بقلم : نجلاء أبوزيد
أتعجب كثيرا من افتقاد معظمنا لثقافة الاعتذار سواء في حياتنا الخاصة أو العامة, ففي الماضي كنا نعتذر ببساطة وإذا اصطدمنا بأحد بلا قصد نعتذر فيبتسم الآخر وكل يمضى في طريقه بشكل عادى, لكن الآن البعض يتجاوزك في الطابور أو "يخبطك" ولا يكلف نفسه عناء الاعتذار أو طلب المسامحة, وفى منازلنا نعتبر الموضوع كرامة فقد يخطئ الزوج وتغضب الزوجة ويحاول بتصرفاته الاعتذار عما حدث لكنه يترفع عن نطق عبارة "أنا آسف", نفس الأمر قد تفعله الزوجة فالكل أصبح يترفع عن الاعتذار وكأنه تفريط في الكرامة, بالرغم من كونه قمة الرقى الإنسانى أن تعتذر عندما تخطئ سواء في حق كبير أو صغير, قريب أو غريب, فالاعتذار يساعد على سرعة الغفران وينقى النفس تجاه الآخر بشكل سريع ويعلمنا كيفية احترام مشاعر الآخرين, لكن يبدو أنه أحد الأمور الجميلة التي اختفت في زمننا هذا لتضيف هما إلى همومنا وكأننا نريد دوما تحميل أنفسنا ما لا طاقة لها به, يغضب الأشقاء كل من الآخر بسبب شيء بسيط ويظل كل طرف في انتظار كلمات الاعتذار التي لا تأتى, وتزداد هوة خلاف بسيط كان سيختفي سريعا إذا انتبه أحدهم لفكرة الاعتذار في وقته دون تكبير للأمور واعتبارها على أنها قضية كرامة ولا يجب التنازل والاعتذار لهذا وذاك, والحقيقة الغائبة عن الكثيرين أنه كلما كنت أقوى وأكبر زادت قدرتك على الاعتذار وطلب السماح, ويجب أن ندرك هذا ولا نخجل, ويجب على الآخر ألا يعتبره ضعفا, فأمور كثيرة قد تحل ونفوس قد تصفى لبعضها بعبارة "أنا آسف", عندما تخرج من القلب, فلندرب أنفسنا وأولادنا أن الخطأ وارد الحدوث, والاعتذار يزيله, لكن الترفع عن الاعتذار يعمقه ويجعل الخطأ في حق الآخرين متكررا معتادا وكأنه أصبح جزءا من معاملتنا اليومية.