نظم معهد التخطيط القومي محاضرة بعنوان “التحويلات النقدية عبر التاريخ ...ما الذي نتعلمه من 2500 عام من الممارسة؟" ألقاها الخبير الاقتصادي أوجو جنتليني الرائد العالمي في مجال المساعدة الاجتماعية والخبير الاقتصادي في مجال الحماية الاجتماعية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولي.
وخلال كلمتها، أشارت الدكتورة هالة أبوعلي نائب رئيس المعهد لشئون البحوث والدراسات العليا، إلى أن اللقاء استهدف تسليط الضوء على أهمية التحويلات النقدية وبرامج المساعدة الاجتماعية التي تهدف إلى التخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجاً، إضافة إلى البحث عن إجابة لمجموعة من التساؤلات المرتبطة بقضية التحويلات النقدية وبرامج الحماية الاجتماعية، من بينها: من هي الفئات التي يجب أن تستهدفها هذه البرامج؟ لماذا لا يتم استبدال التحويلات النقدية بالعينية؟ وكيف يمكن الاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية العملية.
وأوضح الخبير الاقتصادي أوجو جنتليني أن التحويلات النقدية ليست وليدة اللحظة، وأن التاريخ حافل بمثل هذه البرامج التي طبقت على مر العصور بمختلف الدول لأسباب مختلفة، كما أنها تعد عنصرا مركزيا في أنظمة الحماية الاجتماعية.
وأشار إلى أنه بمرور الوقت لجأت العديد من المجتمعات إلى رسم الخطوط الفاصلة بين الدخل المشروع والمكتسب من الناحية الاجتماعية والاقتصادية على صعيد (سوق العمل، والتأمين الاجتماعي، وبعض المعاشات الاجتماعية للمحاربين القدامى والأرامل).
ولفت جنتليني إلى أن التحويلات النقدية على الرغم من أنها تستخدم في تحقيق العديد من الأهداف إلا أنها ترفع توقعات المخاوف في الوقت ذاته مما يلقي باللوم على تلك التحويلات والأشخاص الذين يتلقونها.
وأكد جنتليني ضرورة عرض التدفقات النقدية و"المساعدات الاجتماعية" عن طريق دراسة الخبرات العملية، والإطار التاريخي، والمشهد الحالي للساحة الدولية تحت إشراف الدولة والمنظمات غير الحكومية.
وأشار جنتليني إلى أن شروط منح المساعدات تختلف من دولة لأخرى ومن فترة زمنية لأخرى حسب السياسة المتبعة في كل دولة، والعراق، والقوانين المعمول بها والتعاليم الدينية، فضلاً عن أن هناك دولاً تمنح مواطنيها المساعدات على شكل إعانات غذائية، في حين عارضها المواطنون لأنهم يعتقدون أنها دعوة للتخلي عن الصناعة والعمل ورأوا أنها استنزاف للمال العام.