تناول مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية القصف الصاروخي الذي شنته القوات الروسية أمس الثلاثاء على مواقع أوكرانية مستهدفة مخازن صواريخ وذخيرة بما فيها منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي وما صاحب ذلك الهجوم من تضارب في التصريحات من كلا الجانبين الأوكراني والروسي.
ويشير المقال، الذي شارك في كتابته كل من لوك هاردنج ودان صباغ، أنه في الوقت الذي أعلنت فيه أوكرانيا تدمير جميع الصواريخ الروسية في الجو وتحييدها قبل أن تتمكن من إصابة أهدافها، تبين لاحقا، طبقا لما أعلنته موسكو، أن الهجوم تمكن من تدمير منظومة الصواريخ الأمريكية والتي حصلت عليها كييف في إطار المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا لتعزيز قدرتها في مواجهة القوات الروسية.
ويلقي المقال الضوء على تصريحات المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات التي أكد فيها أن موسكو قامت أيضا بشن هجوم على العاصمة الأوكرانية كييف بإطلاق تسعة صواريخ من طراز "كاليبر" وثلاثة صواريخ باليستية أخرى فضلا عن ستة طائرات بدون طيار وثلاثة طائرات استطلاع، موضحا أن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تمكنت من إسقاطها جميعا قبل إنجاز مهمتها.
إلا أنه تبين فيما بعد، كما يقول المقال، أن الهجوم أسفر عن تدمير منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، وهي الأنباء التي أكدتها مصادر أمريكية لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أمس الثلاثاء، موضحين أنه قد يتعين سحب تلك المنظومة بالكامل بعد الأعطاب التي لحقت بها وأن الخبراء يقومون في الوقت الحالي بإجراء فحص دقيق للمنظومة للوقوف على مستوى التدمير الذي تعرضت له جراء الهجوم الروسي.
ويشير المقال أن هجوم الأمس يعد الأعنف الذي تشنه القوات الروسية على العاصمة كييف منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي، كما أنه يأتي في أعقاب الجولة التي قام بها الرئيس الأوكراني فلودومير زيليسنكي لعدد من الدول الأوروبية وشملت بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واستمرت لمدة ثلاثة أيام.
ويلفت المقال أن الرئيس الأوكراني تمكن خلال جولته الأوروبية من الحصول على تعهدات باستمرار تقديم المساعدات العسكرية لبلاده بما فيها طائرات بدون طيار بعيدة المدى والتي تعهدت بريطانيا بتقديمها لأوكرانيا.
ويتطرق المقال للتصريحات الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية التي تقول فيها أن القوات الروسية تمكنت من تدمير منظومتي دفاع جوي من طراز باتريوت والتي قدمت الولايات المتحدة إحداها وقدمت ألمانيا الأخري لأوكرانيا في منتصف الشهر الماضي، موضحة أن استهداف تلك المنظومتين يشكل ضربة قاصمة للدفاعات الجوية الأوكرانية.
ويشير المقال في الختام إلى أن الهجوم الذي استهدف العاصمة الأوكرانية أمس وأسفر عن تدمير منظومة الصواريخ الأمريكية الصنع هو حلقة في سلسلة من الصراع الدامي بين القوات الروسية والأوكرانية، موضحا أن مواجهات شرسة مازالت مستمرة بين الطرفين في شرق أوكرانيا حول مدينة باخموت الاستراتيجية.