رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حلول الأمهات.. لأزمات المصروفات

18-9-2017 | 14:05


كتبت : نرمين طارق

مع بداية العام الدراسى تزداد الأعباء المادية على كاهل الأسرة خاصة مع ارتفاع أسعار الزى المدرسى والأدوات المكتبية، لكن الأم المصرية دائما لديها حلول للأزمات، والخطط الاقتصادية التى تساهم فى خلق حالة من التوازن بين احتياجات الأطفال ودخل الأسرة عند دخول المدرسة.

فى جولتنا التالية حاولنا التعرف على حلول الأمهات للتغلب على أزمات المصروفات وارتفاع أسعار مستلزمات المدرسة في ظل الميزانية المحدودة لكثير من الأسر، فى محاولة لتقديم المساعدة لبعض الأمهات والأسر التى تجد صعوبة فى توفير متطلبات الأبناء دون إجهاد ميزانية الأسرة.

فى البداية تقول غادة مصطفى، محامية: ذهبت لمنطقة الفجالة واشتريت كتب المستوى الرفيع بنصف الثمن المعروض فى المدارس الخاصة، كما اشتريت الأدوات المدرسية بالجملة لأن السعر فى المكتبات مرتفع جدا، أما فاتن عبدالخالق، ربة منزل فتغلبت على مشكلاتها الاقتصادية بطريقة أخرى حيث اشترت الكتب الخارجية المستعملة من سوق الأزبكية بعد ارتفاع أسعارها فى المكتبات.

وتقول سلوى محمود، مهندسة زراعية: طلب ابنى منى شراء بنطلون جديد لأن القديم تغير لونه فقمت بصبغه فى المنزل بعد أن قرأت وصفات الصبغة على الإنترنت وقدمته له على أنه جديد ولم يلاحظ الفرق، فليس عيبا أن أتحايل على الظروف، وفكرة إعادة تدوير الملابس وصبغها رائعة توفر الكثير وتساعد في تقليل النفقات وتوازن بين قلة الدخل وكثرة طلبات الأولاد.   

أما فاطمة حلمى، ربة منزل فقد اتفقت مع جارتها على أن تصطحب أبناءهما إلى المدرسة صباحا على أن تتولى هى مسئولية عودتهم للمنزل بعد ارتفاع أجرة التاكسى الذى كان يصطحبهم إلى المدرسة بسبب ارتفاع أسعار الوقود، بينما تحايلت داليا محمد، أخصائية تسويق على غلاء الأسعار بنقل ابنها من المدرسة الخاصة لأخرى تجريبية لغات بعد ارتفاع سعر الأولى، كما اتفقت مع زوجها على استبدال الدروس الخصوصية بمجموعات التقوية داخل المدرسة.

تفصيل الزي

بسبب ارتفاع أسعار الملابس المدرسية لجأت هبة عبدالحى - ربة منزل - إلى تفصيل الزى المدرسى لأولادها والذى وفر لها الكثير من الأموال بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة، وتقول: قمت بتفصيل ملابس ابنتى لدى خياطة أسعارها معقولة, والشنطة المدرسية اشتريتها من وكالة البلح لأن الأسعار هناك أرخص من المحال التجارية، وهكذا استطعت أن ألبي احتياجات ابنتي وجعلتها مثل قريناتها وهذا في حدود ميزانيتي المحدودة.

أما ريهام محسن، محاسبة فقد اشترت علبة ألوان واحدة وأخبرت أبناءها أن المشاركة هى الحل خاصة أن حصة الرسم تختلف مواعيدها لدى أولادها الثلاث، وتقول: أى شيء يمكن أن يستخدمه أبنائى سويا سأقوم بشرائه مرة واحدة، وعليهم أن يقتسموه بينهم حتى أتمكن من الموازنة بين طلباتهم وميزانيتى المحدودة.

تبادل الكتب

وتقول نهلة محمد، أخصائية تحاليل: كل عام أقوم بتبديل الزى المدرسى الخاص بأولادي مع أختى وجارتى، كما نتبادل الكتب أحياناً حال عدم تغيير المناهج، فميزانية الأسرة لا تتحمل شراء كتب وملابس جديدة خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار، وهذا يجعل أولادي يحافظون على ملابسهم وكتبهم لأنهم يعرفون أن هناك من يستخدمها بعدهم.

"اتفقت وزوجى على تقسيط مصاريف المدرسة على مدار العام، والمذاكرة لابنتنا حتى نتمكن من الاستغناء عن الدروس الخصوصية" هذا هو الإجراء الذي اتخذته إسراء سليمان، مصممة الجرافيك وزوجها للتغلب على مشكلة ارتفاع أسعار الملابس والدروس الخصوصية، بينما كان شراء الزى المدرسى من منطقة العتبة الحل الذي توصلت إليه مها محمود، ممرضة لمواجهة ارتفاع أسعار المحال التجارية التى تتعامل معها مدارس أبنائها، وتقول: إلى جانب ذلك اتفقت مع زوجى أن يصطحب الأولاد إلى المدرسة صباحاً أثناء ذهابه لعمله، على أن أذهب لاصطحابهم أثناء العودة لنوفر مصاريف أتوبيس المدرسة.

أما مشكلة ارتفاع أسعار الكتب الخارجية فقد وجدت هدى عبد الرحيم، ربة منزل حلا لها, حيث اتفقت مع ولية أمر إحدى زميلات ابنتها على أن يشترى كل منهما نصف الكتب ثم يقوما بتصويرها، بينما نقلت فضيلة سليمان، مصممة ملابس ابنها من مدرسته بالتجمع الخامس إلى أخرى قريبة من البيت توفيرا للوقت ومصاريف المواصلات، وتقول: هذا القرار الذي اتخذته وزوجى وفر لنا الكثير من المال الذي كان يضيع بين مصروفات الأتوبيس المدرسى والمواصلات إضافة إلى الوقت والمجهود، مؤكدة أن فكرة الترشيد في المصاريف أصبحت منهج وأسلوب تتخذه وعائلتها كحل لغلاء الأسعار ومحدودية دخلهم. 

الإنتاج المنزلى

وعن الحلول الاقتصادية التى يمكن أن تلجأ لها الأسر لتخفيف حدة الأزمات الاقتصادية يقول أحمد خزيم، الخبير الاقتصادى: ينبغى على الأم المصرية أن تكون منتجة كما كان حال النساء قديما، فتقوم بإعداد المربى والأطعمة التى يمكن استخدامها كأطعمة سريعة للأبناء أثناء تواجدهم بالمدرسة، بالإضافة إلى تعلم الحياكة واقتناء ماكينة خياطة إن أمكن بمنزلها حتى تتمكن من إصلاح ملابس أبنائها بدلا من الذهاب للمتخصصين وتحميل ميزانيتها ما لا تطيق، إلى جانب إعادة تدوير القديم منها، كما يجب أن تتوافر لدى الأسرة المصرية ثقافة إعادة الاستخدام, فالسنة الدراسية تنتهى ونصف الكشول فارغ فما المانع من استخدامه مرة أخرى؟ ويجب أن يتقبل المدرس فى الفصل تلك الثقافة حتى لا يشعر الطالب بالحرج، كما أدعو مديريات التربية والتعليم فى مختلف المحافظات إلى تشديد الرقابة على المدارس الخاصة ومنعهم من تغيير الزى المدرسى كل عام حتى لا يقع أولياء الأمور فى فخ استغلال أصحاب تلك المدراس الذين يسعون للتربح على حساب الطلبة وذويهم.

ثقافة التبادل

ويدعو د. عبدالرحمن عليان، الخبير الاقتصادى إلى ضرورة إيجاد روح التعاون والمشاركة بين المدرسة وولى الأمر، من خلال تقديم الأخير الكتب والملابس التى لا يحتاج إليها أبناؤه مع نهاية العام الدراسى إلى إدارة المدرسة لتقدمها بدورها للطالب الذى لا يستطيع شراءها، كما دعى إلى احترام ثقافة استخدام المنتجات المستعملة ونقلها للأطفال.