كتبت- خلود الشعار
قال إستراتيجيون وعسكريون، إن استجابة حركة حماس الفلسطينية إلى الجهود المصرية المستمرة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، سيكون له مردود إيجابي ويقلل من العمليات الإرهابية في شبة جزيرة سيناء لأن حماس تعتبر تتولى نصيب الأسد في دعم تلك الجماعات المتطرفة، على حد قولهم، معربين عن قلقهم من عدم التزام حماس بالشروط التي قطعتها على نفسها واستجابتها للحكومة الرسمية وعودتها لقطاع غزة وتحقيق مصالحة شاملة.
وكانت حركة "حماس" أصدرت بيانًا صحفيًا، اليوم، تعترف فيه بجهود المخابرات المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، حرصًا على تحقيق أمل الشعب الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية.
وأعلنت الحركة في بيانها عن عدة قرارات هامة، وهي حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة؛ لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورًا، فضلا عن الموافقة على إجراء الانتخابات العامة.
وأكدت الحركة استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية على اتفاق 2011م كافة.
العمليات الإرهابية في سيناء
اللواء محمود زاهر، الخبير الاستراتيجي، قال إن إعلان حركة حماس لهذا البيان سيترتب عليه تقليص للعمليات الإرهابية التي تحدث في مصر، وخاصًة في سيناء، مشيرًا إلى أن السبب في ذلك هو أن الحركة هي المتحكم الوحيد في قطاع غزة الواقع على الحدود الشرقية لمصر.
وعن تبرأ حماس من هذه العمليات، قال الخبير الاستراتيجي لـ"الهلال اليوم"، إنه على الرغم من تبرأ حماس من العمليات الإرهابية في سيناء، وقيام مجموعة من السلفيين الجهاديين بها إلا أنها هي المسئولة، مؤكدًا أن حدوث الوفاق والوحدة الفلسطينية سيجعل مسئوليتها أكبر، وبالتالي فإن النتيجة هي تقليل العمليات الإرهابية التي تأتي من الحدود الشمالية الشرقية لمصر.
مساعدات مصر لفلسطين
وأضاف، أن دور مصر في القضية الفلسطينية مستمر منذ زمن طويل، فضلًا عن إمداد مصر لهم بالبترول والبنزين والكهرباء والمواد الغذائية، فإن مصر مسئولة عن حوالي أكثر من 200 ألف من حركة حماس، لافتًا إلى أن أسباب موافقة حماس على التصالح مع "فتح" يمكن في عدة أمور، منها أن حماس لديها أمل في أن تكون جماعة الإخوان ذات شكل معين تحت الضغط الأمريكي مما سيكون سندًا لهم.
وأوضح اللواء محمود زاهر، أن حماس كانت تسعى للتعاون مع إسرائيل ولكنها اكتشفت أن التعاون ليس منه أي فائدة، بل سيكون ضار لها، فضلًا عن الغدر بهم في نهاية المطاف، الأمر الذي دفعها للاستجابة للقاهرة وقبول المصالحة مع حركة فتح.
جدية القرارات
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية يتم تآكلها في الضفة وسيصل الأمر لحركة حماس في وقت معين، وسيكون الخلاف فلسطيني مسلح بحت، مما سيقع عليهم باللوم من قبل الدول العربية.
وأشار إلى، أن الجهود المصرية ساهمت في إيضاح الموقف، ووضع ضمانات معينة لحركة "حماس" للتغلب على مخاوفهم من السجن أو محاكمتهم إلى غير ذلك، كما أن الاتفاق الذي تم إعلان من خلاله على حل حكومة حماس ودعوة الحكومة الفلسطينية لاستلام مهامها في القطاع غزة، معتقدًا أنه هناك نوع من الجدية أكثر من أي مرة سابقة للمفاوضات.
تخوفات مترسخة
أما اللواء عادل سليمان، رئيس مركز البحوث المستقبلية الإستراتيجية، قال إن الدولة أجرت اتفاق مع حركة "حماس"، فتحت من خلاله مكتبها في القاهرة، أعقبه إعلان حماس قبول المصالحة مع حركة فتح.
وأوضح لـ"الهلال اليوم"، أن الجهود المصرية نجحت في الواسطة بين حركتي "حماس" و"فتح"، لتحقيق الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذا أمر جيد، ولكن لا نعلم مدى التزام حماس بالقرارات التي اتخذتها اليوم.
عقيدة حماس
اللواء جمال أبو ذكري، الخبير العسكري، قال إن مصر تسعى جاهدة لتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المصالحة سيتأتي من ورائها الخير والاستقرار، ولكنه هناك العديد من الشكوك والتخوفات من حركة حماس.
وتابع الخبير العسكري لـ"الهلال اليوم"، أن "حماس" لا آمان لها، معتقدًا أنها أخطر على مصر من إسرائيل، ولكنه يتمنى أن تلتزم بالقرارات التي أعلنت اليوم، مشيرًا إلى أن حماس صناعة مخابراتية إسرائيلية بهدف تفتيت الوحدة الفلسطينية.
وأضاف، أن العميل يظل بطبعه آمان له مثل "قطر"، مؤكدًا أن العمليات الإرهابية التي تحدث في سيناء مدعومة من حماس، بدليل عدم حدوث هذه العمليات في جنوب سيناء الواقعة على الحدود مع إسرائيل.