أكدت قيادات حزبية أن جلسات الحوار الوطني التي انطلقت، أمس، هي الميلاد الحقيقي للحوار الوطني، وأكبر رد على المشككين مشيرين إلى أن جميع المشاركين عبروا عن وجهة نظرهم دون قيود.
وأضافت القيادات - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن المشاركين في الحوار بينهم قواسم مشتركة ستساهم في تجاوز كل الإشكاليات التي سيتم طرحها خلال جلسات الحوار الوطني حتى نتمكن من الوصول إلى توصيات جادة تصب في صالح المواطن المصري.
وقال نائب رئيس حزب المصريين الأحرار، إسلام الغزولي، إن أولى جلسات الحوار مهمة وحجم النقاش وتبادل الآراء والقواسم المشتركة كان كبيرًا جدًا؛ مؤكدًا أن الحوار ليس فريقًا يبارز فريق آخر بل كان الهدف هو إيجاد أرضية أو مساحات مشتركة كما ينص شعار الحوار.
وأضاف أن مصر شهدت على مدار 160 عامًا تطبيق أنظمة انتخابية متعددة، المزيج والفردي والمستقل والقوائم المطلقة والنسبية والاقتراع المباشر وغير المباشر، موضحًا أن كل نظام له مزاياه وعيوبه، وما نبحث عنه اليوم هو الأنسب للظرف الراهن وللجمهورية الجديدة وكيف ندخل هذه الجمهورية بأحزاب وبرلمانات قوية تعبر عن واقع الشارع المصري وتحل الأزمات العديدة التي شهدها المواطن خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن حزب المصريين الأحرار من الأحزاب التي شاركت منذ البداية في طرح الحوار وقدم ورقة مهمة جدا ،تتضمن عددا من المحاور والأهداف المطلوبة في العديد من الملفات التي يتخصص فيها، لافتا إلى أن القائمة النسبية غير المشروطة هي الأنسب لأنهت تتماشى مع المرحلة الحالية لتشكيل برلمان يضم عددًا من الأحزاب بتمثيل إيجابي ودون أصوات فاقدة.
وقال الغزولي: "نحن لا نتحاور لكي يكون لدينا اتجاه واحد، برغم أننا جميعا لدينا هدف واحد، لكن هذا الهدف الموحد لا يمنع تباين وجهات النظر، ونسعى لتقريب المسافات بما يليق بالدولة المصري وهذا حوار صحي يصب في صالح الدولة المصرية".
من جانبه.. قال رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، إن اليوم الأول من جلسات لجان الحوار الوطني هي البداية الفعلية للحوار، والميلاد الحقيقي له الذي جاء ردًا على كل الذين شككوا في أن الحوار سيكون عبارة عن كلمات مُعلّبة وقرارات مُجَهزة وحجر على وجهات نظر الآخرين ووضع قيود على المشاركين.
وأكد أن كل هذه الشكوك تبددت اليوم لما تميزت به الجلسة من مصارحة ومكاشفة بدون خطوط حمراء، وهذا ما أعلنه أيضًا المنسق العام ضياء رشوان في كلمته.
وأوضح أنه حضر جميع الحوارات الوطنية منذ عام 1982 وحتى 2005، وكانت جميعها ذات نظام اليوم الواحد، مؤكدا أن هذا الحوار مختلف عن سابقيه فقد تم التجهيز له وبناء الثقة طوال 13 شهرًا.
وأضاف: "جميع الفرقاء موجودون على الخارطة وكل من نتخيل أنه لم يكن ليحضر اليوم، حاضر بالفعل، وأعرب عن وجهة نظره كاملة؛ لذلك فالحوار اليوم يمثل مصر بالكامل سواء في الوقت الحالي أو وجهة النظر المستقبلية".
وتابع أن الأحزاب المصرية تحدثت خلال الجلسات دون تقييد، وأعرب كل منها عن وجهة نظره وما يراه صحيحًا؛ مشيرًا إلى أن هذا سيُسكِت جميع الألسنة التي قالت إن الحوار شكلي أو مبرمج فهو حوار صريح ومفتوح.
وأشار إلى أن القائمة النسبية غير المشروطة هو أفضل الأنظمة في إجراء الانتخابات، مؤكداً أننا نريد نظاما سياسيا صحيحا يقوي الأحزاب السياسية، منوها بأن الفئات المستثناة تم تمثيلها في نظام القائمة النسبية المُطبَق عام 1987، موضحا أن هذه الفئات كانت تُعلَن أثناء اليوم الانتخابي وسط اللجان المشرفة على الانتخابات..مشددا على أنه لو توافرت الإرادة، فسيتم التغلب على جميع هذه الإشكاليات.
وبدوره.. أعرب علاء عبد النبي نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية، عن تأييد حزبه للقائمة النسبية بأنها تمثل جميع أطياف الشعب؛ نظرًا لأنها تأخذ بنسبة 100% من الأصوات بينما الفردي والقائمة المطلقة تأخذ بـ51 من الأصوات بينما نسبة الـ49 الباقية لا قيمة لها.
وأكد دعم حزبه الحوار الوطني ووقف ورائه منذ بداية الإعلان عنه، مقدما شكره لمجلس أمناء الحوار عن جهوده طوال 25 جلسة تحضيرية للوصول بالحوار للجلسات النقاشية، وللمنسق العام ضياء رشوان على هذا التنسيق والموضوعات المطروحة؛ والدليل على ذلك جلسة أمس.
وكانت أولى جلسات لجان الحوار الوطني قد انطلقت أمس لمناقشة بعض قضايا المحور السياسي الذي يضم خمس لجان فرعية وهي لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي ولجنة المحليات و لجنة الأحزاب السياسية و لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة ولجنة النقابات والمجتمع الأهلي.
وناقشت لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي بحضور ممثلي مختلف التيارات السياسية على مدار جلستين النظام الانتخابي لمجلس النواب، كما ناقشت لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة القضاء على كافة أشكال التمييز .
وناقشت لجنة النقابات والمجتمع الأهلي تحدي التعاونيات ودور الجمعيات التعاونية في تحقيق أهداف التنمية المستدامه إلى جانب التشريعات والقوانين المنظمة لعمل الجمعيات.