نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مقالا عن إمكانية اختفاء بوتين عن الساحة السياسية في روسيا، وضرورة أن تستعد أوروبا لمرحلة ما بعد بوتين في روسيا.
وقال الكاتبان ألكسندر كلاركسون وكيريل شاميف، إن غياب بوتين قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي ومن ثم إلى نزاع مسلح داخل روسيا نفسها. وطالبا بضرورة أن تكون هناك استراتيجية لاحتواء التداعيات.
وأشار المقال إلى النزاع في أوكرانيا، مثلها مثل الحرب في الشيشان في التسعينيات، فرضت ضغوطا هائلة على استقرار روسيا كدولة. لذلك من الأهمية أن تبدأ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمؤسسات في التخطيط لمجموعة من سيناريوهات ما بعد الحرب وما بعد بوتين في روسيا.
ومن هذه السيناريوهات زعزعة استقرار النظام السياسي الروسي الذي قد يؤدي حتى إلى صراع مسلح داخل البلاد. لحماية المصالح الجماعية لأوروبا، بما في ذلك أوكرانيا، من أي اضطرابات مستقبلية تجتاح روسيا، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى استراتيجية تشجع بقوة التحول الديمقراطي، بغض النظر عن ضآلة فرص ذلك الآن.
واعتبر المقال أنه لطالما رفض الكرملين التعامل مع المفوضية الأوروبية باعتبارها طرفا عالميا، واستخدم سياسة فرق تسد بين الدول الأوروبية لتحطيم الوحدة القائمة على قيم التكتل، وفي كثير من الأحيان حققت روسيا هدفها وحصلت على التكامل الاقتصادي والسياسي مع الدول الغربية التي كانت تريدها بينما تتجنب الإصلاح الديمقراطي الداخلي.
وشدد المقال على أن أي مشاركة أعمق للاتحاد الأوروبي مع روسيا سيكون في مصلحة جميع جيران روسيا، حتى لو شعرت أوكرانيا بالإحباط من هذه المشاركة.
وبما أن النخبة الحالية في موسكو ستتهم الاتحاد الأوروبي بالتدخل على أي حال، فليس لدى الاتحاد الأوروبي ما يخسره من خلال إجراء نقاش أوسع حول الإصلاح الديمقراطي في روسيا ما بعد بوتين.
لكن يجب على مؤسسات الاتحاد الأوروبي أن تحدد الخطوات التفصيلية التي يتعين على النخبة الحكومية في روسيا اتخاذها كشرط صارم لإعادة فتح أبواب التجارة والسفر والاستثمار لبقية أوروبا. كما أنها يجب ان توافر الحوافز لجذب النخبة الروسية إلى أوروبا.