قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لموسم حصاد القمح اليوم من شرق العوينات خطوة مهمة، لأن القمح محصول يعتمد عليه الشعب المصري، كما أنه يؤمن موارد مالية ثمينة في التجارة الدولية إذا ما تم تصديره.
وأضاف في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أن الاستعانة بالمياه الجوفية حل ضروري لإيجاد التوازن المائي بينها وبين مياه النيل، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك حظًّا كبيرًا من المياه الجوفية يكفي لـ 100 سنة قادمة، إذا تم المحافظة على الخزان، ما يجعلنا قادرين على دعم مشروعات مهمة مثل شرق العوينات وتوشكى.
الاعتماد على التنمية المستدامة هو الحل الأمثل
وأشار إلى ضرورة استخدام المياه الجوفية بشكل رشيد مع تقديرها حسابيًّا وهندسيًّا على وجه الدقة، مهما توفرت بمخزون كبير، لأنها مياه نفيسة وغير متجددة، وكل متر مكعب يتم استخراجه من الأرض لا يأتي مكانه، خاصة أن الإفراط في استخدامها قد يسبب مشاكل في الخزان، مضيفًا: التعامل معها بدقة يجنبنا انخفاض المخزون وزيادة ملوحتها.
وأكد على أن الحل الأمثل للتعامل مع المياه الجوفية خلال الفترة المقبلة أن يتم استخراجها على فترات أطول، والاعتماد على نظرية التنمية المستدامة، بدلًا من الضغط على الخزانات بصورة مرهقة، وبالتالي من الواجب علينا إيجاد التوازن، وأن نتعامل بحذر شديد مع المياه المستخرجة يوميًّا، وألا نغفل عن عدد الآبار المتاح، فضلًا عن عدم الإفراط في مساحات التوسع في المياه الجوفية.
الدولة المصرية في طريقها لانتقاء المحاصيل
ونوه إلى التفكير في نوعيه المحاصيل التي يتم زراعتها من خلال المياه الجوفية، لأنها مياه أقرب للشرب أكثر منها للزراعة، لذلك من الضروري البحث عن نوعية المحاصيل التي تستهلك مياه أقل، لأن منطقة شرق العوينات في بيئة صحراوية تشهد درجات حرارة عالية، وضغطًا شديدًا.
وبين أن الدولة المصرية في طريقها لانتقاء المحاصيل التي يمكن تصديرها بتكلفة عالية؛ لتساعدنا في الخروج من هذه الظروف، مشيرًا إلى أن: مصر تحقق نجاحات كبيرة في موسم حصاد القمح، ولكن لا ينبغي زراعة القمح في هذه المناطق رغم أهميته، والتركيز على المحاصيل التي يتم تصديرها بدولارات أكثر.
الاعتناء باختيار المحاصيل يوفر مبالغ مالية كبيرة
وشدد على الاعتناء الأمثل باختيار المحاصيل التي يتم زراعتها لتصديرها، لأن طن القمح على سبيل المثال ثمنه 300 دولار، في المقابل هناك محاصيل الطن فيها يتراوح بين 1000 و2000 دولار، مثل: بعض أنواع العنب والبلح وبعض المحاصيل التي تخرج في صورة منتجات طبية، لافتًا إلى أنه يمكن تصدير هذه المحاصيل ذات الإيراد الكبير، واستيراد المحاصيل متوسطة وقليلة التكلفة وتوفير مبالغ مالية تحتاجها الدولة المصرية.