الجارديان: الاتحاد الأوروبي يفكر في إعادة تقييم علاقته بالصين بسبب دعم بكين لموسكو في حرب أوكرانيا
أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاتحاد الأوروبي يفكر جديا في إعادة تقييم علاقاته مع الصين على ضوء دعم بكين لروسيا في حربها الحالية في أوكرانيا والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأشارت كاتبة المقال جينيفر رانكين أن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعرب عن اعتقاده أن العلاقات بين دول الاتحاد والصين سوف تزداد سوءا في حالة فشل الرئيس الصيني شي جين بينج في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعدول عن قرار الحرب والانسحاب من أوكرانيا.
وأوضح بوريل، كما يشير المقال، في رسالة وجهها لوزراء خارجية الاتحاد خلال اجتماعهم في ستوكهولم أمس الجمعة، أن هزيمة روسيا في حرب أوكرانيا لن تعيق مسيرة تقدم الجانب الصيني، إلا أن فشل الصين في إقناع الرئيس الروسي بالرجوع في قراره بشأن الحرب في أوكرانيا سوف يؤثر بالقطع على العلاقات بين بكين ودول الاتحاد.
وتوضح الكاتبة أن اجتماعات ستوكهولم تركز على كيفية إعادة تقييم العلاقات بين دول الاتحاد والصين وإعادة صياغة السياسات الأوروبية تجاه الصين في ظل الموقف الحالي. وتقول الكاتبة أنه بالإضافة إلى حرب أوكرانيا، فإن العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي والصين باتت تحتل أولوية قصوى في السياسة الخارجية لدول الاتحاد.
وتقول الكاتبة أنه بينما تعكف الدول الأوروبية على البحث في كيفية التعامل مع بكين في ظل الدعم الصيني لموسكو، قام الجانب الصيني بالإعلان عن إرسال مبعوث خاص إلى أوكرانيا وروسيا ودول أوروبية تشمل بولندا وفرنسا وألمانيا الأسبوع القادم من أجل العمل على التوصل لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية.
وتوضح الكاتبة أنه طبقا لتصريحات المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية سوف يقوم الدبلوماسي الصيني رفيع المستوى لي هيو بترأس وفد دبلوماسي لقيام بجولة الأسبوع القادم تشمل كل من أوكرانيا وروسيا والعديد من الدول الأوروبية من أجل التوصل لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، إلا أن اختيار لي هيو في حد ذاته يثير الكثير من التساؤلات حول حيادية الصين في هذا الصدد حيث كان يشغل في السابق منصب سفير بلاده لدى روسيا ولمدة 10 أعوام كما أنه حصل على وسام الصداقة من الرئيس الروسي بوتين.
وتقول الكاتبة أن العلاقات بين الدول الأوروبية والصين بدأت تشهد توترات واضحة في أعقاب إعلان كل من الصين وروسيا عن علاقات شراكة غير محدودة بين البلدين قبل عدة أسابيع من بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وتسلط الكاتبة الضوء في هذا السياق على تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في وقت سابق والتي تؤكد فيها على أهمية تقليص الاعتماد على الجانب الصيني في الوفاء باحتياجات الدول الأوروبية من المواد الخام والتكنولوجيا الخضراء في خطوة أولية من أجل الحد من خطورة العلاقات بين الصين والدول الأوروبية.
وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع الملف الصيني بحذر وحرص شديدين تجنبا لخسارة شريك تجاري بالغ الأهمية بالنسبة للدول الأوروبية حيث يبلغ حجم التجارة بين الطرفين ما يقرب من 1.9 مليار يورو يوميا.