المواد التى لا يذهبون فيها للدروس الخصوصية.
منال سعيد مثل كل الأمهات تجولت فى كل مكتبات الفجالة لتحصل على أرخص الأسعار، وتقول: أبنائى فى الصف الثالث الإعدادى والثانى الثانوى، وللأسف الأسعار لم تزد ٥٠فى المائة؛ بل ١٠٠فى المائة، لذلك اشتريت نصف الكمية من كل شىء.
أحمد عبد الصمد، وهو أب لأربعة أبناء، فيقول بداية العام الدراسى نستعد له عن طريق الاشتراك فى جمعية، إلى جانب اقتصاد مبلغ كل شهر من مصروف المنزل، فحتى الآن اشتريت مستلزمات بـ ١٥٠٠ جنيه، ولا تزال هناك أدوات أستكملها، لذلك قررنا أن تكون الكتب الخارجية للمواد الصعبة على الأبناء فقط.
من جانبه، محمد الغرباوى، صاحب مكتبة فى الفجالة، قال إن ٩٠فى المائة من الأدوات الدراسية صينى و ١٠فى المائة صناعة هندية، والأسعار هذا العام زادت بنسبة ٥٠فى المائة، وتصل تكلفة مستلزمات الطالب فى الصف الابتدائى إلى ٢٥٠ جنيها والطالب فى صفوف الإعدادى إلى ٤٥٠ جنيهاً، بينما ترتفع تكاليف مستلزمات الطالب الثانوى من ٧٥٠ إلى ١٠٠٠ جنيه بسبب استخدامهم للكشاكيل السلك الذى يصل سعر الواحد منها لـ ٧٠ جنيها.
وبالنسبة لأدوات الرسم، يؤكد «الغرباوي» أن تكلفتها الإجمالية العام الماضى كانت فى حدود ٥٠ جنيهاً ووصلت هذا العام لـ ١٥٠ جنيهاً.. وسعر الآلة الحاسبة العادية التى يستخدمها التلميذ الابتدائى بـ ١٧٠ جنيهاً، بينما المتطورة التى يستخدمها الطلاب بداية من الصف الثالث الإعدادى فتبدأ من ٣٠٠ جنيه، وتبدأ أسعار المقلمة فتبدأ من ١٠ جنيهات إلى ٥٠ جنيهاً، كذلك سعر «اللانش بوكس» أحدث الأدوات المدرسية بالسوق يبدأ من ٢٥ جنيهاً إلى ٤٠ جنيهاً، وأكياس الجلاد نوعان الردىء بـ ٢.٥ جنيه والجيد بـ ٥ جنيهات.. ودستة «التيكت» التى تحتوى على ٨٠ واحدا بـ ١٠ جنيهات.
ويضيف ياسر محمود، صاحب إحدى المكتبات بالفجالة، أن نسب الشراء هذا العام قلت إلى نسبة٤٠فى المائة وقبل ذلك كان الأهالى يأخذون كميات زائدة عن الحاجة، أما الآن فالشراء حسب الكمية فقط دون أى زيادة، حتى فى الأقلام الجاف والرصاص والتى يصل سعر العلبة من كل منهما فى المتوسط لـ٢٠ جنيها.
لافتاً إلى أن أسعار الكتب الخارجية زادت بنسبة ٤٠فى المائة هذا العام، وكتب المدارس اللغات أغلى من الكتب العادية بحوالى ٥٠فى المائة، وكان يطبع كل عام عينات مجانية للمدرسين لم تطبع هذا العام، كما أن الأهالى يشترون الكتب حسب طلب المدرسين وكل كتاب على حدة.
الفجالة لم تعد تقتصر فقط على من يذهبون إليها، فلمواكبة العصر أنشأ تجار الأدوات المكتبية بالمنطقة موقعا الكترونيا، لجعل الشراء «ديليفري» لجذب أولياء أمور الطلاب للشراء نتيجة حالة الكساد التى شهدها السوق، وكما يقول أحمد إبراهيم مدير الموقع نتعامل فيه مع أصحاب المكتبات والموردين والمستوردين لتوفير نفس المنتجات بنفس الأسعار، والموقع حالياً يرفع ٢٠٠٠ منتج من الأدوات المكتبية التى تباع بالفجالة وبنفس الأسعار. مضيفا: أقل تكلفة للشراء ٥٠٠ جنيه، والكتب الخارجية هى الأكثر إقبالا.. ووجدنا أن أغلب المشترين من الموقع من سكان المدن الجديدة الذين يضطرون لقطع مسافات كبيرة لشراء الأدوات المدرسية، فالبنسبة لهم الشراء الإلكترونى أسهل، وأرخص لأن التوصيل داخل القاهرة الكبرى بـ ٢٥ جنيهاً فى أى مكان وفى المحافظات ٤٠ جنيهاً.
فى ذات السياق، أكد عمرو خضر رئيس شعبة الورق بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار الكشاكيل وحدها ارتفعت بنحو٤٠فى المائة عن العام الماضى بسبب استيراد الورق بالعملة الصعبة، لافتاً إلى أن الكشكول المستورد يعد أعلى جودة وخاصة الأوربى الذى يتميز بتوافره يليه «البرازيلى والأندونيسى والهندى والصينى والروسى».
«خضر» قال إن هناك بعض الكراسات والكشاكيل مصنوعة من ورق الجرائد المعاد تدويره، وللأسف تلك النوعية غير مطابقة للمواصفات؛ لكن هناك إقبالا عليها بسبب انخفاض أسعارها وهى منتشرة فى الأقاليم والمناطق الشعبية والفقيرة, وهناك نوعيات أخرى مصنوعة من ورق جرائد وهى أخرى مخالفة.. أما الورق الأبيض المطابق للمواصفات فيتم استيراده من الخارج أو إنتاجه محليا فأغلب ورق الكراسات والكشاكيل فى مصر من إنتاج مصنع إدفو، فاستهلاكنا السنوى من ورق الكتب والكشاكيل ٦٠٠ ألف طن ننتج منها تقريبا ٢٠٠ ألف طن والباقى مستورد.
وأكد أحمد سعد أبو جبل رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار الأدوات المكتبية ارتفعت بنسب متفاوتة، ووصلت إلى ١٠٠ فى المائة فى بعض الأصناف خاصة الأقلام المستوردة كذلك الأستيكة والبراية، أما الكشكول والكراسة فالزيادة بها محدودة لأننا ننتج ٨٠فى المائة منها محليا، ويصل متوسط استهلاك الطلاب نحو ٦٠٠ مليون كشكول وكراسة على مدار العام الدراسى.