رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد إعلان ملامح تطويره .. تعليم مصرشكل تانى

18-9-2017 | 13:18


تحقيق: محمد عبد العال

إعداد المعلم، وتنمية مهارات الطالب، وتخفيف المناهج، وتطبيق نظام الثانوية العامة الجديد محاور أربعة قامت عليها الاستراتيجية التعليمية 2030 والتى أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح  السيسى على مسرح الجلاء فى مارس 2016 ووضع ملامحها د. طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، لكن هل ستنجح تلك الاستراتيجية فى تطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بالتعليم المصرى إلى مصاف أفضل 30 دولة فى العالم؟ وكيف يرى أولياء الأمور والطلاب والخبراء قرارات وزير التعليم بإلغاء الشهادة الابتدائية وتطبيق النظام الجديد للثانوية العامة؟ هذا ما حولنا التعرف عليه خلال جولتنا التالية..

فى البداية أيدت سناء مصطفى، ربة منزل قرار اعتبار الصف السادس الابتدائى سنة نقل قائلة: لا شك أنه قرار فى صالح الأسرة والطالب حيث يرفع الأعباء المادية عن كاهل أولياء الأمور، ويخفف من الضغوط النفسية على الطلاب لكونها ليست شهادة، كما رحب محمد إبراهيم، وهو أب لطفل فى الصف الثانى الابتدائى بالقرار الخاص بدفع المصروفات للمدارس الخاصة عن طريق الحساب البنكى ويرى أنه يضمن عدم زيادة المصروفات عن المبلغ الذي أقرته الوزارة، وأعربت حنين عبد الرحمن الطالبة بالصف الثالث الإعدادى عن سعادتها لتطبيق نظام الثانوية العامة الجديد وترى أنه يسمح لكل طالب اختيار المجال الذي يرغب بالعمل فيه حسب قدراته ومهاراته الفعلية وبناء على تقييم حقيقي من خلال اختبارات القدرات.

أما رغدة أحمد، حاصلة على بكالوريوس نظم ومعلومات فتقول: رغم أن اعتبار الصف السادس الابتدائى مرحلة نقل ترفع الكثير من الأعباء عن كاهل الأسرة المصرية إلا أنها كانت مهمة فى تحديد مدى تحصيل الطالب وإجادته للقراءة والكتابة، ووصفت نظام الثانوية العامة الجديد، واختبار القدرات للالتحاق بالكليات بالجيد وأنه يلبى رغبة  كل طالب فى الالتحاق بالكلية المناسبة لمهاراته، كما أنه يقضى على أسلوب الحفظ والتلقين.

حتمية التطوير

بعد التعرف على آراء أولياء الأمور والطلاب حول نظام الثانوية الجديد، كيف يرى الخبراء والمهتمون بالعملية التعليمية الاستراتيجية الجديدة لتطوير التعليم؟

تقول النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب: لا شك أن تبنى الدولة لنظام تعليم يتوافق ومتطلبات السوق وقدرات ومهارات الطلاب خطوة نحو إنجاح المنظومة التعليمية وتحقيق الهدف منها، كما أن قرار إلغاء الشهادة الابتدائية واعتبارها سنة نقل عادية من أهم قرارات إصلاح منظومة التعليم الجديدة التى وضعت فى استراتيجية التطوير 2030 لربط مرحلة التعليم الأساسي بعضها ببعض والتى تبدأ من الصف الأول الابتدائى وتنتهى بالثالث الإعدادى ما يحقق المرونة فى العملية التعليمية للطالب والأسرة.

وتابعت: أما عن نظام الثانوية العامة الجديد المقرر تطبيقه فى سبتمر 2018 فيسهل على الطالب من خلاله تعويض بعض من الدرجات أو الوقت المهدر فى إحدى السنوات، بالإضافة إلى أن اعتماد الطالب على قدراته وموهبته فى الالتحاق بالكلية التى يرغب فيها يقضى على شبح المجموع وامتحان الثانوية العامة المصيرى الذى يجلب التعاسة للبيوت المصرية ويكبد كل أسرة كما هائلا من المعاناة المادية بسبب الدروس الخصوصية التى من المقرر أن تقل حدتها مع النظام الجديد.

نقلة نوعية

وحول إدراج مدارس المتفوقين ضمن استراتيجية تطوير التعليم 2030 والتى وجه إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي يقول د. رسمى عبدالملك، أستاذ التخطيط التربوى: إن الدولة لا تتدخر جهدا للسعى وراء التقدم، فالاهتمام بالطلاب المتفوقين وتخصيص مدارس ترعاهم وتهتم بتنمية قدراتهم يشكل نقلة نوعية فى مخرجات العملية التعليمية، كما أن حصر هؤلاء  الطلبة فى مدارس معينة يساعد الدولة على معرفة علماء المستقبل وطرق استيعابهم وعدم تبديد تلك القدرات الخاصة وسط مشكلة تكدس الفصول.

ويضيف: تعد منظومة التعليم الجديدة استراتيجية ذات بعد عالمى خاصة فيما يتعلق بإلغاء الشهادة الابتدائية وتخفيف المناهج وإلحاق المعلم بدورات تدريبية، أما عن مرحلة التعليم الإلزامى فجميع الدول المتقدمة تبدأ من الصف الأول الابتدائى حتى الثالث الإعدادى لأن محو الأمية التعليمية والثقافية لا يمكن إتمامه إلا بعد الانتهاء من المرحلة الإعدادية على أقل تقدير ولذا فإن تقسيم التعليم الإلزامى يعد تضييعا للوقت.

واعتبر د. عبد الملك تخفيف المناهج خطوة لتعليم الطلاب عن طريق ما يعرف بالتعلم النشط الذى يعتمد على الإطلاع على المناهج من خلال البحث عن المعلومة ومناقشة المعلم فيها، بخلاف تأهيل المعلم من خلال نظام "المعلم أولا" الذي اعتمدته الوزراة ضمن الخطة الاستراتيجية، والذى يمكنه من ربط الطلاب بالأدوات التكنولوجية الحديثة.

الهوية المصرية

وطالبت النائبة منى منير، عضو مجلس النواب بالتركيز على المواطنة والهوية المصرية من خلال المادة المخصصة للأخلاق والقيم بالمنظومة الشاملة، واعتبرت قبول الآخر السبيل الوحيد للقضاء على الأفكار المتطرفة والرجعية مع غرس قيم المواطنة خاصة فى المراحل التعليمية الأولى كما هو مقرر فى الاستراتيجية التعليمية الجديدة، مشيرة إلى أن البعد عن آلية الامتحانات المرعبة أهم ما حدث من تطور فى النظام الجديد، كإلغاء الصف السادس الابتدائى وجعلها سنة نقل عادية مع إعداد نظام تراكمى للثانوية العامة يعتمد على قدرات الطالب للالتحاق بالكلية ورفع عبء الامتحان التقليدى عن الطلاب.

 المعلم أولا

"المعلمون أولا" هو برنامج وضعته وزارة التربية والتعليم ينمى مهارات المعلم التكنولوجية، حيث يختار البرنامج مجموعة من مدرسي كل مدرسة لهم القدرة على استيعاب المهارات التكنولوجية لنقلها لزملائهم من المدرسين وتطبيقها داخل الفصول، وعن مدى أهمية البرنامج بالنسبة للمنظومة التعليمية 2030 يقول د. أمجد شرف، المشرف العام على البرنامج: يهدف "المعلمون أولا" إلى ربط المعلم بوسائل التعليم الحديثة وإكسابه مهارات تكنولوجية ليتمكن من استخدام شبكة الإنترنت فى جمع كافة المعلومات المتعلقة بمادته العلمية ونقل تلك المهارات للطالب بداية من البحث عبر بنك المعرفة  كأولى الخطوات التي يعمل عليها البرنامج، إلى جانب نقل تلك الخبرة إلى زملائه من المعلمين، كما يهدف البرنامج إلى ربط المعلمين والطلاب بوسائل البحث الحديثة وتحويل العملية التعليمية من مجموعات مناهج تنتهى بنهاية الفصل الدراسى والمراحل التعليمية المختلفة إلى أسلوب تعلم ممتد إلى ما لا نهاية.

من جانبها اعتبرت النائبة سولاف درويش، عضو مجلس النواب إلغاء التعريب بالنسبة لامتحانات نهاية العام  للمدارس التجريبة التى تدرس الرياضة والعلوم باللغات خطوة جيدة قائلة: لا يعقل أن يتم تدريس مواد على مدار العام باللغة الإنجليزية ويفاجأ الطالب أن امتحان نهاية العام باللغة العربية.

تخفيف المناهج

وأبدت د. صفاء المعداوى، خبيرة التربية تحمسها لقرار تخفيف المناهج والاعتماد على البحث باستخدام الإنترنت، مطالبة بأن تكون المناهج متتابعة فى جميع المراحل لتساعد الطالب على عملية البحث وربط العلوم ببعضها، والبعد عن الحشو كما كان يحدث فى المواد الأدبية، وثمنت نظام الثانوية العامة الذى يسعى إلى ربط المناهج بالبيئة من خلال دراسة المجتمع وظروف الأسر المصرية، لافتة إلى تطبيقه فى سبتمبر 2018 يتيح فرصة لطرحه للمناقشة مع خبراء تربويين وأعضاء البرلمان، مشيرة إلى أن كتاب القيم والأخلاق المطبق فى الثلاث سنوات الأولى يعد خطوة جيدة لمحاربة الفكر المتطرف والفتاوى المتشدة، حيث يحث على الحياة الإنسانية الصحيحة من خلال الربط بين أطفال الوطن الواحد الذى يعتبر بداية الطريق للوحدة الوطنية ووأد الفتنة فى مهدها.