رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المصريون تحت حصار الدروس الخصوصية

18-9-2017 | 13:41


كتبت : نرمين طارق

ما زالت الدروس الخصوصية تمثل الشبح الذى يهدد الاستقرار الاقتصادي للأسرة المصرية، خاصة وأنه يبدأ فى التسلل لحياتها قبل بدء العام الدراسى بأشهر عديدة لتتحول الحياة إلى مأساة تتضاعف وطأتها مع بدء الدراسة الفعلية، فهل تستيقظ الأسرة المصرية فى يوم من الأيام على غياب هذا الشبح، خاصة مع ما تم طرحه من تطوير المنظومة التعليمية القائمة، هذا هو ما حولنا التطرق إليه فى جولتنا التالية.

فى البداية تقول هبة عبدالحى )محاسبة(: قررت نقل ابنتى من المدرسة التجريبية لأخرى خاصة، ولكن القبول يرتبط بالنجاح فى الاختبارات فى جميع المواد بالإضافة لاختبارى ووالدها فى اللغات لذا بدأنا جميعا الاستعداد لذلك منذ فترة طويلة بصورة جعلتني ألجأ إلى الاستعانة ببعض الدروس لاجتياز هذه الاختبارات سواء بالنسبة لي أو لابنتى وزوجي فتحول الأمر إلى أننا نتلقى دروس خصوصية مماثلة لما يتلقاه الطلاب طوال العام الدراسي وهو ما يشكل فى رأيي عبئا إضافيا خاصة بعد بدء العام الدراسى بالفعل حيث ستعود هذه الدروس بشكلها الفعلى لحياتنا.

أما صباح يونس -أخصائية تحاليل- فتقول: العام الماضى اتصلت بمدرسة اللغة الإنجليزية بعد بداية العام الدراسى بأسبوع وذلك لحجز موعد مبكر للدروس الخصوصية التى يتلقاها ابني، فكان ردها «ما فيش وقت » لأن مجموعاتها بدأت فى الصيف ولأن المنهج طويل، لذا اضطررت إلى بدء رحلتى هذا العام مع الدروس الخصوصية منذ فصل الصيف حتى أجد مكان لأولادى بها خاصة وأن المدارس لا تقوم بالدور المنوط بها بشكل كامل فيما يتعلق بالتدريس وهو ما يعنى المزيد من الأعباء الاقتصادية على وأسرتى.

بابا فى الدرس

ويقول مصطفى ماهر -مهندس مدنى-: قدمت لابنى فى مدرسة دولية والإدارة اشترطت النجاح فى اختبارات اللغة الفرنسية والإنجليزية للأب والأم خاصة وأننى لم أدرس هذه اللغة عندما كنت طالبا، فهل من المنطقى أن نضطر إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية لنا ولأبنائنا وقبل بدء العام الدراسى، لذا أتمنى أن ينجح التطوير الذى طرحته وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بالمنظومة التعليمية ككل فى مواجهة أزمات الدروس الخصوصية وبخاصة بعد بدء العام الدراسى لأبنائنا فى كافة مراحل التعليم.

أما رفعت عبدالله -مهندس زراعى- فيقول: ابنى فى الثانوية العامة هذا العام وكالعادة فقد بدأ الدروس الخصوصية بعد العيد مباشرة بل وحرمنا طوال الأشهر الأخيرة من الصيف من التنزه أو السفر نظرا لضيق الوقت هذا بجانب ما تستنزفه هذه الدروس من ميزانية كان يمكن تخصيصها للنزهات، فهل يستطيع التطوير المطروح بالنسبة للمنظومة التعليمية مواجهة هذا الوضع بحيث نستطيع أن نعيش بصورة طبيعية ومستقرة لا تقلب حياتنا رأسا على عقب.

وبعد رصد معاناة الأسر المختلفة الأسباب مع التعليم فى الصيف توجهنا للمتخصصين لنتعرف منهم على الأثر الاجتماعى والنفسى للتعليم صيفا وشتاء.

ملل دراسى

وعن تأثير المذاكرة على مدار العام على الحالة النفسية للطالب تقول د.إيمان دويدار استشارى الصحة النفسية للأسرة: لا شك أن الدراسة طوال العام وبخاصة فى فترات الأجازات وقبل بدء الموسم الدراسى الفعلى قد تؤدى إلى حالة من التشبع أثناء العام الدراسى، والتشبع يؤدى إلى الشعور بالملل وكراهية للمذاكرة، وقد يصل الأمر إلى حالة من الانفجار السلوكى لدى الطالب، لأنه تم حرمانه من رغباته التى تتمثل فى اللعب بحرية خلال فترة الأجازة، وهناك بعض الطلاب يصابون بحالة من اللامبالاة أثناء فترة الامتحانات بسبب ما تعرضوا له من ضغوط نفسية على مدار العام، فالقيام بالأشياء فى الوقت غير المناسب يؤدى إلى رفضها فى الوقت المناسب، ولكن إذا أجبرت الظروف الأسرة والطالب على بدء المذاكرة والدروس الخصوصية قبل بدء العام الدراسى فلابد من تخفيف الأعباء على الطلاب عن طريق التحفيز والتشجيع، فالتشجيع يؤدى إلى زيادة النشاط الذهنى.