طرحت مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر، اليوم الأحد، كتاب "عقيدة الصدمة صعود رأسمالية الكوارث" لنعومي كلاين، ويعد الكتاب أفضل كتاب اقتصادي سياسي، حسب النقاد العالميين.
وأُنتجت كلاين فيلمًا قصيرًا حمّل عن طريق شبكة الإنترنت أكثر من مليون مرة خلال أشهر قليلة، لما له من دورٍ بارز في كشف المتلاعبين الحقيقيين بمصير البشرية، حتى في أحلك ظروفها من كوارث طبيعية وحروب ومجازر، ولما يقدّمه من معلومات فاجأت الكاتبة نفسها!
يتحدّث الكتاب عن أفكار ميلتون فريدمان عرّاب الرأسمالية الحديثة رأسمالية الكوارث، الذي تتلمذ لديه رؤساء جمهوريات أميركيون ورؤساء وزارة بريطانيون وأقليات حاكمة في روسيا ووزراء مال بولنديون وطغاة من دول العالم الثالث، والذي خرّج في مدرسته أبرز مفكّري المحافظين الجدد والليبراليين الجدد ممن لا يزال لهم تأثير قوي وفاعل في سياسة الولايات المتحدة.
ويحلّل كتاب نعومي كيف بنى فريدمان أفكاره الاقتصادية والسياسية على وقوع الكوارث الطبيعية والاجتياحات العسكرية والانقلابات، وكيف يدّخر هو وفريق عمله الأفكار بانتظار حلول الكارثة تحت شعار الخصخصة أو الموت.
ويذكر الكتاب كيف جعل فريدمان من تشيلي أولى حقول تجاربه يوم عمل مستشارًا للديكتاتور أوغستو بينوشي، مشيرا عليه باستغلال صدمة الانقلاب أواسط السبعينيات، مؤكدًا أنه لم تسلم من أفكاره سريلانكا وبريطانيا ويوغوسلافيا، وامتدت أساليبه إلى الصين عقب الصدمة الناتجة عن مذبحة ساحة "تيانامين" واعتقال الآلاف هناك، وبلغت طروحاته دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا. وعلى إثر التسونامي الذي ضرب جنوب شرق آسيا، مخلّفاً مئات الآلاف من الضحايا كان نهج فريدمان الاقتصادي يدير المناقصات على الشواطئ، لتحويلها منتجعاتٍ سياحية.
وعقب أحداث 11 سبتمبر عمدت رأسمالية الكوارث ممثّلةً بحكومة بوش إلى تسليم زمام الحرب على الإرهاب لشركتي هيلبورتن وبلاكووتر.
وجُهّز للعراق عقب غزوه حملة خصخصة شاملة وطرح اعتماد السوق الحرة فيه، حتى إعصار كارولينا لم ينجُ من أفكار فريدمان يوم أطلق مقولته الشهيرة: باتت معظم مدارس "نيو أورلينز" حطامًا ومنازل الأطفال التي يقصدونها. هذه مأساة لكنها فرصة تتيح لنا إصلاحات جذرية في نظام التعليم.
كتاب قد لا يفسّر ما يحدث من كوارث طبيعية، لكنه بكل تأكيد يكشف بالوثائق والأدلة عن النيات المبيتة لما يجري في العالم من غزو وانقلابات ومجازر!