محمد عبدالسلام: مسؤوليتنا تحتم علينا توحيد الجهود لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية
أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، ضرورة توحيد الجهود في مواجهة التَّأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن مسئوليتنا الدينيَّة والأخلاقيَّة والمجتمعية تحتم علينا توحيدَ جهودنا في مواجهة هذا التحدي الخطير الذي يهدِّد الحياة على سطح هذا الكوكب، وتحقيق مستقبل مستدام لأطفالنا وللأجيال القادمة.
وقال الأمين العام، في كلمته بمؤتمر "التمويل المسؤول تجاه المناخ واجب أخلاقي تجاه الأطفال" المنعقد في جنيف، إنَّ مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، يبذل جهودًا عديدة من أجل تعزيز التضامن العالمي لإيجاد حلول ناجعة لقضية التغيرات المناخيَّة، ودعوة الجهات الفاعلة إلى اتخاذ إجراءات عملية للحد من المسببات التي تفاقم من أزمة تغير المناخ.
وأوضح المستشار عبد السلام أنَّ وثيقة أبوظبي التاريخية للأخوة الإنسانية، الَّتي وقَّعها فضيلة الإمام الطيب وقداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي ٢٠١٩، برعايةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، طالبَتْ قادة العالم وصنَّاع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بضرورة العمل جديًّا والتدخل فورًا لمواجهة ظاهرة تراجع المناخ والعمل على إيجاد حلولٍ فاعلةٍ لها لحماية هذا الكوكب.
وأشار الأمين العام إلى أنَّ الحوار التاريخي الذي عقده مجلس حكماء المسلمين، في ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب بمملكة البحرين في نوفمبر الماضي، مع كبار رجال الكنيسة الكاثوليكيَّة بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، قد عكس شعورًا مشتركًا بين رموز الأديان في تحمُّل المسؤولية الأخلاقيَّة تجاه التَّحديات المشتركة التي تواجه عائلتنا الإنسانيَّة الواحدة، وفي مقدمتها أزمة التغير المناخي وما أحدثته من تأثيرات سلبيَّة أسفرت عن أزمات صحيَّة وغذائيَّة وبيئيَّة يعاني منها ملايين البشر حول العالم.
ودعا المستشار عبد السلام المشاركين في هذا المؤتمر من قادة دينيين وشركاء وصنَّاع قرار وخبراء ماليين وخبراء في حقوق الطفل، إلى ضرورة الالتزام بما نصَّ عليه النداءُ التاريخيُّ "التمويل المسؤول تجاه المناخ واجبٌ أخلاقي تجاه الأطفال"، الَّذي تم إطلاقه بمشاركة مجلس حكماء المسلمين في 9 مايو 2022؛ بهدف التعاون المشترك من أجل القضاء على التأثيرات السلبيَّة المباشرة وغير المباشرة على الأطفال.
وجدَّد الأمين العام التزام مجلس حكماء المسلمين بدعم الجهود الدوليَّة للبحث عن حلول مناخية فاعلة، مشيرًا إلى أن هذا النداء وكذلك نداء "الإيمان والعلم" الذي صدر عن اجتماع قادة الأديان الذي عُقِدَ في الفاتيكان عام ٢٠٢١، يمثِّلان ضرورة علميَّة وأخلاقيَّة ملحةً تجاه الأجيال الحالية والمستقبليَّة؛ بهدف دعم جهود الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن هذا هو أحد الإجراءات الأكثر إلحاحًا اليوم لحماية الأطفال والأجيال القادمة والإنسانية.